** أي هدية تقدمها إلى الموت ، يوم يقدم ليقرع بابك؟
آه سأضع أمام زائري كأس حياتي المترعة ولن أدعه يعود فارغ اليدين.
نعم هذا هو الكاتب والباحث والمفكر الوطني والشيوعي كامل شياع ، هكذا تحدى قوى الظلام الإرهابية أعداء الفكر النير والوطني والإنساني.
أن الطلقة التي اخترقت جسد الشهيد كامل شياع المثقف الموسوعي والمناضل الذي قارع النظام الدكتاتوري المقبور الذي مارس الظلم والاضطهاد بحق كل شرائح المجتمع العراقي وخصوصا المثقفين أصحاب الفكر الوطني والإنساني منهم ، حيث تم اعتقال البعض منهم من قبل أجهزة الأمن والاستخبارات لنظام البعث الشوفيني المقبور ومورس بحقهم أبشع أنواع التعذيب والقتل داخل السجون وزنزانات التعذيب ، أمثال الخضري وعايدة ياسين وصفاء الحافظ وصباح الدرة ومحمد سلمان حسن والعشرات غيرهم .
وإما البعض الأخر منهم ومن ضمنهم الشهيد كامل شياع اضطروا مجبرين لمغادرة العراق الذي تحول إلى ساحة لتصفية وقتل كل من لا يتفق مع سياسة البعث الفاشي، وخصوصا الأساتذة والمفكرين والباحثين والكتاب المثقفين من حملة الأفكار التقدمية والوطنية الرافضين للأفكار الدكتاتورية والفاشية التي كان يمثلها حزب البعث.
وفي بلجيكا الدولة التي أختارها الشهيد كامل شياع كمنفى له حتى عودته للعراق عام ( 2003 ) لم يتوقف لحظة واحدة عن العطاء سواء في المجال الإعلامي أو الفكري والثقافي من خلال هيئة ورئاسة مجلة الثقافة الجديدة ، لقد كان صاحب مشروع فكري وثقافي وحضاري وأنساني ، حيث كان على علم بأن التركة الثقيلة التي تركها النظام المقبور والتي تمثلت بالخراب الثقافي والفكري والخلقي والاجتماعي الذي طال كل شرائح المجتمع العراقي ليست بالسهلة ، وبصفته كاتب ومفكر وباحث وطني وشيوعي وكذلك صاحب مشروع فكري وثقافي وحضاري وأنساني ، تحدى كل الخواطر والقوى الإرهابية والظلاميين والمجرمين أعداء الثقافة والفكر الإنساني
وجازف بحياته التي كان يعتبرها ملكا لمشروعة الفكري والثقافي والحضاري والإنساني الذي عمل عليه أكثر من ثلاثين عاما قضاها بالبحوث والكتابة كي يحولها إلى مشروع عملي لبناء الخراب الفكري والثقافي والخلقي والاجتماعي الذي تركة النظام الفاشي المقبور وكان يحلم أيضا بوطن حر وشعب سعيد.
وفي أول أيام السقوط والاحتلال عام ( 2003 ) حملة حقائبه وترك حياة الراحة والاطمئنان في بلجيكا متوجها نحو العراق حيث كان يعلم بأنه متوجه إلى بلد يقتل فيه العالم والمفكر والمبدع وكل من يحمل بذرة المحبة لهذا الوطن والشعب الجريح الذي عانى ما لا يتحمله العقل على يد أبشع وأشرس أعداء الكلمة الحرة والإنسانية طيلة خمسة وثلاثين عاما على يد نظام دكتاتوري وإرهابي نظام يفتقد لكل القيم الإنسانية والخلقية بلد كانت الذئاب والوحوش المفترسة التي تمثلت بما تبقى من أزلام النظام المقبور والقوى الظلامية والإرهابية وكذلك المليشيات المسلحة التي كانت تابعة للأحزاب الطائفية الحاكمة والتي كانت تحلل وتحرم ما يعجبها حيث كان سلاح كل هؤلاء الذئاب والوحوش المفترسة موجة ضد كل من يحمل مشروع ثقافي ووطني وحضاري وإنساني يسعى لبناء مجتمع زاهر ومثقف ومتعلم مجتمع يحكمه العلم والوعي والأخلاق وليس المجرمين.
هذا هو الشهيد الباحث والمفكر والوطني والشيوعي كامل شياع الذي وهب حياته لخدمة الوطن والإنسانية حتى في استشهاده كان شامخا كالنخيل تموت وهي واقفة لم يوطئ رأسه للمجرمين القتلة الذين لا زالوا يمرحون وطلقاء وأحرار بانتظار أي أشارة أخرى من مسئوليهم تأمرهم بتصفية مفكر ومثقف ووطني أخر.
وهنا أتوجه من خلال هذه المقالة بطرح سؤالي مباشرتا إلى رئيس الوزراء نوري المالكي الذي ينادي بدولة القانون والعدالة
أين هي ألان لجان التحقيق المختصة بعملية الاغتيال التي أودت باستشهاد الرفيق كامل شياع، ولماذا لا يتم فتح ملف التحقيق وفضح المجرمين القتلة والكشف عن هوياتهم...فهل الخوف بأن تكون هناك جهات في الدولة والحكومة هي من أوعزت وأعطت الضوء الأخضر بتصفيته.
وأنا شخصيا لا أستبعد مثل هكذا أحتمال والدليل هو أن هذه الرصاصات التي اخترقت قبل عام جسد الشهيد البطل كامل شياع هي التي اخترقت أيضا قبل عدت أسابيع أجساد ثمان أشخاص أبرياء كانوا يحرسون مصرف الرافدين الذي تمت سرقته من قبل الحماية الخاصة للقيادي الفعال في المجلس الأعلى ونائب رئيس الجمهورية ( عادل عبد المهدي ) الذي نعته وتوعده هو ورفيقة القيادي أيضا في المجلس الأعلى والنائب بما يسمى بمجلس النواب وأمام جامع براثا جلال الدين الصغير، إلى الكاتب والصحفي المثقف ( أحمد عبد الحسين ) الذي تم وصفة بأنه ليس له أصل ولا فصل والسبب هو أنه قال وكتب عن الحقيقة وفضح الأساليب التي مارستها هذه الأحزاب الطائفية التي لا يكفيها شراء الذمم وسرقت قوت الشعب وأموال الدولة من قبل أشخاص كانوا من عناصر وعصابات البعث الفاشي المقبور لكن بوجه وقناع وفكر أخر؟؟
بل يحاولون الآن إلى كتم الأفواه والشتم والتهديد وكذلك قمع الحريات وحق التعبير.
الشهيد البطل كامل شياع لم يمت ولم يرحل عنى.
هو في ضمائرنا ووجداننا يعيش.
الخلود لك وإلى كل شهداء الحركة الثقافية الوطنية في العراق.
والخزي لكل القوى الظلامية أعداء الأفكار النيرة والإنسانية.
**الفيلسوف وشاعر الحب والجمال ( رابندرانات طاغور )
شاعر الهند العظيم
فيينا – النمسا
كتب بتأريخ : الأحد 16-08-2009
عدد القراء : 2747
عدد التعليقات : 0