|
|
|
|
مبروك للعراقيات! جاءكم المحرم!
|
|
|
حرية نساء العراق في خطر وما يحصل هناك بمثابة تمدد فظيع لوباء الأصولية
نصر كبير للعراق الجديد الذي حرره "المارينز "و"فئران الصحراء" بدمائهم , ويوم أغر للديمقراطيين و التقدميين العراقيين الذين ناضلوا منذ ثمانية عقود لتجاوز عتبة العصور الوسطى فإذا بهم في أوائل القرن الواحد و العشرين يعودون القهقوي للقرن السادس الميلادي! هنيئا لبنات طارق اللواتي يمشين على النمارق وهن مدججات بأفواج الحماية الرجالية المسلحة و لكن من صنف "محرم" درجة أولى! فبعد موافقة مجلس محافظة واسط ( الكوت ) بالإجماع على تعيين محارم رجالية لحماية العضوات المحترمات من لابسات العبايات والحجابات والنقابات و بقية الموديلات! و هنيئا للميزانية العراقية المثقوبة وهي تصرف لأعلى مشاريع البناء و التنمية و التطور الحضاري و كنس الأوساخ و بناء المراحيض العامة التي تشهد خصاصا ملفتا للنظر في مدن العراق وشوارعه و محطاته الطرقية "التعبانة" , بل على تعيين الأقارب من الدرجة الأولى, كأن يعين زوج العضوة المحترمة "شلتاغة" و هو السيد شلتاغ كحماية لها يقيها من المخاطر و من عيون البشر و من المتطفلين أو العابثين! وكذلك تعيين أخ العضوة المحترمة "حسنة" و هو السيد "كاطع" حماية لها أيضا للغرض السابق نفسه فليس مهمة عمليات البناء و التطوير بل ما هو مهم تقاسم الكعكة العراقية و التنعم بالخيرات الجديدة التي تهاطلت على الذين لم يصدقوا أنفسهم أنهم في يوم ما سيصبحون أرقاما صعبة وسيتجولون بمواكب مسلحة و فخمة من أفخر السيارات الأميركية ذات الدفع الرباعي ! و العجيب أن العلمانيين و التقدميين من أعضاء مجالس المحافظة قد تماشوا أيضا مع الموضة الجديدة وصوتوا لمصلحتها مما يعني ان الانتهازية والنفاق لدى الأحزاب العلمانية هي المتفوقة دائما و أبدا على المبادىء المعلنة! فأتباع "الرفيق المناضل" إياد علاوي قد اصطفوا مع أتباع "الدعوة" (أجلكم الله) بفروعه و اقسامه و تفرعاته , و انضموا كذلك لاتباع المجلس الإيراني الأعلى ! و لأتباع آية الله العظمى الاحتياط الفريق الركن مقتدى أفندي الصدر في تعميم و فرض التوجه الجديد وهو توجه سيفتح ألأبواب في مجالس المحافظات الأخرى من أجل تعميم "السبوبة" الجديدة أي تعيين أقارب الدرجة الأولى لحماية النسوان العضوات في المجالس النيابية أو البلدية و بما أن الجماعة حريصة للغاية على تطبيق الشريعة و أحكامها رغم أن الدستور العراقي الذي كتب مسودته الرفيق الأميركي نوح فيلتمان ( مد ظله ) لا يصنف العراق على كونه دولة ذات نظام ديني متزمت تكون الشريعة فيه المصدر الوحيد للتشريع إلا أن الجماعة يبدو أنهم قد انتشوا كثيرا بحكاية السيادة و الاقتدار و صدقوا أنفسهم بأنهم يمتلكون الأهلية و المقدرة لإدارة دولة عراقية حديثة بمواصفات العصر الحديث! ولا ادري أيضا لماذا لا يعمدون مثلا للخطوات التي اتخذها قبلهم عقيد الجماهيرية الخضراء العظمى بتعيين حارسات و "بودي غارد" من النسوان فقط لا غير!! لأن لا أحد سيضمن النتائج المترتبة على ذلك! و لكن لحماية النسوان العراقيات السياسيات و ليس لحماية "فحول" العملية السياسية المناضلة, من الواضح أن أعضاء البرلمان وأعضاء المجلس البلدي يخافون كثيرا حتى من ظلالهم ? بل أنهم يخافون من الشعب الذي يدعون تمثيله لذلك كانت موجة مواكب الحمايات التي وصلت اليوم إلى تعيين الأقارب في الوظائف ? أي أن من تنتخب من النسوان ستسحب معها بحكم الشرع و الضرورة و الأعراف الاجتماعية بعلها و أبنها وأخاها و حماها و خالها و عمها, و هلم جرا, و هو ما سيكلف خزينة الدولة أموالا و تكاليف لا داعي لها ? ثم لماذا جميع أقارب النائبات أو العضوات عاطلين من العمل ? وهل أن جميعهم يتقنون فنون الحماية و استعمال السلاح و أساليب حماية الشخصيات بطريقة "الرفيق المناضل" كلينت إيستوود و"الملا" هاريسون فورد? , ما حصل من مهزلة أخيرة يؤكد "بأنه مفيش فايدة" من الوضع العراقي الحالي , و إن المشروع الأصولي في العراق سنيا أكان أم شيعيا اخذ يحفر مواقعه بثبات و تمكن و بأسلوب متدرج شبيه إلى حد كبير بأسلوب السيطرة البعثية السابقة و لكن هذه المرة تحت حماية دول العالم الحر و بدعمها و بوجود جيوشها! و هو ما يثير أكثر من علامة استفهام ? لن أدخل في جدل دستوري أو قانوني أو فقهي لأن ما يحصل هو بمثابة تمدد فظيع لوباء الأصولية الذي تمكن جزئيا من تعويق العراق و سيجهز قريبا على العراق الحر الموحد.
يا نساء العراق حريتكن في خطر... و نضالكن التاريخي من أجل التحرر يعيش انتكاسته الكبرى اليوم... فتحركن قبل أن يلوت وقت مندم.. لقد خانتكم الأحزاب الليبرالية و رجالها الانتهازيون.. و التاريخ لن يرحم المتخاذلين , وستندمن كما ندم الشعب الإيراني و كما يقول المثل المعروف:"لو فات الفوت ما ينفع الصوت" ?
فما تراكن فاعلات... الجواب ابحثن عن محارمكن ففيهم الدواء الشافي و (مرك بر أميركا... درود بر جمهوري إسلامي عراق ... فوا خيبتاه.. وواحر قلباه.. ووامصيبتاه ?
كاتب عراقي
|
كتب بتأريخ : الأربعاء 16-12-2009
عدد القراء : 2707
عدد التعليقات : 0 |
|
|
|
|
|
|
|
|
|