طرق التخلص من التوتر العصبي
نشر بواسطة:
Adminstrator
الثلاثاء 13-11-2012
التوتر والغضب والضيق صار سمة عامة تميز هذا العصر ، ليس بسبب سرعة إيقاعه ولا رفاهيته الزائدة وتوافر ادوات التكونولوجيل لكن بسبب تلاحق الأحداث بشكل سلبي وتاثيره على الاستقرار النفسي لدي الجميع ، فصار القلق والاكتئاب والخوف من المستقبل سمة غالبة من سمات الجميع ، لكن كيف نتفادي ذلك ؟ كيف نتجنب حبل الحياة المشدود الذي نعيش عليه ويحرق من أعصابنا كل يوم الكثير . عن أسباب التوتر .
غموض علي كل الأصعدة
من الغريب في أيامنا هذه أن نبحث عن أسباب التوتر .. لقد أصبح التوتر العصبي سمة.. قاعدة.. وليس استثناء ومرجع ذلك الغموض الذي نعيش فيه علي كافة الأصعدة, السياسية والاقتصادية .
فبديهي ان يقابل كل ذلك بحالـة من التوتر الملحوظ .. فهذا التوتر هو مزيج من الحيرة والترقب مع ضبابية الرؤية .. أي أن التوتر الآن أمر طبيعي ناتج عن التفاعل مع ما يحدث من حولنا .
وقد يشكل هذا التوتر حافزا للتغيير.. بالإسهام الإيجابي في إزالة بعض مسبباته, أما إذا زاد الأمر علي ذلك فهنا يجب التوقف لتفادي المضاعفات التي تترتب عليه.
وإذا ما تحدثنا بشكل فردي فالأمر يحتاج إلي فحص لكل حالة علي حدة لأن حجم التوتر وطبيعة الظروف المسببة له بالطبع يختلفان من فرد إلي آخر, لكن إذا وصل الأمر إلي حد الإعاقة عن القيام بواجباتنا والتزاماتنا.. فهنا قد نحتاج إلي مساعدة طبية مهنية.
ما المقصود بالتوتر العصبي؟!
التوتر العصبي هو انفعال الإنسان بشكل مبالغ فيه لا يتناسب وحجم الحدث الذي يتعرض له وما يترتب علي ذلك من سلوكيات وتصرفات غير منضبطة, قد تشكل عليه أضرارا في نهاية الأمر. فالتوتر العصبي عادة ما يحدث نتيجة لظروف وأوضاع مجتمعية مختلفة وحتي يكون الإنسان في حالة من الهدوء النفسي يتعين عليه أن يحاول الوجود في مناخ هادئ وظروف محيطة تشبع احتياجاته المختلفة.. بينما في الوقت الراهن معظم المؤثرات المحيطة بالإنسان تصيبه بالتوتر العصبي.. فعلي سبيل المثال السياسة العامة وما نستمع إليه الآن في القنوات الإخبارية يشعرنا بالقلق والإحساس بعدم الأمن والأمان, بالتالي نصاب بالتوتر العصبي.
الضوضاء الشديدة المستمرة, الضغوط الحياتية التي نتعرض لها, زحام المرور, عدم الحصول علي قسط كاف من الراحة, العلاقات الأسرية المشدودة, القيام بأفعال رغما عن إرادتنا وعدم قدرتنا علي تحقيق ما نصبو إليه.. كل تلك الأمور تسبب لنا التوتر العصبي.
للقضاء علي التوتر
بالتأكيد نحن لا نستطيع أن نمنع الإصابة بالتوتر فالظروف المحيطة بنا غالبا ما تكون خارجة عن إرادتنا.
عطلة نهاية الأسبوع في أماكن تتسم بالهدوء وتشعرنا بالراحة النفسية بعيدا عن ضوضاء العاصمة تساعدنا علي التخلص من التوتر.. أيضا ألا نضع أنفسنا أمام التزامات وتحديات كثيرة قد لا نستطيع الوفاء بها أو إتمامها, الابتعاد عن الأحداث السياسية, الابتعاد عن الحوارات والمناقشات المشدودة المتوترة, ممارسة الهوايات, ممارسة الرياضة حتي وإن كانت رياضة المشي كذلك النوم .. يجب أن تكون فترات النوم كافية ويجب أن يكون نومنا بعيدا عن أي مؤثرات صوتية مثل التليفزيون, أيضا الأعشاب الطبيعية مفيدة جدا حيث انها تشعر الإنسان بالهدوء فتناول كوب من اليانسون قبل النوم يشعرنا بالهدوء ويزيل التوتر العصبي .
الغذاء والعصبية
هناك ربط بين نمط غذائنا والحالة العصبية .العلاقة وثيقة بين نمط الغذاء والحالة العصبية حيث إن نوع الغذاء الذي نتناوله ينعكس علي حالتنا النفسية وقد يسبب في بعض الحالات التوتر والعصبية .. علي سبيل المثال هناك بعض الأشخاص - عند تناولهم الطعام - يشعرون بمتعة وبأنهم يقومون بإخراج كبتهم وعصبيتهم في الطعام, هؤلاء الأشخاص يعتمدون علي نوعية معينة من الطعام وهي النشويات والحلويات التي تسهم في رفع معدل السكر في الدم وتزيد من معدل الطاقة فتنعش لهم الحالة المزاجية ولكن قد تكون النتيجة في النهاية هي الإصابة بالسمنة المفرطة. علي النقيض من ذلك هناك أشخاص عندما يشعرون بالضيق أو الحزن تقوم معدتهم بالانقباض ويرفضون الأكل تماما وتصبح معدتهم عصبية فتكون النتيجة الإصابة بالنحافة الشديدة.
وإذا قمنا بتصنيف الأشخاص من حيث معدلات حرق الغذاء في أجسادهم فسنجد أن معدلات الحرق تختلف من شخص لآخر فهناك أشخاص سريعو الحرق ويتميزون بإقبالهم علي تناول النشويات والكافيين عند شعورهم بالحزن, أما الأشخاص بطيئو الحرق فعند شعورهم بالغضب أو الضيق يقبلون علي تناول السكريات والكافيين مما يؤدي في كلتا الحالتين إلي تخزين الدهون في منطقة البطن وتكون النتيجة السمنة المفرطة.
عندما يكون النظام الغذائي ( الريجيم) المتبع ذا سعرات حرارية منخفضة فلا يوفر لأجسامنا القدر الذي نحتاج إليه من الطاقة, فبالتأكيد سنشعر بالتوتر والعصبية.. أي أن النظام الغذائي الخاطئ الذي يعتمد علي الحرمان الشديد أو علي تناول البروتينات فقط يؤدي إلي التوتر والعصبية.
علينا بالابتعاد عن تناول الحلويات فهي تسبب لنا الشعور بنوع من الإدمان خاصة الحلويات التي تحتوي علي الكافيين مثل الشيكولاتة كذلك الابتعاد عن الوجبات الدسمة حيث إنها تصيب خلايا التذوق في الجسم بإدمان السعرات الحرارية العالية فلا يشعر بالرضاء والاكتفاء الا عند تناوله لتلك الوجبات الدهنية . الابتعاد عن المقليات والدهون المشبعة فهي تعتبر من أسوأ انواع الدهون حيث إنها تترسب علي الشرايين وتقلل من كميات الدم التي تصل إلي المخ وبقية أجهزة الجسم وتؤثر بالسلب علي كفاءتها وتجعل الشخص عرضة للكثير من الأمراض.. أما بالنسبة للأطعمة الصحية المفيدة والتي تهدئ الأعصاب والغنية بالماغنسيوم مثل المكسرات,الأسماك, التونة, السالمون والماكريل.. كذلك الأطعمة الغنية بالكالسيوم وأيضا الوجبات الغنية بمادة التربتوفان بالإضافة إلي الخضروات .
البشرة والحالة النفسية
بالطبع, هناك علاقة وثيقة بينهما فالحالة النفسية تؤثر بشكل قوي علي البشرة وعلي نضارتها.. فالبشرة تعتبر مرآة لحالة الإنسان النفسية, فمثلما تتسبب الحالة النفسية في إحداث تغييرات علي جسم الإنسان كذلك تطرأ تغييرات علي الجلد عند تدهور الحالة النفسية للإنسان.
بشكل مبسط عندما نكتئب يصبح العصب السمبثاوي في حالة نشاط شديد وهو غير صحي ويتسبب في تضييق الأوعية الدموية فتقل كمية الدم وبالتالي حجم الأكسجين الذي ينتقل عن طريق الدم إلي جميع خلايا الجسم وعلي ذلك لن تتغذي تلك الخلايا بالشكل المطلوب, فيحدث للخلايا نوع من الضمور يترتب عليه تغيير في لون البشرة واصفرار وشحوب في الوجه فتكون البشرة غير نضرة وتصاب بالتجاعيد الشديدة في فترة قصيرة.
و يجب التوجه إلي طبيب أمراض نفسية لاستشارته فهناك حالات كثيرة يتعين علي الشخص فيها الذهاب للطبيب النفسي أولا قبل طبيب الأمراض الجلدية. علي سبيل المثال عندما يشعر شخص بالضيق ويخرج كل غضبه في قضم أظافره بصورة مرضية, أيضا وجد أن بعض حالات الإصابة بالارتكاريا, الطفح الجلدي, احمرار الجلد أو الحكة يرجع السبب فيها الي الحالة النفسية السيئة.
أمراض البهاق والصدفية والثعلبة بالقطع يكون الشخص حاملا للجين أو العامل الوراثي المسبب لتلك الأمراض لكن لا تظهر عليه أعراض تلك الأمراض إلا إذا ساءت حالته النفسية وعلي العكس إذا ظلت حالته النفسية مستقرة فلن تظهر عليه أي أعراض للمرض. أي أن الحالة النفسية السيئة هي التي تتسبب في إظهار المرض.
تلك الأمراض نطلق عليها الـPsychosomatic diseases حيث إنها غالبا ما تكون نتيجة حدوث اختلال في الجهاز المناعي ففي حالة الثعلبة علي سبيل المثال يخطئ الجهاز المناعي في التعرف علي بصيلات الشعر ويعتبرها أجساما غريبة فيبدأ في مهاجمتها وتكسيرها ويكون السبب الرئيسي في ذلك اختلال جهاز المناعة الذي يعتبر الوسيط بين الأمراض والحالة النفسية.
لهن/
مرات القراءة: 2219 - التعليقات: 0