لماذا لايمكن التصالح مع الإرهابيين ؟؟
بقلم : د. مهند البراك
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

فيما تتصاعد المطالبات بالمصالحة مع كل القوى العراقية من اجل مواجهة داعش مواجهة فاعلة ، و يذهب قسمٌ بعيداً الى التصالح حتى مع البعث و وريثه جيش الطريقة النقشبندية الذي يمثّل الجناح العسكري لحزب البعث الصدامي بقيادة المطلوب للعدالة عزت الدوري نائب الدكتاتور صدام، كما يطالبون، دون دراسة القضية بتمعن . .

فالبعث الصدامي لم يعترف بجرائمه و لم يخطّئها حتىّ الآن من جهة، و من جهة اخرى تولىّ و يتولىّ كبار رؤوسه و مجرميه قيادات منظمات البعث التي اعيد تنظيمها و حملت اسماء اخرى ذات طابعٍ اسلامي، للاستفادة من الموجة الدينية الطائفية الجارية و توظيفها، و لمحاولة التسيّد و الإدعاء بكونهم هم الذين يمثلّون الطائفة السنيّة . .

من خلال زيادة و تعميق اساليبه الوحشيه في العمليات الارهابية الطائفية الطابع بلا مبالاة بارواح المدنيين العزّل كبقيّة العصابات الإرهابية من الشيعة و السنّة التي لاتعترف بقانون . . او في ممارسة افراده الإغتيالات بالكواتم و تهديدهم من كانوا بعثيين في السابق(*)، وفق قوائم الارشيفات التي هرّبوها معهم بهروبهم من مواقعهم في فترة الحرب و الإحتلال . . تهديدهم بتنفيذ اوامره الجديدة و الاّ فالقتل بابشع الطرق مصيرهم.

وصولاُ الى تحالفه المشين كشريك لداعش الإرهابية و تمهيده السبل لها لإحتلال الموصل و تكريت من خلال كون كبار قادة داعش كانوا من كبار ضباط اجهزة صدام الخاصة و من خلال صلاتهم بضباط كبار في الجيش العراقي الحالي ممن (تابوا) او اعفي عنهم بمال او ابتزاز او ولاء شخصي في زمن رئيس الوزراء السابق المالكي . . وفق اوسع و اكثر المصادر المستقلة و المحايدة.

في وقت يذكّر فيه متخصصون بأن تحريم البعث الصدامي لم يأتِ من فراغ و ان مسوّغاته تحتفظ بصحتها مازال مجرميه يتربعون على مراكزهم و مازاله يتّبع نفس اساليبه الوحشية بل و زادها دموية . . الاّ ان سوء استخدام قانون اجتثاث البعث اساء الى جوهره و قيمته المصاغة لأجل السير بالبلاد على طريق التقدم و الرفاه الإجتماعي و السلم الأهلي، اضافة الى ما افرزه نظام المحاصصة الذي تسبب في زيادة و تعميق الصراعات الدينية و الطائفية . .

من جانب آخر يحذّر كثيرون من ان ظروف اليوم جعلت من الإرهاب لعدد من كبار المجرمين خاصة مرضاً ينبغي معالجته لدى اخصائيين، و صار و كأنه مهنة لأعداد متزايدة ممن فقدوا وظائفهم و مهاراتهم، و ممن يتسكّعون في شوارع حاراتهم بسبب الفقر و البطالة، الأمر الذي يتطلّب الكثير من الترويّ لدى التفكير بمحاولة استيعابهم . .

في وقت يرى فيه خبراء بأنه لا يمكن للإرهابيين الإتفاق مع القوى التقدمية من اجل السير الى الأمام لإصلاح البديل الوطني الدستوري البرلماني الفدرالي القائم، لإنهم يسعون اساساً لمنع تحقيق حكم القانون المؤسساتي التعددي على اساس الإنتماء للهوية الوطنية، و يسعون مرضيّاً او مصلحياً لإدامة الفوضى و اجواء الإرهاب مهما راح بسببه من ضحايا . .

و على ذلك فإن تحقيق اوسع مصالحة وطنية حقيقية لمواجهة داعش الاجرامية يتطلّب فرض شروط تقوم على اساس التقييم الجاد لأعمال تلك الأطراف و تسليمها كبار مجرميها و مطلوبيها للقضاء و على اساس تقديمها ما يثبت قيامها بالتصدي الحقيقي لداعش في المناطق التي احتلتها و الأخرى التي تهدد باحتلالها ـ و تقوم بانواع الأعمال التمهيدية لشن هجماتها عليها ـ . . بالشهادة الحرة لأهالي تلك المناطق !! لأنه العربون الوطني الوحيد للتحقق من جديّة ذلك التوجه الى الصف الوطني و الى خدمة الشعب بكل اطيافه، و من اجل اكتساب المصداقية . .

و يرى خبيرون و مراقبون ضرورة تحريم منظمة الإخوان المسلمين او من يقوم بدورها بأسماء اخرى لخطورة افكارها و اشكال بنائها، التي منها استوحت القاعدة الإرهابية قيامها كما تبيّن مؤخراً من حقيقة الإنتماء السابق لمؤسسها الإرهابي اسامة بن لادن، الذي يعود الى منظمته انتماء زعيم داعش الارهابية اليوم . . و يشددون على ضرورة اعادة النظر الجديّ بالتشكيلات القائمة على اساس ديني، اسلامية كانت او غيرها، شيعيّة او سنيّة . . لنفس المحاذير. و الاّ يصبح من المستحيل القضاء على الفكر الإرهابي الذي ينتعش في الحروب الطائفية و الدينية، او في الحروب التي تجري تحت راياتها . .

23 / 2 / 2015 ، مهند البراك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) ممن كانوا بعثيين قسراً بالقوة، او اكراهاً لمواصلة حياتهم و وظائفهم بعيداَ عن الملاحقة و الشكوك.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 25-02-2015     عدد القراء :  2262       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced