جاء في آخر إحصائية لوزارة التخطيط ان في العراق (3) ملايين أرملة تتراوح أعمارهن بين 23-80 عاماً. وتشكل الشابات اللواتي تقل أعمارهن عن (30) عاماً نسبة 40% منهن.توجهت إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وهناك التقيت عددا كبيرا من الأرامل. * ( قسمه جبار) عمرها (40) عاماً تقول: قتل زوجي بعد السقوط مباشرة وترك لي أربعة أطفال أصبحت حياتي بعده بلا طعم لأنني كنت احبه كثيراً ولكن الرابط الوحيد الذي يربطني بالحياة هم أولادي الأربعة والمشكلة مع أهل زوجي الذين يريدون الأطفال بجنبهم دوماً وأنا لا أجد الراحة إلا في بيت أهلي الذي يقع في الصويرة ومنذ ذلك الحين وأنا في ترحال دائر شهر في بغداد وشهر في الصويرة. * (وفاء زيارة) عمرها (32) عاماً تقول: قتل زوجي في حادث إطلاق نار بعد السقوط وعندي خمسة أطفال ولم يكد يمر على وفاة زوجي سوى سبعة أيام وكان أخو زوجي عندنا في البيت يتابع احتياجات مراسيم العزاء وإذا بزوجته تتوجه لي وتبرحني ضرباً وهي تصيح (تريدين سرقة زوجي مني) ولم يخلصني منها إلا النسوة القريبات مني. ذهبت إلى بيت أهلي وكنت أريد الزواج للتخلص من نظرة المجتمع لي لكن أولادي رفضوا رفضاً قاطعاً ولم يكن أمامي سوى حل واحد و أخير هو السفر إلى الخارج حيث يعيش اخوتي هناك للتخلص من نظرة المجتمع والناس لي كفريسة سهلة وسوف أسافر قريباً. * (سناء جبار) تبلغ من العمر (43عاما) لديها سبعة اطفال تقول: قتل زوجي في انفجار سيارة مفخخة، وأنا أعيش في بيت أهل زوجي في غرفة واحدة مع أطفالي السبعة، أعاني من ضيق المكان الذي أعيش فيه حيث لا نستطيع أن نمد أرجلنا عند النوم وكذلك أعاني من صعوبة تربية أولادي وأكثرهم ذكور، خصوصاً في هذا الزمن الصعب وخوفاً أن لا يقال عنهم بعد سنين التعب الطويلة بأنهم (تربية حرمة) * (ام ديمه) تبلغ من العمر (28) عاماً تقول: توفي زوجي اثر مرض عضال أول من تقدم لخطبتي بعد وفاة زوجي هو أخوه المتزوج ولديه طفلان وكانت حجته هي حمايتي أنا وأطفالي من المجتمع والناس. وكنت كلما اذهب بأطفالي ليزوروا أعمامهم تدخل زوجاتهم في نفير عام خوفا مني على أزواجهم. * (حياة عودة) تبلغ من العمر (32) عاماً تقول: قتل زوجي نتيجة مشادة عائلية مع أحد الأقارب، ترك لي ثلاثة أطفال، ولكوني احمل شهادة جامعية كنت ابحث عن عمل في دوائر الدولة، وكنت لا أحصل سوى على أرقام (موبايل) يتركها الطامعون بيّ لكوني أرملة. * (هدية عباس) عمرها (41) سنة تقول: في فجر أحد الأيام داهمتنا سيارات مجهولة واقتادت زوجي الذي كان نائماً بقربي ومنذ ذلك الحين لم اعد اسمع عنه شيئاً وترك لي ثلاثة أطفال، في هذا الزمن الصعب، وكنت حائرة في من التجأ اليه لمساعدتي. كرهت نفسي فأطفالي يريدون والدهم الذي لا اعرف شيئاً عنه وأنا حائرة في كيفية تدبير معيشتهم والمحافظة على نفسي في هذا المجتمع الذي لا يرحم الأرملة. * (سعدية شناوة) عمرها (56 عاما) تقول: زوجي الذي كان مقعداً نتيجة فقده لساقيه الاثنتين في حرب إيران، وكنت أنا المسؤولة عن إعالة عشرة أفراد حيث ترك لي ثمانية أطفال وازداد الأمر مشقة عليّ بعد وفاته أذ كثرت المشاكل مع زوجة أخيه إضافة إلى صعوبة تربية ثمانية أطفال والمحافظة عليهم من الانحراف. * (حليمة عبيد) عمرها (50 عاما) تقول: بعد وفاة زوجي قامت أمه بأخذ أطفالي الأربعة، وخيروني بين أطفالي وبين الزواج، فضلت بان احتفظ بأطفالي على أن أتزوج، لكنني الآن أعيش وحيدة حيث تزوجت البنات الثلاثة والابن تزود وسافر إلى الخارج وها أنا أعيش وحيده واشعر بالندم لأنني لم أتزوج لكن الندم لا يفيد بعد فوات الأوان.حملت معاناة الأرامل إلى الباحثة الاجتماعية والمحامية (زينب حميد) التي أجابتني مشكورة: تقول الإحصائيات إن الأعداد الحقيقية للأرامل تفوق الأرقام المعلنة رسمياً واعلان الأرقام الحقيقية قد يثير المشاكل. حيث إن اكثر من مليون ونصف المليون امرأة شابة قد ترملت بعد الغزو عام 2003، حيث اصبح 80 % من العراقيات أرامل. وبالرغم من تشكيل رئاسة الوزراء لدائرة معنية بشؤون إعانة الأرامل في العراق وتخصيص رواتب شهرية أو تشغيلهن إلا انه لم يظهر حتى اللحظة أي اثر حقيقي واضح لهذه الدائرة حيث إن 2% فقط من الأرامل يستلمن راتب الحماية الاجتماعية. فضلاً عن إن المبالغ التي خصصتها شبكة الرعاية الاجتماعية هي ضئيلة جداً وتحتاج إلى مراجعات كثيرة ومتطلبات معقدة يتعذر عليهن الحصول عليها في اكثر الأوقات لاثبات حقهن في راتب شهري. هنا يجب على الدولة إصدار تشريعات تضمن حق الأرملة وحق أطفالها الذين يعتبرون المتضرر الأول نتيجة الترمل وإيجاد مصدر ثابت لتعزيز القوت لهن ولإطفالهن. كما يجب على الدولة أن تنشأ مراكز مهمة نفسية للنساء الأرامل للمساعدة في تخفيف الضغط النفسي الذي تتعرض له الأرملة سواء في نظرة المجتمع او صعوبة توفير المعيشة لأطفالها أو نتيجة الصعوبات التي تواجهها في تربية أطفالها لوحدها وكذلك مساعدتها في تجاوز محنة الترمل وفقدانها لشريك حياتها.
كتب بتأريخ : الأحد 09-08-2009
عدد القراء : 5514
عدد التعليقات : 0