محو الأمية التقنية ينقل موظفي العراق إلى "عالم الكمبيوتر"
نشر بواسطة: Adminstrator
الثلاثاء 03-07-2012
 
   

بابتسامة عريضة، تتابع وسن صالح تعليمات محاضر يشرف على دورة تدريبية في الجامعة التكنولوجية في بغداد تهدف إلى "محو الأمية في مجال استخدام الحواسيب" لدى الموظفين الحكوميين.

وتقول وسن (35 عاما) الموظفة في وزارة التجارة العراقية لوكالة فرانس برس وهي تدوّن ملاحظات على دفتر صغير "إنها المرة الأولى في حياتي التي استخدم فيها الحاسوب (الكمبيوتر)".
وتضيف بخجل بدا واضحا على ملامح وجهها الذي يلفه حجاب ملون "عندي حاسوب، لكن بما أنني كنت جاهلة لم استخدمه من قبل. الآن، سأدخل كل الأشياء فيه وأتعرف إليه، إنها تجربة خاصة سأنصح بها عائلتي وجيراني".
وتستضيف الجامعة التكنولوجية في وسط بغداد منذ شباط 2009 دورات تدريبية في مجال الكمبيوتر، من بينها دورة "ترقية موظفي الدولة" التي تشمل تعريف هؤلاء بكيفية استخدام الكمبيوتر وبرامج أساسية مثل "أوفيس"، وأيضا الانترنت. وتبحث الجامعة إمكانية تطوير هذه الدورات التعليمية لتشمل وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة مثل "فيسبوك" و"تويتر" بهدف تعزيز إمكانات الموظفين الذين ما زالوا يعتمدون في معظم الدوائر الرسمية على التعامل الورقي. وبحسب مدير "قسم الحواسيب" في الجامعة حارث فؤاد جواد، بدأت فكرة إقامة هذه الدورات في مقال نشر في صحيفة محلية في كانون الأول 2008 وطالب بالقضاء على "الأمية التقنية". وقد نقل المقال عن أستاذ جامعي قوله "ألقيت محاضرة للأساتذة عن الحاسوب وعندما طلبت منهم رفع اتجاه الفأرة إلى الأعلى، قام احدهم برفعها فوق الكمبيوتر". ويقول جواد لفرانس برس "إذا لم يكن المرء يعرف اليوم كيفية العمل على الحاسوب، فكأنه يريد أن يكتب ولا قلم بيده"، مضيفا "كثيرون يأتون إلينا ويقولون: نريد أن نتعلم، فمن أين نبدأ".
ويشير جواد إلى انه "في أولى الدورات، استقبلنا إداريين ومدرسين وفنيين" وكان عددهم 66، بحسب ما تشير رسالة موجهة من الجامعة الى وزارة التعليم العالي. وقد شملت الدورة برنامج "أوفيس" والتعريف بخدمة الانترنت. ونظمت الجامعة 48 دورة على مدار العام 2009 شارك فيها 446 شخصاً، و28 دورة في العام التالي بمشاركة 389 شخصا، و21 دورة في 2011 بلغ مجموع المشاركين فيها 239 شخصا. ويشير جدول الدورات التي أقامها "مركز الحاسوب لمؤسسات ودوائر الدولة" إلى انه منذ نهاية 2011 وحتى 31 أيار 2012، نظمت الجامعة 57 دورة شارك فيها 547 موظفا حكوميا. وشملت هذه الدورات التي تستمر كل منها عشرة أيام وتبلغ مدة كل حصة منها ثلاث ساعات استخدام الانترنت والرسم الهندسي وتصميم المواقع على الانترنت وبرنامج "أوفيس"، بالإضافة الى برامج اخرى. وفي قاعة صغيرة تضم نحو 30 جهاز كمبيوتر، تشرح محاضرة لموظفين حكوميين تفاصيل برنامج "أوفيس" على شاشة معلقة على حائط، فيما يقومان هما بمتابعة تفاصيل الشرح على شاشتين صغيرتين وضعتا أمامهما.
ويقول الموظف في وزارة العدل عبد الجليل حنون (55 عاما) لفرانس برس "نتعلم هنا تفاصيل برامج عدة منها "وورد" و"اكسل" وقد دخلنا مرات عدة الى الانترنت. نتعلم أشياء في عالم لم نكن نعلم به". وتعبر نجوى عبد الرضا (27 عاما) الموظفة أيضا في وزارة العدل عن سعادتها بتعلم استخدام الكمبيوتر بشكل أوسع من مجرد إرسال بريد الكتروني، موضحة أن "الكمبيوتر حول العالم إلى قرية، ونحن نريد دخول هذه القرية".
وبعد أن منعت سنوات الحرب والحصار العراق من اللحاق بقطار التكنولوجيا، علما أنه كان قبيل حرب ايران (1980 - 1988) يتمتع بموقع ريادي في هذا المجال على الصعيد الإقليمي، لم تتعرف البلاد إلى خدمة الانترنت بشكل واسع إلا بعد اجتياح العام 2003.
وكانت خدمة الانترنت إبان نظام صدام تخضع لمراقبة مشددة، وكانت مواقع الكترونية كثيرة مغلقة. وكان جهاز المخابرات يعترض كل رسالة في البريد الالكتروني لقراءتها ثم يلغي بكل بساطة اي رسالة تثير انزعاجه. وعلى الرغم من ان هذه القيود ألغيت جميعها اليوم، الا ان نسبة مستخدمي الانترنت تبقى منخفضة مقارنة بباقي الدول المجاورة، بحسب مراكز متخصصة، في بلاد تشهد احد أعلى معدلات الفساد الحكومي في العالم وتعيش على وقع عنف يومي متنقل منذ 2003 قتل فيه عشرات الآلاف.
وبحسب وزارة التربية، تبلغ نسبة الامية بين السكان الذين يبلغ عددهم حوالي 30 مليون نسمة 20 في المئة تقريبا. ويقول جواد إن "العراق كان حتى العام 1980 أفضل دولة في الشرق الأوسط على صعيد التكنولوجيا، لكن الحرب (مع إيران) غيرت كل شيء، وبات الوضع مختلفا اليوم لان المسألة مسألة سباق، ونحن لسنا في المقدمة".

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced