كثيرة هي التمنيات التي ترافق المواطن العراقي منذ سنوات طويلة وبعيدة ، وتراكمت بفعل الزمن حتى عاد لا يمتلك تمييزا بينها ، ينظر الى هذه ومن ثم يتطلع الى تلك ، لكنني في دقائق دردشة مع الفنان العراقي مقداد عبد الرضا ، تكشفت امامي العديد من الامنيات العراقية التي هي من صلب الواقع ، امنيات عامة ربما اغلب المواطنين يتمنونها ، وهي ظريفة في اغلبها ، وغاية في السهولة ، لكنها تنم عن حقيقة مازال يعاني الانسان العراقي يترقب ان تحقق ، وامنيات الفنان مقداد ابتعدت عن الفن الذي ينتمي اليه ، الا في واحدة وشخصية ما زال يصر عليها وهي تعبر عما وراءها بالطبع لاسيما انه امضى سنوات طويلة واشتغل الكثير من الاعمال في مجالات الفن المختلفة .
قال مقداد ابتداء : كنت غرا ، افرح بقدوم العام الجديد , صرت شيخا صار حضوره محزنا , وحتى يحل الصمت ضيفا ، نبقى نتمنى , امنياتي ليست شخصية , انها من صلب احداث 2003 فمافوق ..، وبعد لحظات من الصمت والتأمل قال : سأذكر لك امنياتي :
اتمنى ان تنتفي كل مظاهر الاستفزاز التي تمارسها الحكومة ( الداخلية والدفاع وووو... ) بسياراتها ورصاصها , ومايكرفوناتها , ومنبهاتها , وسرعتها المنفلتة لجلب الطعام للضابط ( رأيت ذلك بام عيني ) , و( اصعد على الرصيف اغاتي) , واخيرا .. ( وخـّر لك ) !!
اتمنى من الحكومة ان تزيل الكثير من العوارض والحواجز , وخاصة تلك التي وضعها الناس في الاحياء والدرابين .
اتمنى ان تبني الحكومة لها جسرا خاصا تعبر عليه بدلا من (جسر الجمهورية) وبدلا من حشر نفسها مع مليوني شخص هم اصلا اصحاب الجسر , وطالما تسلمت الحكومة اغلب الملفات واصبحت العصمة بيدها , الا يمكن ان تجد ابنية لكل وزارة خاصة تلك التي في حوزة الكتل ؟ ..
اتمنى ان يفتتح الجسر المعلق , لالشىء سوى انه صديق قديم ..
اتمنى ان تتقلص العطل الرسمية في البلاد ويزداد الحرص على انفاق ساعات الدوام الرسمي بالكامل وبضمير مرتاح ..
اتمنى ان تكون تصريحات المسؤولين ( كدها وكدود ) بحيث اذا قالوا فعلوا , البلاد لاتبنى بالعواطف ولا بالاقربين .
اتمنى ان يفتتح شارع الرشيد وتزول عنه كل النتوءات التي دفعته باتجاه الشيخوخة .
اتمنى من امين (بغداد الاجمل في الملصقات) ان يلغي تعبيد الارصفة وزرع الشوارع بالورود , لانريد ورودا .. سيادة الامين ، بل شوارع نظيفة لاتغرق بزخة مطر , الورد ياتي لاحقا وفي المكان النظيف حتى يتناسق .
اتمنى ان يقل ( ولو هذا مستحيل ) عدد موظفي لجنة النزاهة .
اتمنى ان يفتتح شارع الزيتون في الحارثية ، لالشيء سوى ان نغني ( للبرج يااصدقاء) .
اتمنى ان تصدر الحكومة قرارا جديا تمنع فيه استعمال الموبايل اثناء قيادة السيارة مثلما يحدث في جميع انحاء العالم حتى في تنزانيا .
اتمنى ان يخلو (مجمعنا السكني) في الصالحية من الكلاب السائبة , كأننا في بيوت من شعر في صحراء وليس في مجمع حضاري , والذي يمر فجرا لابد ان تناله عضة كلب .
اتمنى ان يفعّل بشكل جدي قرار منع السير في الاتجاه المعاكس , لو فعلا نفذت الحكومة هذا القرار , اما ستنهار او تنتصر , انا اتمنى ان تنتصر !! .
اتمنى ان وحيا ينزل على قلوب بعض الناس يعلمهم ثقافة الهدوء والسكينة , التسامح ونبذ الصراخ .
اخيرا امنية شخصية واحدة فقط , اتمنى ان لاتفتر عزيمتي في الابتعاد عن التمثيل .
وحين انتهى الفنان مقداد عبد الرضا من سرد امنياته ، وصمت قليلا ، قال مختتما حديثه : ما اسهل مانتمنى , ما اصعب مايتحقق !! .
مرات القراءة: 4842 - التعليقات: 0
نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ،
يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث
المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ