عرس في القرية... بقلم : ماجدة الجبوري العودة الى صفحة المقالات للريف طقوسه الخاصة، لاحياء المناسبات خاصة منها الاعراس، وبالذات ليلة الحنه، يجتمع اهل المنطقة في تلك الليلة، عند اهل العريس، ويقام الرقص والغناء من قبل الاهل والاقرباء والجيران والمعارف، ويحنى العريس من قبل اصدقائه بوضع الحناء وسط راحة يده او يكتب حرفين من اسمه واسم الزوجة. والعروس ايضا لها احتفالها الخاص، تدعوا اقاربها وصديقاتها، لمشاركتها الفرح، ليبدأ رقص(الجوبي والهجع) وتنشد النساء اغنياتهن الخاصة، معظم الاغاني تتحدث عن مشاكلهن، على سبيل المثال عن تلك التي ابتلت بضرة، أي تزوج عليها زوجها باخرى، او ممن مال حظها مع زوجها، أو التي فاتها القطار وتاخرت بالزواج، لكنها تبقى اغاني مناكدة جميلة لها معانيها التي تفهمها المرأة المقصودة. ساتحدث عن اخر عرس جرى في قريتي (العمادية) في بابل في الليل، اجتمعت النساء من مختلف الاعمار ولكن نسبة الشابات كانت اكبر. شابات اسمرت وجوههن من وهج الشمس، وتخشنت ايديهن من مسكة المنجل، لبسن اجمل ثيابهن، ووضعن مكياجا خفيفا على وجوههن، سرحن جدائلهن واكثرهن من ارتدت البنطلون، أو (الكوستمات) رقصن بحرارة، علقت احداهن (اليوم طلعن تعب الحشيش، والشغل كلة بالرگص) اجابتها الاخرى اشايفين ماتخلينه نفرح يمعوده هي بالسنه حسنه نعيش هاي اللحظات. كنت اراقبهن بشوق وفرح وهن يتمايلن مع الموسيقى، في عز الشتاء والعرق يتصبب منهن وكانه يغسل تعب ووجع الايام والسنين، لتتوهج خدودهن وتشرق وجوههن، في حلم لا يردن ان يصحون منه. سالت الاء التي كانت حاضرة العرس، ترتدي بنطلونا واسدلت شعرها على كتفيها، هل يسمح لك اهلك بهذا اللبس؟، اجابت على الفور، طبعا لا، ولكننا نرتديه تحت العباءة، انا لا امتلك ابسط الامور، لا امتلك حتى ان احلم، مثلا لا استطيع ان انزع (الشال) في البيت، اتمنى ان اسرح شعري والبس الشيء اليعجبني، واحلم بما اريد ولكنها القيود، الرجل جبار بحكمه يمعودة الولد البعده طفل يتحكم بينا. حليمة (ام زيد) كانت عريفة الحفل انشدت اغاني تلامس الروح، ممزوجة بالفرح والالم، تعلق قائلة: عشت في بيت والدي اعمل طول النهار في الارض وارجع الى عمل البيت، ساهمت في تربية اخوتي واولادهم، تزوجت (عن كبر) بعد ان تعديت الاربعين، وحصلت على طفل واحد، ثم تزوج رجلي، والان هو يعيش مع ضرتي، واضافت لا تشوفيني اغني، ترى من القهر (قهر العيال والرجل والدنيا، الدور هذا التلفزيون خلانه انشوف اشكال، انشوف العالم اشلون عايش، النظافة والاحترام، وحقوق المرأة هذا كله ما يشمل بنت الريف، عبالك مو عراقية ولا بت هذا البلد، بس بالانتخابات انصير عزيزين كلساعة واحد جاينه انتخبوني، وراح كلشي اسوي، ومن تخلص الانتخابات حرام اذا انشوف اشكولهم).   كتب بتأريخ :  الأحد 06-12-2009     عدد القراء :  2618       عدد التعليقات : 0