زواج المتعة.. شراك شرعية للايقاع بالفتيات وبعض النساء اتخذته مهنة
نشر بواسطة: Adminstrator
السبت 08-08-2009
 
   
بغداد (آكانيوز)
عامان مرت على ذلك الحادث الذي غير حياة رند لكنها لم تستطع ان تتجاوز آلامها الناتجة عن ذلك الزواج غير المتكافئ.
رند احبت شابا في عمرها وقررا الزواج وعندما تقدم الى خطبتها رفضت عائلتها زواجها منه بحجة انه لازال طالبا وهو غير قادر على توفير متطلبات الزوجية، وبعد عدة محاولات لاحقة مع العائلة قرر الشابان ان يتزوجا بطريقة المتعة وحرص الزوج المؤقت ان تكون مدة زواجه اكثر من عام على امل اقناع عائلة الفتاة.
وقبل ان ينتهي العام استطاعت رند ان تقنع اهلها بتمسكها بالحبيب ورفضها الارتباط بغيره وزاد في اصرارها معرفتها بوجود ثمرة لذلك الزواج في احشائها، ولكنها لم تتوقع ردة الفعل تلك التي شاهدتها على وجه زوجها المؤقت الذي تحدت عائلتها ومجتمعها وتزوجت به.
تقول "لقد اخذ يؤنبني ويخبرني انه ليس الوقت المناسب لذلك حتى ظننت انني اتحدث مع رجل آخر".
وبعد ايام اختفى الزوج المؤقت واختفت معه وثيقة صغيرة كتبها الاثنان لاثبات زواجهما في المستقبل، اما رند فلم تتمكن من اللجوء الى  المحاكم خوفا من المجتمع والمشكلات المترتبة على هذا الامر فاقدمت على اجهاض الجنين وبررت غياب زوجها المؤقت بأنها لم تعد تحبه وستفكر في مستقبلها مع شخص آخر افضل منه.
تقول رند إن "غالبية الشباب يتخذون من الزواج المؤقت كوسيلة للايقاع بالفتيات والتهرب من المسؤولية، وانها لن تسامح نفسها يوما عن ما اقترفته في حق نفسها ومستقبلها، ولا يقتصر انتشار ظاهرة زواج المتعة بين الفئة الشابة، اذ اتخذته بعض النساء مهنة تمارسها بشكل يومي او اسبوعي مع الوافدين للسياحة الدينية، اذ ترتدي تلك النساء غطاء الوجه (البرقع)  لتخفي شخصيتها، وتجوب الفنادق العامة التي يرتادها هؤلاء بحثا عن رجل يدفع لها مقابل ارضاء شهوته.
يقول المحامي جميل اليساري المتخصص في الأحوال الشخصية لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) إن "زواج  المتعة لايكلف سوى مقدارا من المال وورقة عقد لزواج مؤقت أو الاكتفاء بالنطق بدون التوثيق ثم ينطلق العروسان إلى مخدع الزوجية المؤقت".
ويؤكد ان "هذا النوع من الزواج بات يلقى رواجا كبيرا في جنوب العراق، وان هناك الكثير من الزيجات التي تتم من هذا النوع من وافدين ايرانين وتستمر اياما معدودة"، لافتا الى ان "السياحة الدينية هي واحدة من اهم الاسباب التي ادت الى رواج هذا النوع من الزيجات".
ويؤكد ان "زيادة اقبال الشباب على هذا النوع من الزواج يعود الى عدم الزام الطرفين باية قواعد او بنود قانونية او حقوق لاسيما بالنسبة للشباب الذين يبحثون عن متعة مجانية تبعدهم عن هموم المسؤولية".
وحذر من "استغلال النساء في عقد زواج المتعة الذي يحرم المرأة من حقوقها الأساسية في الزواج المتعارف عليه"، مؤكدا أن "قانون الأحوال الشخصية في المحاكم العراقية لا يعترف بمثل هذا الزواج حتى وان كان مثبتا بوثيقة على يد أحد شيوخ الدين، فلا تملك المرأة أية حقوق قانونية مترتبه عليه"، مشيرا الى "وقوع الكثير من المشاكل المترتبة على زواج المتعة لجهة اثبات الزواج وإثبات نسب الطفل لاحقا".
ويشخص الباحث الاجتماعي في جامعة بغداد بشير العبيدي اسباب رواج مثل هذا الزواج في الوقت الحالي "بارتفاع أعداد الأرامل والمطلقات والعوانس في العراق والذي يدفع الكثيرات منهن الى اللجوء إلى زواج المتعة، اما بالنسبة للشباب فإن هذا النوع من الزواج يجنبهم تعقيدات الزواج الدائم ومسؤولياته ويدفعهم الى تغيير الزوجة بين الحين والاخر دون ادنى مستوى من المسؤولية".
ويضيف "بعض النساء تجد في زواج المتعة منفذا للهروب من ضغط المجتمع الذي يحرم على المرأة أي شكل من أشكال العلاقة مع الرجل خارج إطار الزوجية".
وعن انتشاره بين طلبة الجامعات قال العبيدي إن "بعض الطلبة الذين ينتمون الى عائلات ذات خلفيات دينية لجأوا الى هذا النمط من الزواج ليبرروا علاقاتهم مع الجنس الآخر فيما يلجأ اليه طلبة آخرون تحت ذريعة كونه (ليس محرما)".
ويضيف "الكثير من الطالبات يقعن ضحايا في فخ زواج المتعة ولايدركن عواقبه الا لاحقا بعدما يتملص الشاب من فعلته ويتركها تواجه مصيرها بنفسها سيما عند حدوث حالات الحمل".
ويعترض الشيخ امين البكاء على سوء الفهم السائد بين الشيعة  والاستخفاف الذي يتعامل به الشبان مع زواج المتعة، مبينا ان "الشرع لم يقره على الصورة التي يجري توصيفها".
ويقول ان "هناك بعض النساء اتخذن هذا  النوع من الزواج كمهنة وهو يشبه الى حد كبير مهنة الزانيات اللواتي يبعن انفسهن لجني المال".
ويضيف "مانراه اليوم من بعض ضعاف النفوس والشباب والشابات الجهلة لايخضع للمنظور الشرعي ولا يعد فعلا شرعيا، اذ أن الفقهاء أحلوا زواج المتعة من النساء المطلقات والأرامل فقط، وبشرط موافقة ولي أمر المرأة وبضوابط شرعية".
واستدرك "لكننا للأسف نرى الكثير ممن أصبحوا يمتهنون نكاح المتعة وقد ضربوا تلك الفتاوى الشرعية عرض الحائط وأخذوا يفعلون ما حرم الله عليهم وباسم الدين زورا وبهتانا وببدع كاذبة".
اما منظمات المجتمع المدني فقد حذرت من رواج ظاهرة زواج المتعة في العراق داعية رجال الدين إلى الوقوف ضده وعدم تسهيله، سيما وأن الظاهرة باتت تهدد الفئات الشابة من المجتمع.
وذكرت إحدى الدراسات التي أعدتها المنظمة العراقية للمتابعة والرصد في العراق أن "عددا من الأمراض الجنسية الخطيرة تنتقل عبر زواج المتعة خاصة في أماكن السياحة الدينية".
وتشير الدراسة إلى أن "الظاهرة تزداد مع كثرة السياح والوافدين على العتبات المقدسة من إيران ودول غرب آسيا وشرقها، وهؤلاء بصورة عامة لايخضعون للفحوص الصحية اللازمة عند دخولهم الى العراق".
وكان احد الباحثين في جامعة الكوفة طرح خلال ندوة علمية عن الامراض الانتقالية في آذار (مارس) الماضي قضية ارتفاع الاصابات بمرض الايدز في جنوب العراق بسبب ازدياد ظاهرة زواج المتعة من الوافدين.
وطالب الباحث في دراسته بوضع قوانين صارمة للحد من هذه الظاهرة كي لا تتحول الى سلوك مباح وتدفع باتجاه انتشار الامراض الانتقالية الخطيرة.
وعلى الرغم من اتساع الظاهرة في العراق في السنوات الخمس الأخيرة إلا أن وسائل الإعلام العراقية تتجنب طرح الموضوع لما يثير من حساسيات طائفية، وغالبا ما يتم طرحه بالترافق مع زواج المسيار المنتشر خصوصا في المجتمعات الخليجية، وهو زواج يقوم على مبدأ مشابه يعتقد بجوازه بعض أتباع الطائفة السنية، حيث يتزوج الرجل بالمرأة ويقيم معها علاقة، لكنها تبقى في منزل أهلها.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced