خربشات حياطين) تعرّي السياسيين وتكشف ما سيفشل فيه زعماء الحكومة وما يفتقرون إليه
نشر بواسطة: Adminstrator
الخميس 17-09-2009
 
   
بغداد/ واشنطن/النور:
  تعرّي (خربشات متجهّمة) على حياطين نقاط التفتيش الكثيرين من السياسيين، وتكشف ما سيفشل فيه زعماء الحكومة وما يفتقرون إليه من حنكة وتجربة وعلم. ويشبه أنتوني شاديد مراسل صحيفة الواشنطن بوست طموحات المالكي الحقيقية للدولة العراقية، بالعواصف الرملية التي تحجب الرؤية، وتلبّد سماء بغداد.
  ويقول شاديد : إن الكتابة على جدران نقاط التفتيش في بغداد، لا تتعامل إلا بشيء قليل مع الحقائق. ولأن الحياة بكل تفاصيلها متجهمة هنا في العاصمة، بدءاً من البنايات إلى الحدائق والبساتين المصفرّة من فرط الجفاف، وانتهاء بالهدوء البليد الهش، لا أحد يحتاج إلى شرح أسباب ذلك. وفي أغلب الأحيان، تكتب الشعارات بالخط العربي الرشيق، لتقول ما الذي سيفشل فيه زعماء الحكومة، أو ما الذي يفتقرون إليه!.
    تقول بعض هذه الشعارات (لا للإرهاب) وتصرّ في تفاصيلها على أن البلد مازال (فريسة) للإرهابيين...(احترم، تحترم)..هذا ما يعلنه على الحيطان الجنود العراقيون أو أفراد الشرطة الذين يشكون بشكل روتيني من (عدم توقير الناس لهم). ويصرخ شعار آخر: (لا أحد فوق القانون) وهو يخاطب جميع المارّة من نقاط التفتيش، لكنّه في حقيقته يجعل رافعي الشعار موضع سخرية الناس لأنهم واثقون أنّ هناك في الحكومة من يمارسون (فسادهم) بطرق تحتقر القانون في البلد!.
    وهذه الأيام، لا أحد يختلف معك في الرأي –كما يقول مراسل الصحيفة- أن الأميركان سيغادرون العراق. إنهم ينظرون الى الأميركان بتجسيدهم سلطة الاحتلال المدعومة بأكثر من 100,000 جندي موجودين في بلد لم يشعر أهله أنهم محطمون كما هم الآن منذ سنة 2003 التي غزت فيها قوات التحالف العراق وأسقطت صدام حسين. لكن لا أحد متأكد تماماً ما هو نوع الدولة التي سيتركها الأميركان وراءهم.
    ويؤكد أنتوني شاديد أن شعارات حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي تعطي (إحساساً واحداً) على الرغم من أنها تتحدث دائما بثقة أكبر من حقيقة إلهامها. ثمة (خربشات) تقرؤها عند كل نقطة تفتيش..إنها كلمات السلطة: القانون يعني الطاعة، كما يعني الوطنية. و(الولاء) يذكر أكثر بكثير من الديمقراطية أو الحرية..ويقول أحد شعارات الطرق (الولاء للوطن).
  وتقرأ في مكان آخر (السلطة مهمة..إنها تحمي الناس..وبعد ذلك يمكنك أن تتحدث عن الحرية). أما محمد سلمان، العريف في نقطة التفتيش بحي الدورة، التي كانت ذات يوم من أخطر مناطق العاصمة، فيصرّ على سؤال شائع بين العراقيين: ((إذا كان الناس يُذبحون في الشوارع، فما أهمية الحرية والديمقراطية؟)).. وثمة قول مكتوب على جدار يستند إليه العريف بظهره، يقول: ((الله يحفظ هذا البلد)).
  ويتابع مراسل الواشنطن بوست حديثه قائلاً: إن الشعارات، والرسومات، والخربشات، أو كما يسميها أهل بغداد (الشخبطات) عن الاتحاد الحر، دائماً تتحدث عن العراق. والمشاعر تتحدث عن الماضي والمستقبل، عن التطلعات والإحباطات. وفي سنة 2003 كان هناك شعار يُكتب كثيراً على الحيطان يقول ((إن المقابر الجماعية مثال حي على أن صدام ومساعديه فاسدون وكفار))، لكن شعاراً آخر يقول: ((لا سني، ولا شيعي، كلنا تحت راية: لا إله إلا الله..محمد رسول الله)).
  وتميل بعض الشعارات الى العنف، فيما كان البلد ينحدر نحو عصبيّة جاهلة قادت الى المذابح. هناك لافتة واحدة في هذه الأيام تعدُ بـ(التقدم) وبـ(الازدهار) وهي تركز على كل ذلك في بلد أغرقته الحرب في أنهر من دم، ودفعته الى حافة الانهيار. وبعد شهور قليلة تحولت قاعدة الحيطان التي تحمل هذه الشعارات الى أمكنة لأكوام من الأزبال والأنقاض وبقايا الحديد أو غيره.
    وبعض الشعارات حزينة حقاً..ففي فترة حمامات الدم التي تفجرت في سنتي 2006 و2007 كان هناك ملصق كأن كلماته عبارات رثاء..تقول: ((مهما كانت الريح قوية، فإنها ستمرّ)). وهذه الأيام، تسعى غالبية الشعارات التي تكتب على جدران نقاط التفتيش الى (هندسة الولاء) للدولة التي لا يتفق أحد على سياساتها. ويقول شعار آخر (يعيش العراق..العراق أولاً).. ولكن لا أحد يوجّه السؤال المهم على الرغم من أن الجميع ربما يفكرون به على مستويات مختلفة: ((لمن العراق؟)).
    ويقول أنتوني شاديد: كثيرة هي المشاهد السينمائية في بغداد..إنها ليست كالمشاهد المرتفعة لديفيد لين الذي أخرج فلم (لورنس العرب) ولكن بالأحرى الاستعراضات البانورامية لفيلم ما بعد الإيحاء. كل شيء يحمل صبغة الأسمر؛ أشجار النخيل التي تغبّرها رياح الصحراء، الخراف التي ترعى في قمامة المستنقعات.
    ((بغداد ترحب بكم)) لافتة تتكرر عند كل نقطة تفتيش في ضواحي بغداد أو مداخلها. والصور تزيّن الآن العديد من الحواجز. ونادراً ما تنتمي تخطيطاتها أو صورها الى العرب أو المسلمين. معظمها تركز على المراحل البابلية والسومرية من ماضي العراق. وبتلك الشعارات يحاول العراقيون استعادة الطموحات القديمة جداً. ومثل دول أخرى في الشرق الأوسط، فإن الشعارات لا يمكن أن تنكر الجذور، فلبنان فينيقي، ومصر تميل الى فراعينها. إن الأكراد كما يقول تحملوا تراجيديات، سيبقى حضورها الى أجيال.
    ويرى مراسل الواشنطن بوست أن الطموحات الحقيقية لرئيس الوزراء نوري المالكي بالنسبة للدولة العراقية، تبقى شبيهة بالعواصف الرملية التي تحجب الرؤية وتلبّد سماء بغداد. ولسنوات كان يُنظر إليه على أنه (ميليشياوي طائفي) جاء من الحزب الذي ساعد على تسييس الإسلام الشيعي. واليوم، يحاول أن يعيد تصميم نفسه للظهور بشخصية السياسي الوطني. وعموماً فإن المالكي يريد –في الأقل- أن يجد دولة بنيت على القانون. الشعارات بالطبع تنتظر التطبيق.
    ويقول شعار آخر: ((يد تبني ويد تحمل السلاح)).. وهو شعار مستعار من أيام صدام حسين. الشرطة تعلن ((أشواك في عيني الإرهابي)) إن مصطلحات مثل (قانون) و (نظام) و(احترام) تغيّب نفسها أو تضيّعها سوط شعارات أخرى من مثل ((نعم للوحدة الوطنية))!!. وحتى الآن البلاد عاجزة.
    ويقول رجل الشرطة محمد يوسف: ((أتقولون حرية: نحن عندنا قانون الغاب)). وأضاف: ((كل ما نراه على الورق جميل، لكننا لا ترى شيئاً حقيقياً)). وأضاف زميل له عرف نفسه، باسم (أبو زينب): لا نستطيع أن نفعل شيئا، لا نستطيع أن نوقف أية مركبة . لقد توقفنا هنا، وظهرنا كما لو أننا نؤدي دوراً في مسرحية، والمسرح هو كل ما حولنا)). وثمة شعار يقول ((إن أبناء العراق سيحمون العراق)) شعار يرفعه كثيرون.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced