الدعاية الانتخابية في العراق بنكهة الفكاهة واستغلال الدين
نشر بواسطة: Adminstrator
الخميس 28-03-2013
 
   
محيط
في الوقت الذي يتهيأ العراقيون شعبا ونخبا سياسية لانتخابات مجالس المحافظات ، خرج مرشحي الانتخابات عن المألوف بدعايتهم الانتخابية التي أثارت انتباه المواطن العراقي الذي يقرأ على اللافتات التي غزت الشوارع ، "انتخبوا زوجة المرحوم"، "صوتوا لزوجي"، "انتخبوا زوجة الشيخ".
وفي أيام قليلة، منذ الإعلان عن بدء الحملة الخاصة بهذه الانتخابات في الثاني من مارس الجاري، انتشرت صور المرشحين في مدن المحافظات الـ15 المشمولة بالانتخابات، وخصوصا بغداد.
ومن المفترض أن تجرى هذه الانتخابات في 20 أبريل المقبل في 13 محافظة عراقية من بين 18، بعد أن قررت الحكومة تأجيل الانتخابات في الأنبار ونينوى لأسباب أمنية، وعدم شمول محافظات إقليم كردستان الثلاث بهذه الانتخابات.
ولم تستثن اللافتات التي حملت معظمها صورا كبيرة للمرشحين، أي موقع أو زاوية يمكن أن توضع عليه، فعلقت وألصقت على الأشجار وأعمدة الإنارة والجسور والجدران، وحتى على بعض السيارات.
ففي المحمودية، رفعت لافتة كبيرة تتوسطها صورة شخص يرتدي زيا عربيا تقليديا، وفي زاويتها اليمنى وضعت شارة سوداء للدلالة على وفاة هذا الشخص، وفي حين أن اللافتة التي توزعت على أحياء عدة من المحمودية لم تحمل سوى صورة هذا الرجل، كتب عليها بالخط العريض "انتخبوا زوجة المرحوم الشيخ".
انتخبوا زوجي
كما انتشرت لافتة في محافظة صلاح الدين "شمال بغداد" وضعت عليها صورة نائبة في البرلمان تقف إلى جانب رجل وكتب فوق الصورة "انتخبوا زوجي".
ودعا رجل وضع صورته على ملصق انتخابي، ليس إلى انتخابه، بل إلى انتخاب زوجته التي لم يتسع الملصق لصورتها.
وقال الصحفي العراقي ياسر الموسوي لوكالة الأنباء الفرنسية إن "هذه الملصقات تعكس مستوى المرشحين للانتخابات".
وأضاف "إذا كان هذا هو مستوى طريقة إدارتهم لحملتهم الانتخابية، بهذه السذاجة والتفاهة، فكيف ستكون إدارتهم للدولة والاهتمام بأمور الناس".
وفي العاصمة العراقية بغداد، عمد معظم المرشحين عن القائمة المدعومة من رئيس الوزراء نوري المالكي، إلى وضع صورته إلى جانب صورهم، في محاولة للإيحاء للناخبين بأنهم على علاقة وطيدة به، علما أن بعض هؤلاء لم يلتقوه أبدا.
آيات قرآنية
وفي ملصق دعائي أثار سخط كثير من العراقيين، وضع مرشح آية قرآنية فوق صورته وعمد إلى إبراز كلمة وردت في هذه الآية، هي نفس اسم عائلته، حتى يوهم الناس بأن اسم عائلته ورد في القرآن.
وعمدت بعض المرشحات إلى وضع أسمائهن على اللافتات الانتخابية، من دون أن يضعن صورهن، حيث استبدلن بصورهن عباءة وضع في مكان الوجه فيها هالة بيضاء.
وإلى جانب الاستعانة بالدين والأقرباء، الميتين منهم والأحياء، حملت بعض الملصقات حسا فكاهيا، ففي محافظة ديالى ، وزع عازف عود ملصقا انتخابيا له وهو يحمل عوده، وكتب عليه "خلي ننتخب "لننتخب" فنان ونعشق إحساسه، شحصلنة "ماذا حصلنا" غير الشيب من السياسة".
وكتب لاعب كرة قدم سابق على ملصق انتخابي خاص به "انتخبوا مرشحكم اللاعب الدولي السابق الذي خدم العراق"، ووضع صورته وهو يرتدي قميص نادي إنتر ميلان الإيطالي الشهير. وحاول اللاعب السابق تذكير الناخبين به فكتب "الملقب بالطائر السريع".
وفي ظاهرة جديدة في العراق، توجه بعض المرشحين إلى عشائرهم على وجه الخصوص، وأعلنوا أنهم مرشحو العشيرة المعينة، غير آبهين بالناخبين الذي ينتمون إلى عشائر أخرى.
ويقول المحامي والمراقب السياسي طارق المعموري لوكالة الصحافة الفرنسية "ما نراه هو نتيجة التخبط الذي أصاب العملية السياسية التي أفرزت أشكالا غير محترمة في السابق، ما قلل احترام الناس للانتخابات وللعملية الانتخابية بشكل عام".
بضاعة كاسدة
وفي هذا الصدد يقول أحمد عبيد الأكاديمي في علم الاجتماع في جامعة بابل لصحيفة "المسلة" العراقية، "بدت الدعاية الانتخابية تسويقا لبضاعة كاسدة".
ويضيف أن "تياراً متدفقاً من ألوان وأشكال يشكّل متاهة اختيار، فالتشابه إشكاليّ، في الأسماء والأشكال تبعث أطيافها اللونية على عيوننا المبصرة".
وحلل خبراء المشهد التشكيلي الذي ترسمه الإعلانات الانتخابية بالعراق وقالوا: "اغلب المرشحين أضفوا على شخوصِهِم مكمّلات التبجيل والتفخيم مثل اللحية وربطة العنق  والخواتم والبدلات اللامعة".
بالإضافة إلى وجود فوضى بصرية، زحفت إلى البساتين ومقابر الموتى كما الحال في مدينة النجف الاشرف ، لتتحوّل  الصور الانتخابية إلى قفْل للعقد المعلوماتية" .
ونحو هذا السياق يرى الباحث الاجتماعي كريم الخفاجي أن الدعائية الانتخابية في العراق، أدركت أن استخدام الشعارات العاطفية، والسياسية المجرّدة من تفاصيل الواقع لن تلمس قلب الجمهور، فجاءت الشعارات الانتخابية هذا العام اقرب إلى الواقع مقارنة مع  الدورة  الانتخابية السابقة، فبدلاً من شعار "نحبّ الوطن" حلّت عبارة "نبني الوطن"، وعِوضاً عن شعار "الكرامة والعزّة" ذاعت عبارة "القضاء على الفقر وتوسيع الخدمات".
إن الجمهور العراقي الذي يتابع عن كثب المرشّحين وهم يتداولون شعاراتهم الانتخابية بات يجرأ على مقاطعتهم إذا ما وجد أن هذه الشعارات لا تلائم "أهدافه" وتوجهاته السياسية، إذ كتب احدهم على صورة مرشّح  في تعدِّ سافر على شعار المرشح "صمغي"،  ويقصد به انه "مرشّح من دورة سابقة وبات ثابتا كالصمغ لا يمكن إزاحته".
وبحسب المفوضية العليا للانتخابات فأن عدد الكيانات والائتلافات التي ستشارك في الانتخابات المحلية يبلغ نحو  139 كياناً سياسياً، وأن عدد المرشحين للانتخابات المحلية يبلغ 8275 مرشحاً.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced