نهر الديوانية... مصدر رئيسي لمياه الشرب والحيوانات الميتة
نشر بواسطة: Adminstrator
السبت 08-08-2009
 
   
الديوانية (آكانيوز)
لم يأتي على بالي أحد أن يتخلى جحا عن حماره رفيق مسيرته الطويلة ببساطة ويقذف به إلى نهر الديوانية!...، إنها ليست حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة، فلم تقصها شهرزاد على مسامع شهريار، وإنما مشهد يومي تلاحظه وأنت تمر على احد جسور الديوانية وترمق النهر بطرفة عين بريئة فتصعق من كثرة الحيوانات الميتة المرمية في النهر. فنهر الديوانية من الأنهار التي يُعتمد عليها كمصدر رئيسي لمياه الشرب والزراعة والصناعة، وقد لوحظ في الآونة الأخيرة هبوط مستوى المياه في هذا النهر بسبب (شحه المياه) التي يتعرض لها العراق عموما مما أدى إلى تركيز الملوثات فيه مما ينعكس سلبا على الاستفادة المثلى من هذه المياه في المناطق غير المخدومة بمياه الشرب، فضلا عن توقف عدد من المشاريع والمجمعات الحيوية وخاصة في قضاء عفك لعدم حصولها على كمية المياه اللازمة لتشغيلها، مما يؤدي إلى استخدام مياه الآبار والأنهار الملوثة في عملية الشرب والطبخ في المناطق الريفية وغيرها.
من جهته أكد ماهر محمد علي وكيل مدير مشروع ماء الديوانية لوكالة كردستان للأنباء(آكانيوز) أن "الأعشاب المتجمعة بالحيوانات الميتة إحدى أهم المشاكل التي تواجهنا يوميا، فالأعشاب مثل وردة النيل التي تدخل للمشروع عن طريق النهر وتعرقل حركة دخول المياه وعمل الممصات تستغرق عملية إزالتها وتنظيفها ساعة كاملة كل ثلاثة أيام وهذا لم يكن يحصل سابقا قبل عدة أعوام التي كانت عملية التنظيف مرة واحدة كل (6) أشهر بسبب قلة الأعشاب والحيوانات الميتة".
وأضاف ان "هذا المشروع الذي يقع شمال مدينة الديوانية يعتبر المشروع الأكبر والأساسي لها حيث يغذي 85% من سكانها فطاقته الإنتاجية (4) آلاف متر مكعب بالساعة وحاليا تجاوزت طاقته الإنتاجية لتصل إلى (5) آلاف متر مكعب بالساعة".. مبينا إن "نسبة الملوثات قليلة مقارنة بالمجمعات الأخرى التي تقع جنوب المدينة".
من جانبه أكد مدير مديرية بيئة الديوانية حيدر عناج إن هناك 20 مصدرا ملوثا تقريبا على نهر الديوانية تمتد من شمال المدينة أسفل مشروع ماء الديوانية الموحد  نزولا إلى وسط المدينة فالجنوب عند محطة الصرف الصحي في منطقة خيري والتي تصل إلى درجة كبيرة من التلوث" .
وقال ان "هذه المشاريع تعمل فوق طاقتها التصميمية من اجل توفير وديمومة مياه الشرب على حساب نوعية المياه المجهزة  فجودة المياه تعتمد على حالة المشروع الفنية وطاقته التصميمية وعكورة مصدر المياه وهذه النسبة تختلف في فصل الصيف عن الشتاء من خلال الطلب الكبير على المياه".
وبين أن "مشروع الديوانية الموحد يجهز مياه الشرب بعكارة تصل إلى (20) وحدة في حين ان العكارة المطلوبة لهذا المشروع ولمياه الشرب الخارجة منه بحدود (5 – 10) وحدة بسبب زيادة الضغط على المشروع والفلاتر التي تحتاج إلى صيانة دورية منتظمة من اجل إعطاء ماء صالح للشرب ضمن المحددات".
وأضاف عناج انه "خلال مسيرة الماء من المشروع إلى المناطق السكنية يتأثر بعدة عوامل منها حالة الشبكة إذا كانت قديمة وفيها تكسرات سوف ترتفع عكارة المياه وهذه الحالة موجودة في اغلب مناطق الديوانية فضلا عن حالة التجاوز العشوائي على خطوط مياه الشبكة من اجل السقي للحدائق وغيرها".. مشيرا إلى "إيقاف احد المجمعات المائية في قرية الفاضلية في ناحية سومر بسبب الارتفاع الكبير في عكورة المياه المجهزة".
أما مدير مشروع معالجة المياه الثقيلة في الديوانية وضاح نعمة ذكر أن "الطاقة التصميمية (12) ألف متر مكعب باليوم للمشروع الذي عمره الزمني 27 عاما حيث انشأ في عام 1983 وكمية المياه الداخلة إليه يوميا تتراوح من (28 – 34) ألف متر مكعب ونسبة المعالجة للمياه 75% تقريبا وبعدها يتم تعقيمه بمادة الكلور لقتل الجراثيم وثم تصريفه في مياه النهر".
ويؤكد انه "تم توقيف هذه العملية من قبل وزارتي الصحة والبيئة بسبب عدم وصول المعالجة نسبة 100% مما يؤدي بالكلور إلى تحوله لمادة مسرطنة وأساس عمل المشروع اقتصاره على معالجة مياه الصرف الصحي للمناطق المخدومة بشبكة المجاري فقط أما الملوثات التي تأتي عن طريق شبكة مياه الأمطار وتطرح إلى النهر مباشرة بدون معالجة فلا علاقة للمشروع بها".
ويضيف أن "الماء حاليا الذي يذهب إلى النهر من المشروع وهو صالح للزراعة فقط فضلا عن وجود مشروع يتم تنفيذه حاليا لتحويل نقطة طرح المشروع من النهر إلى بزل أخر مربوط على بزل مديرية الري (CD4A) وبسبب الحمل الكبير على المشروع  تقوم مديرية المجاري بمشروع توسيع له بطاقة (20) ألف متر مربع باليوم".
وبعد خروجنا من المشروع توجها إلى "حي الأكراد" الذي تصب فيه مياه المعالجة والتي أدهشنا وجود مشروع ماء لا يبعد عنها سوى خطوات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة والتي يقول سكان المنطقة ومنهم محمود حسين جابر "إن هناك روائح كريهة تأتي مع الماء وكذلك الأطيان التي تأتينا من المشروع الذي يقوم المسؤول عن تشغيله بإيقافه  ليلا رغم حرارة الصيف وانقطاع الكهرباء".
ويطالب أكثر المعنيين بالبيئة بتفعيل القانون الخاصة بالحد من تجاوز المواطنين ودوائر الدولة والمصانع على شبكات مياه الأمطار وعلى النهر مباشرة حيث ان هذا القانون موجود أصلا  لكنه معطل بسبب ضعف العقوبة الموجودة في هذا القانون الذي يحددها بالغرامة بعشرة دنانير فقط

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced