استحواذ على أراض عراقية بمباركة سياسيين لأغراض انتخابية
نشر بواسطة: Adminstrator
الجمعة 06-07-2012
 
   
المواطنون ورقة بيد الاحزاب لتحقيق أهدافها

تتزايد معدلات السيطرة على الأراضي العامة في العراق من قبل ما بات يعرف باسم "الحواسم"، وسط اتهامات بأن سياسيين يدعمون سيطرة البعض على هذه الأراضي لتحقيق أهداف انتخابية.

تؤدي ازمة السكن الخانقة في العراق الى استمرار تعدي البعض على اراضي الدولة وأراضي الآخرين اذ تُبنى عليها بيوت بلا تراخيص في مناطق يطلق عليها العراقيون اسم (الحواسم).
وهذا المصلح الذي لم يعرفه العراقيون قبل عام 2003 ، مرادف لكلمة (الاستحواذ) على الشيء من دون وجه حق، من قبل اناس او عصابات اقترن ترفها بسرقة الاموال والاستحواذ على الممتلكات لاسيما في السنين اللتين اعقبتا الغزو الاميركي للعراق عام 2003 .

لكن الخبير في شؤون العقار جعفر المفتي يقول ان معنى هذه الكلمة اليوم يٌقصَد به المتجاوز على املاك الدولة وأراضي الاخرين ، حيث يحدث ذلك يوميا وفي اغلب مدن العراق .
ولعل اهم ما يلفت في القضية ان الحواسم  لا يعترفون بانهم اغتصبوا حقوق الاخرين بل يعدون احتلالهم لاراضي الدولة ، حقا لهم بسبب الفقر الذي يعانون منه.

في الوطن بلا سكن

السكن العشوائي يحيط بالعاصمة العراقية بغدادلغرض اقامة مشاريع فيها ، انه لن يسمح لاحد ان يطرده من المكان وانه سيقاتل دفاعا عن مسكنه .

وعلى رغم ان عسكر يسكن في منطقة خالية من الخدمات كالماء والكهرباء وشبكات الصرف الصحي الا انه سعيد بحاله هذه ،  شأنه  شأن العشرات ممن بنوا بيوتا لم تسجل في دوائر العقار ، ولم يُعترف بها قانونيا .
وتدفع ازمة  السكن كثيرين  نحو التعدي على اراضي الدولة كسبيل سهل  للحصول على وحدة سكنية.

حواسم انتخابية
ويعترف صابر العيساوي امين بغداد في حوار له مع وسائل الاعلام  ان بعض مشاريع العاصمة تم تعديل خطط اقامتها بسبب ضغوط سياسيين سعوا الى عدم الحاق الضرر  ب( حواسمهم الانتخابية) .
واستغلت اطراق سياسية قضايا المتجاوزين على الاراضي لاسيما في فترة الانتخابات اذا صاروا ورقة سياسية بيد بعض الاحزاب التي وعدتهم بتمليكهم  الاراضي .

وعرف العراق (العشوائيات) منذ زمن تأسيس الدولة العراقية عام 1921  ، لكن الامر كان محدودا ويقتصر على مستعمرات صغيرة عند اطراف بعض المدن الكبيرة .
لكن الفرق بحسب سعد كامل ( متعهد بناء ) ان المواطن لم يكن يجرأ على بناء مساكن ضخمة في الاراضي المتجاوز عليها لانه يدرك ان الدولة يمكن ان ترحلهم من المكان في أي وقت ، اما اليوم فان الكثير من ( الحواسم ) بنوا بيوتا شاهقة و (وفيلات)  في تلك الاراضي مما يعقد كثيرا من المشكلة .

غير ان سعد الخفاجي الذي بنى بيتا من طابقين على اطراف مدينة المحمودية ( 15 كلم جنوب بغداد) يجزم ان الدولة لن تستطيع بعد اليوم ازالة البيوت ، وان الحل الامثل هو في تمليك الارض لساكنيها .
والمثير في الظاهرة ان اولئك الذين يعتبرون انفسهم اصحاب حاجة ، ومدخولاتهم ضعيفة قد بنوا في مناطق الحواسم بيوتا ضخمة وعلى احدث الطرازات لا توحي بأنهم فقراء .
ويرغب الكثير من العراقيين السكن في  البناء الافقي في ظل غياب سياسات سكن تستوعب التوسع الكبير في الاسر العراقية .

العشوائيات
ويشير المهندس المدني عامر عبد في بلدية الحلة مركز محافظة بابل (100 كم جنوبي بغداد )  الى ان  العشوائيات تهدد التصميم الاساسي للمدن ، مؤكدا ان ما يحدث ستكون له اثار اقتصادية وبيئية واجتماعية سلبية ، اذ تتوسع هذه العشوائيات اكثر من المدن نفسها ، نظرا لان المواطن يستسهل البناء فيها في ظل عدم تطبيق  القوانين التي تردع ذلك.
ومن اكبر العشوائيات اليوم تلك التي تقع على مشارف مدينة بغداد العاصمة عند  مدينة العبيدي التي حاصرتها منطقة عشوائية يسكنها الالاف من الفقراء، .
واحد ساكني هذه المنطقة احمد سعدون الذي بنى بيتا كبيرا له ، بعدما استولى على قطعة ارض، يصر على  ان ما فعله (حلال) شرعا لان لا يمتلك سكنا في وطنه .
وأدت سياسات الاسكان طيلة الحكومات المتعاقبة على البلاد الى تفاقم ازمة السكن ، اذ تشير الدراسات الى ان عدد الوحدات السكنية التي يحتاجها العراق حاليا تصل الى نحو  (3.5) مليون وحدة سكنية .

ايلاف/وسيم باسم

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced