لا أدري هل من سيقرأ هذا المقال سيدرك ما يريد كاتبه وتصل إليه الرسالة أم سيظلمه بحكم مستعجل مألوف من خلال الكبت ألذي تعاني منه المجتمعات الشرقية تجاه المرأة، على العموم والعربية على وجه الخصوص وهي الملتزمة بتعاليم الدين الحنيف الذي يدعون أنهم فهموه كما يريد الرب ولا أظن ذلك؟؟؟
هل سيفهم من سيقرأ أنني أبتغي رضا القواريرلإنال منهن ما أنال على الأقل يسمعنني كلمات كلها أطراء ومدح فيصنعن مني كاتب عظيم دون عظمة .
أم سيقول أن هذه الكلمات مآربها واضحة وهي حقيقية ومن القلب إلى قلب الملتقين الذين يبحثون عن الحقيقة المفقودة فلا توجد حقيقة في العالم كاملة فما تراه في نضرك صحيح وحق في نضر خصمك أو غيرك باطل محض .
أبتدأ في مقالتي هذه بذكر قصة صغيرة على شكل طرفة فيها تناقض حقيقي ومنطقي ويجري يوميا في مجتمعاتنا ومن الصعب أن تمنحه الأذن لكي يمر الى خلايا مخك ويستقر وهو آمن من علامات الأستفهام.
(كان في ما كان رجل شرقي كان شديد الخوف على لبوته الى درجة كبيرة خوفا من ان تظهر على الملأ فتخونه الخيانة العظمى حيث أنها ستتكلم مع رجل غريب بكلمات تحمل ليونة ونظرة جريئه إليه، كان هذا الرجل عندما يخرج الى عمله يوصد الأبواب جيدا ويضع المفتاح الوحيد في جيبه وكان عمله هو بيع الخضر والفواكه ....مرت عليه إمرأة كما كل يوم فأشترت منه(رقية أو البطيخ الأحمر) لكنها طلبت منه شقها نصفين لتتأكد من أنها حمراء طازجة أم غير ذلك .
ببداهة عالية معتمدة كثيرا من قبل قال الرجل لما فتحها أنظري ألم أقل لك حمراء تشبه شفتاك) ولك أن تفهم أين الخلل ؟؟؟
المرأة في مجتمعاتنا كأنها مخلوق قادم من الفضاء لا تجري عليها الأحكام الأجتماعية أو العرفية ولا تعتمد عليها المقايسس المعتمدة مع سواها أي النصف الثاني وهو الرجل والخطوط الحمراء أمامها لا تعد ولا تحصى وكل ما يجهض الأبداع والمشاركة بكامل وجودها في ما يجري على هذه البقعة الجغرافية من الكرة الأرضية ولم يتبقى لها شيء إلآ نزر قليل تعيش به وتحت سمائه .
فلم يزال هناك وهم الأغلبية من لا يؤمن بأن زمن العظلات المفتولة قد رحل وأصبح في الأطلال الذي لا تسعد المجتمعات المتقدمة بذكره وكذلك أن زمن غلق الأبواب من الخارج وتضع المفاتيح في جيبك صار شيء ليس له قيمة ما دام العالم كله في بيتك وخلف الباب الذي أوصدته وأقصد هنا ( الأنترنيت) أو أنك تجبرها أن ترتدي من الملابس والجلابيب ما يحفظها من سراق النظرات والذئاب المنتشرة في كل مكان في مدننا وشوارعنا وفي سيارات (التاكسي) و(الباص) و(السوبر ماركت )وكل مكان حتى في أمكنة قد لا يصدق أنه توجد هنالك ذئاب تترقب الضحايا لتفترسهن.
وفي لحظة من الحرية التي تمنحها كثير من الأحيان الأقدار لهذه المرأة التي ألبستها ما تشاء أنت وبعيدا عن نظرك وحضورك تنسلخ منه كما تنسلخ الأفعى من ثوبها لتظهر بمظهر أخر تماما بأسلوب غربي أو قادم من دول قد لانقنع بثقافتها كما يسميها البعض من أنبياء هذه الأمة وحماة مبادءها او على الأقل تظهر بمستوى تكون فيه قد أشبعت شيء مما في دواخلها من كبت وشعور بالحرمان من كثير أشياء تظن انها رائعة ومن الخسارة أن لا تمارسها .
والأمر الأهم هو أن تمنع المرأة من مزاولة العمل والمشاركة في صنع المجتمع والحياة فهذا المنع لن يستمر طويلا ودلآئل نهايته بدت واضحة مع تزايد تأثير العولمة والنظم الأقتصادية الجديدة والأزمات المالية الطافية الأن على السطح ستجبر الرجل المغوار أن يطلب من زوجته الخروج الى العمل او ان تتوظف وإذا ما رفضت ذلك بالمعروف فأنه سيسمعها كلمات أقل قسوة واسبق مرحلة من أن يطالبها بالخروج الى العمل لتحمل من عبئه جزء وأخيرا قد يظطر الى قطع مصروفها كسبيل ليس دونه سبيل امام أعباء الحياة الكثيرة .
كذلك إنكار الكثيرون للعوامل التي تساعد على ان تظهر المرأة بمظهر أكثر جمال سينقلب فهو لا يذهب في مكان إلا وقناة (روتانا) وغيرها من القنواة التي لها تأثير واضح على الأجيال الحالية والمجتمعات العربية برمتها فيرى من الجمال المصنوع بأيآدي غربية تعلمته في الغرب وطبقته في ألشرق .
سيشتري لها ذات يوم وبشيء من الخجل ما تحتاجه من عوامل صناعة الجمال لتظهر بكامل ما يحلم به او على الأقل تكون مقنعه لخياله ؟؟؟
أمثلة كثيرة وما أكثر الصور والقصص في هذا المجال لكن حفاظا على مشاعر القارئ حيث لا نريده يمل نكتفي بهذا القدر .
ونستنتج من كل هذا وذاك أمر مهم وحاجة أصبحت ملحة فلا يزال هنالك الكثير من العقول والأغلبية لا تؤمن بأن الأنسان قناعات وأفكار حين تريد أن تغير شيء أو فكر يجب ان تأتي ببديل مقنع فحين تغير قناعة أنسان او تجعله يؤمن بشيء فلا داعي للخوف والقلق وفقد الثقة وأغلاق الأبواب من الخارج فقط.
من يؤمن في شيء فسيعمله شأت أم أبيت على الأقل يتخلص من شعور ملح لأيجاد نهاية للكبت الذي يعانيه ويشكوه .
أمنحه فكر جديد بديلا لما في داخله وأبني له أساس رصين من القناعات كفيل بأنه سيلقي كل ما كان يحلم به الى البحر وسيلتزم بقيود أقل على ما كنت تقيده بها لكن بثقة وبدون أن تتابع تحركاته ليل نهار .
دعوة الى ان نعيد المرأة الى حقيقتها ونعاملها كمايتعامل به مع بقية الكائنات الأرضية الأخرى وتمنح فرص الأبداع والمشاركة الحقيقة وتتغيير قناعاتها تجاهها وفتح صفحة جديدة لها ومعها .
كتب بتأريخ : الثلاثاء 08-09-2009
عدد القراء : 2765
عدد التعليقات : 0