دعاية انتخابات 2014: إدارة المخاوف ونشر الرعب الطائفي
نشر بواسطة: Adminstrator
الخميس 03-10-2013
 
   
تنافس مرتقب بين «الكبار» على لقب «بطل الطائفة».. بعد فشل وعود الأمن والخدمات
العالم/بغداد – داود العلي

أقرَّ رئيس الحكومة بحاجته إلى "خبرة وامكانات دوليّة" لملاحقة تنظيم القاعدة، لأنه أصبح يتمتع "بقدر من حرية الحركة".
ومن النادر أن يعترف نوري المالكي بقصور خططه الأمنية منذ توليه الحكومة في العام 2008، إذ طالما كان يعد دوره الشخصي عاملاً حاسماً في الاستقرار النسبي، وقد استعمل، مراراً، ورقة الأمن في الجولات الانتخابية.
لكن هذا التصريح، كما يرى خبراء في الشأن السياسي العراقي، جزء من نشاط انتخابي مبكر للمالكي، استعداداً لانتخابات برلمان 2014، وهو يعتمد فيه على ورقة "إدارة المخاوف"، وإظهار نفسه "بطلاً للطائفة الشيعية".
وقال المالكي، خلال كلمته الأسبوعية أمس، " نحتاج إلى تعاون دولي وإقليمي لإبداء الخبرة والمعلومة والتخطيط المشترك والملاحقة المشتركة لعناصر الإرهاب الذين أصبحت لديهم فسحة حركة، إذ يتحركون من هذه الدولة إلى تلك مستفيدين من ظاهرة التفكك". وقبل نحو شهر كان رئيس الحكومة، يحذر من وصفهم بمشعلي الحرائق الطائفية من "نهر دم" يهددهم، وكان يتحدث لجمهور شيعي في مدينة الرفاعي بالناصرية. لكن نهر دم بدأ يتدفق في المناطق المختلطة طائفياً، فمن البصرة إلى ريف جنوب بغداد، أو شمال بابل، كان التهجير المتبادل قد أطلق دورة جديدة، تكاد تشبه ما حدث في العام 2005. ويقول سالم محي، وهو من المحمودية، إن "عملية التصفية بدأت في المدينة، حيث هجرت عائلات سنية، بينما قتل مدنيون شيعة بتفجير انتحاري استهدف مطعما شعبياً في سوق المدينة"، في 28 من أيلول الماضي. وأضاف محي، "بعد التفجير انتشر مسلحون مدنيون، قالوا إنهم يحمون الشيعة".
وتابع، "الشيعة يشعرون بالقلق، وفي خطبة الجمعة يسمع الناس أشياء جديدة عن الخطر الإرهابي المعادي للشيعة (...) هذا تذكير بأن السنة يكرهون الشيعة وقد أرسلوا هذا الانتحاري إليهم". ويقول ياسين البكري، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية، لـ"العالم"، إن "الخطر الآن هو ان الدولة ترخي قبضتها في مجال الأمن، وتتفتح الباب أمام نشاطات مسلحة غير نظامية".
ورأى أن الفراغ "المتعمد" الذي تركته الدولة، صار مشغولاً بنشاط عناصر مسلحة "تخاف على مصالح الطائفة"، فضلا عن نشاط متزايد لمسلحي تنظيم القاعدة.
ومضى البكري إلى القول، "في هذا الفراغ كل شيء متاح لصدام عنيف". ويعتقد عراقيون ان مجموعات مسلحة عادت إلى نشاطها تحت شعار "حماية المكون الشيعي".
لكن ضابطاً في قيادة عمليات بغداد قال، لـ "العالم" إن "أجهزة الأمن لم تسجل أي نشاط من هذا القبيل"، في حين لم ينكر "وجود غضب دفع مدنيين إلى حماية انفسهم".
لكن السنة، أيضاً، يتعرضون للتهجير، وبدأت عائلات سنية تنتقل إلى مناطق سنية، للحصول على أماكن آمنة.
وفي خطبة يوم الجمعة في منطقة الغزالية، رحب إمام مسجد صغير وسط المدينة بالعائلات المهجرة من مناطق شيعية. وقال، "انتم الآن في أمان".
ويقول مؤيد قادر، أحد أعضاء لجنة شعبية تطوعية في منطقة سبع البور، "نحاول مساعدة المهجرين الجدد على ايجاد مساكن جديدة". وهذه الأجواء الجاهزة لاندلاع عنف طائفي، قد يكون أشد من جولة عامي 2005 و 2006، انتعشت مع أزمة سياسية من المرجح ان تتفاقم مع اقتراب موعد انتخابات برلمان جديد في العراق، حسب ما يرى مراقبون. ويقول حازم العقابي، وهو ناشط مدني عراقي، "الكتل السياسية فقدت كل أوراقها الانتخابية، لم تعد تملك شيئاً صالحاً للدعاية، سوى العودة إلى إرعاب الشارع من جديد بالحرب". ويحاصر ائتلاف المالكي بمثل الاتهامات، كما هو الحال في قوى سنية كـ "متحدون" التي يتزعمها رئيس البرلمان أسامة النجيفي.
لكن المالكي أكثر حاجة إلى ورقة الأمن، لأنه يعتزم بإصرار الفوز بولاية ثالثة، كما يرى ياسين البكري.
ويقول البكري، "ليس من صالح المالكي استعمال ورقة الخدمات، أو ملف الإعمار، هو اخفق فيهما بشكل واضح، فلن يستطيع اقناع الجمهور بأي شيء يتعلق بمنجز ملموس". وأضاف البكري، "في الانتخابات المحلية اخفق المالكي في تحقيق الأغلبية التي روج لها، في وقت استعمل دعاية انتخابية تقول (عزم وبناء)، وكانت هذه اللغة غير مقنعة لأنها لا ترتبط بواقع على الأرض".
وتابع، "الورقة الرابحة للمالكي هي الأمن، واعادة التذكير بالخطر الذي يهدد الشيعة". ولو صحت رؤية البكري، فإن استعمال "الرعب الطائفي" سيوفر للمالكي نتائج إيجابية من جهة التواصل مع قوى سياسية شيعية تخاصمه، إلى جانب حشد المزيد من "الجمهور الخائف".
لكن التواصل مع التيار الصدري، مثلاً، على قاعدة "حماية الشيعة"، ليس سهلاً. ويطالب حسين المنصوري، العضو في كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري، بإقالة حسن السنيد رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية (ينتمي إلى دولة القانون)، من رئاسة اللجنة، والوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي من منصبه.
وتابع، "نطالب بإقالة حسن السنيد من رئاسة لجنة الأمن، وعدنان الأسدي من منصبه، لانحيازهما وتدخل السنيد بتعيين القادة الأمنيين".
مع ذلك، الحديث عن التحرك الشعبي يترجم على لسان نواب مقربين من المالكي. إذ سبق لعدنان الشحماني، العضو في دولة القانون، القول "إذا لم تتخذ التدابير الكافية من قبل الحكومة لحماية الشيعة، فإننا لن نقف مكتوفي الأيدي".
ومضى الشحماني إلى القول، "إننا سنسارع لتشكيل لجان شعبية من الشعب العراقي ضد الإرهاب، وسنتخذ موقفا، إن عجزت الحكومة والقوى الشيعية عن حمايتهم"، داعيا "الشباب إلى التهيؤ من هذه اللحظة".
ويقول ياسين البكري إن "المالكي، وأي فصيل سياسي عراقي سيخوض انتخابات 2014، لا يجيد في هذه اللحظة سوى فن (إدارة المخاوف)، وزرع الرعب الطائفي وتكريسه في الشارع". وأضاف البكري، "تعزيز المخاوف سيجعل المالكي، الآن، يعيد انتاج فكرة البطل القومي، ليصبح بطل الطائفة، وبهذا الوصف الرمزي يعتقد انه سيحقق الفوز".

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





المهرجان العربي والكلداني
 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced