الزواج بأكثـر من امراة هو الحل ! .. 85 % من النساء العراقيات عانسات والنسبة غير معروفة بين الرجال
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 03-08-2009
 
   
بغداد- المدى - افراح شوقي
وجدتها على غير عادتها، ، كانت طافحة بالحيوية وهي تخبرني عن عملها الجديد الذي أحبته ، بعد ان كانت تزدريه في بادئ الأمر، وكيف عملت على تطوير تخصصها الأكاديمي (هندسة برامج الحاسوب ) حتى كلفها مديرها بإعطاء المحاضرات والدورات لزملائها القدامى، و لم يمض على تعيينها أكثـر من شهرين، ومما زاد من فرحتها خبر ادراج اسمها في البعثة الذاهبة الى بيروت،لتبادل الخبرات مع إحدى الشركات المناظرة لمدة عشرة ايام .نبراس عانت من البطالة رغم  تخرجها منذ اكثر من أربع سنوات اولا ومن تأخر فارس أحلامها ثانيا . وصارت فرصة العثور على زوج مناسب لا تتعدى نسبة الواحد بالمليون (كما تقول)،فهي من مواليد 1970، ومعظم من تأتيهن فرص الزواج يصغرنها ب20 عاماً او أكثر..مالفت انتباهي ان (نبراس) اليوم كانت تتحدث  بنبرة خالية من اليأس ، كما هو حال لقاءاتي معها سابقا ، وصارت تتعامل مع عنوستها ،التي طالما شكت منها بنوع من الواقعية والأمر الواقع .

قصة صديقتي (نبراس) ليست الأولى وهي حتماً  ليست الأخيرة . فالحروب والصراعات والويلات التي عانى منها المجتمع العراقي ، خلفت الكثير من العوانس، ممن احرقن  سنوات اعمارهن الفتية  بانتظار العريس وسط النيران الملتهبة التي عبثت بالوطن والتهمت افضل شبابه ومنهم من فضل الهروب الى ارض بعيدة والزواج هناك حيثما توفرت له ظروف العمل والاستقرار.  ولم يمنح  الحصار الاقتصادي في تسعينيات القرن المنصرم والاحداث الصعبة التي عاشها الجميع بعد التغيير  عام 2003 وما تلاه من عنف وارهاب ودمار،اي بصيص امل للشباب  او فرصة  لالتقاط  الانفاس.
ارقام واحصاءات
العانسات في العراق بلغن 85%من عدد النساء!!!
تحدث  إعلامنا (المقروء والمسموع والمرئي)  كثيراً عن ظاهرة العنوسة في المجتمع ، وافرد لأجلها صفحات طويلة ،واشبع الامر تقليباً على كل الوجوه  ومعظمها جاء من نوع ما ينبغي وما لا ينبغي على الجهات المعنية ان تفعله، واكاد اجزم ان احداً لم يعره أية اهمية،ولم تسع أية جهة لبذل ما بوسعها لحل الأزمة او على الأقل التقليل منها، وتغدو  النتيجة دائماً واحدة  ،فاعداد العانسات تتصاعد باستمرار .
في تقرير صدر عن منظمة حقوق المرأة في العراق، وهي منظمة تهتم بالدفاع عن حقوق المرأة العراقية وتصدر تقارير شهرية بشكل دوري، وجد أن 91 % من نساء العراق ما بين أرامل أو عوانس .فيما بلغت نسبة العنوسة في العراق حدا غير مسبوق فى أية دولة عربية،  والتي تشير الى نسبة  85% من عدد النساء أواخر عام  2006 بعد أن كانت 81 % فقط في نهاية عام2000 .
التضامن الاجتماعي
الحل بيد المرأة أولا وأخيرا هذا ما راحت تؤكد عليه هناء أدور الناشطة النسوية في ميدان حقوق المرأة والطفل وتضيف» تقتضي الحاجة من اهل الفتاة ان يشدوا من عزم البنت التي فاتها قطار الزواج، وتعضيد علاقتهم بها  لتجاوز حاجاتها بالاعتماد على النفس، ومحاولة الخروج من عنق زجاجة الاتكال على الأهل في المعيشة وتلبية الاحتياجات الضرورية.»
واضافت « ان هذا يتأتى من إصرارها على التعلم لإثبات وجودها ومن ثم تسخير ذلك في عمل مناسب، فهي في أمس الحاجة الى القيام بنشاطات تشعرها بقيمتها و تجعلها تستغل طاقاتها بما هو مفيد ومعزز لمكانتها في المجتمع،  ففوات قطار الزواج لا يعني مطلقاً  نهاية الحياةً» وخلصت ادور الى القول» ان الاعلام ومنظمات المجتمع المدني يمكن ان  يسهما اسهامة جادة في استغلال طاقات النساء وتقديم مساعدات وعمل ورش مهنية متنوعة لتمكينهن مادياً وبالتالي  التخفيف من اعباء العنوسة.ومع الاسف نلاحظ ان الكثير من المنظمات النسوية لا تلبي ما مطلوب منها ومحاولات البعض من الجهات والاحزاب الدينية وصناع القرار التركيز  على حلول مثل  تعدد الزوجات،  اوالزواج خارج المحكمة وزواج المتعة وغيرها من فتاوى وتشريعات تدخلنا في متاهات  الشرع والمشاكل الاجتماعية ، وبصراحة ماهي الا مصيدة لتفكيك الاسرة والعائلة وزجها في مشاكل عويصة.
امرأة عانس ورجل عانس!!
ان كلمة عانس تطلق على كل من تجاوز سن الزواج التي حددت ما قبل الثلاثين وسواءً كان رجلاً او امرأة، وهذا يعني اننا يمكن ان نطلق تسمية عانس على الرجل الذي لم يتزوج .وفي الوقت الذي لايتعرض فيه الرجل الى تجريح اجتماعي نتيجة عنوسته ، فإن المرأة العانس تتعرض للتجريح عندما  يطلق عليها كلمة عانس . وكثيراً ما تكون الفتاة غير المتزوجة والتي فاتها قطار الزواج عرضة لاتهامات وشكوك في تصرفاتها.
يقول التربوي  ساجد الملا 44 عاماً /متزوج، عندما سألته عن الاتهامات التي يطلقها البعض في مجتمعنا الشرقي على المرأة العانس: العانس ضحية ظروف وحروب وأهوال ومتاهات الحياة الصعبة، لكن مجتمعنا الشرقي ما زال يفكر بعقليته التي تطالب ان يكون الرجل هو غطاء المرأة، وحاميها من كل الزلازل وعدم وجوده مدعاة لبث وسرد الأقاويل تجاه المرأة العانس، ، اذ يعتبرونها عاجزة عن توفير الحماية لنفسها،وهذا بالطبع غير صحيح.فيما قالت سلمى سعد موظفة، 38عاماً غير متزوجة:لا يهم ما يقوله الآخرون ، المهم ما تصنعه البنت لنفسها،وما توجده من احترام وتقدير بينهم نتيجة حسن أدائها لعملها وعلاقاتها الطيبة بالآخرين، وعموماً لا أخفيك اني افكر دائماً بما ستفضي اليه حياتي بعد وفاة والدتي التي ليس لي غيرها بعد زواج الجميع، انها مخاوف تقلقني لكني اسعى لاحتوائها وتطوير عملي لبناء مستقبل متين.
التعقيدات الاجتماعية 
د . كاترين ميخائيل -  الكاتبة و الناشطة النسائية العراقية – تقول ان الأسباب الحقيقية وراء تفشي ظاهرة العنوسة تتلخص في عدة عوامل ترجع الى تعقيدات الأهل في بعض الأحيان مما قد يضر ببناتهم و ترجع أيضا الى أسباب مادية حيث أن نسبة البطالة العالية بين الشباب لكلا الجنسين تعد سببا  في تأخير الزيجات لان المهر ومصاريف الزواج يتحملهما الشباب بالإضافة الى أنه كثيرا ما يطالب الشاب والبنت بإكمال دراستهما ويؤجلان الزواج حتي التخرج من الجامعة واحيانا تتلاشى مثل هذه الفرص . . وصول أبناء المجتمع العراقي لعدد متضخم يعاني من العنوسة جعل العديد من الناشطات في مجال حقوق المرأة في العراق يطالبن الحكومة بتفعيل  بعض النصوص الدستورية التي تتيح الزواج بأكثر من امرأة و ذلك للتخفيف من حدة ظاهرة العنوسة في المجتمع العراقى حيث كانت المحامية أزهار الشعرباف أول من طالبت بتفعيل المادة 41 من الدستور العراقي بنص قانوني  ليكتمل تعزيز كيان الأسرة العراقية، وهذا الراي تصدى له الكثيرون، وافردوا لاجله صفحات شتى عن سلبياته، في ظل اوضاع اقتصادية متدنية.
أما الدكتورة فوزية العطية استاذة في قسم علم الاجتماع بجامعة بغداد فنبهت الى موضوعة عدم توفير تعويض ملائم للمراة التي تبقى دون زواج ، كما في المجتمعات الاخرى ، وعليه ستصبح عالة على اهلها او من تعيش معهم، وتسوء حالتها النفسية، والمطلوب من منظمات ومؤسسات المجتمع المدني هو ايجاد فرص عمل ملائمة للنساء ووسائل ترفيه  وبالتالي خلق مصادر للقوة فيها..وايد الدكتور علي عبد الهادي استاذ فلسفة ان المشكلة تتعلق بالرجل العانس  ايضاً، عندما يكبر وتزيد الوحدة من اوجاعه وامراضه النفسية، ويذهب  في حديثه الى ان الحالة البايلوجية للإنسان غير المتزوج يمكن ان تنعكس بشكل إفرازات هرمونية تعكس جانباً نفسياً يكون واضحاً في المرأة بشكل أكثر ، والمرأة العانس قد تتظاهر بأنها متماسكة وقوية أمام المجتمع، لكنها في نفسها تكون عرضة للتأثيرات النفسية السيئة.وهناك الكثير من النساء العوانس نجدهن يعكسن ذلك بشكل واضح في علاقاتهن في العمل، ويصبحن عصبيات المزاج ولايظهرن مرونة في التعامل مع الاخرين،وهناك من تلجأ الى العرافات لقراءة البخت وكشف الطالع وفك عقد الذيال كما تعتقد!! كما ان هناك العديد من الامور التي تفرزها هذه الظاهرة من ضمنها الانسحاب على الذات والإحساس الذي يرافق المرأة بأنها تحيا على الهامش وهي شخص غير مرغوب فيه من قبل الرجل لأنها لم تحصل على الفرصة التي حصلت عليها غيرها ولم تحصل على من يحبها لتكون معه اسرة ..ايضا من الناحية الاجتماعية سوف تولدهذه الظاهرة الشذوذ في المجتمع ونحن كمجتمع اسلامي لا نرغب ان تصل الأمور بشبابنا الى هذا الحد .
أروقة المحاكم الشرعية
خلال زيارتي الى محكمة الأحوال الشخصية في قصر العدالة ، قادني الحديث مع الباحثة الاجتماعية احلام اسماعيل/ 30 عاما في ممارسة المهنة، الى تناول اهم سلبيات الظاهرة وتأثيرها المقيت على بعض النساء بالشكل الذي يلغي ممارسة حياتهن بشكل طبيعي، حالها حال الرجل تماماً، وراحت تروي لي الكثير من القصص التي تؤكد ما ذهبت اليه، لكنها حددت لي اهم المعطيات التي تعتقدها للحد من العنوسة منها  خفض المهور، اذ  إن ارتفاع المهور يمثل المشكلة الأولى التي تواجه الشاب حينما يفكر بالزواج ويمكن للجهات المسؤولة أن تسن القوانين التي تحد من ارتفاعها .إضافة الى  قيام الحكومة بجملة إجراءات تشجيعية للمتزوجين فعلى سبيل المثال يمكن وضع قروض سهلة وتفضيلية للمتزوجين ، والعمل على  إنشاء صندوق الزواج ودعم الدولة المادي لحفلات الزواج الجماعية، وضرورة قيام  وسائل الإعلام بدورها بتسليط الضوء على المشكلة ووضع الحلول العملية لها و نشر ثقافة الزواج وأهميته، وختاماً تقديم الرعاية النفسية والاجتماعية للعانس خاصة إذا تعرضت لمشكلات مادية أو نفسية أو اجتماعية.
حفل زفاف جماعي في مؤسسة المدى
طرق سمعي وانا اعد الموضوع، استعدادات الجريدة للقيام بحفل زفاف جماعي تشجيعاً للمتزوجين الجدد وتمنح فيه الهدايا التشجيعية،غادة العاملي المدير العام للمؤسسة قالت لي:ان المبادرة تأتي ضمن مبادرات الجريدة التي أطلقتها منذ أكثـر من ستة أعوام، في عموم النشاطات الفنية والإنسانية، والاجتماعية، وبمناسبة ذكرى تأسيس الجريدة تمت دعو ة الزملاء العاملين في الصحافة في القنوات الاعلامية كافة والراغبين بالزواج الجماعي إذ ستتولى المدى فعاليات اقامة الحفل مع منح غرفة نوم وسفرة ترفيهية الى كردستان العراق،وهي مبادرة للفرح والاسهام في تخفيف الاعباء عن كاهل المتزوجين، وخطر في بالي ان تقدم المؤسسات والمنظمات على هكذا نوع من المبادرات التي تزيح بعض الهموم وتزرع الفرحة في النفوس.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced