نالت الدكتوراه... ولكن؟!
بقلم : حسينة بنيان
العودة الى صفحة المقالات

حين امسكت شهادة البكالوريوس في التاريخ، احست امتلاكها الدنيا، واخذت تحلم بالمستقبل الجميل، والحياة الحلوة، وانها سوف تنفض اتربة الماضي من العوز والفقر الذي غطى تجاعيد وجه والدتها التي ترملت مبكرا، بسبب فقدانها الزوج في الحرب العراقية الايرانية الهوجاء، ليترك لها اطفالا ايتاما، هي كانت البكر، تحملت وشعرت بالمسؤولية منذ فقدانها الوالد، ثابرت وكافحت في سبيل تحقيق حلمها، لتدخل البهجة والفرح على وجوه اخوتها الصغار.
حلمت ايضا بالوظيفة المرموقة التي تستحقها فقد نجحت بتفوق، قدمت اوراقها وانتظرت، لكن طال الانتظار ( كما تقول السيدة ام كلثوم)، طرقت ابواب الدوائر والوزارات عسى ان تحظى بوظيفة، هي لاتعرف احدا له نفوذ أي (واسطة)، اعتمدت فقط على شهادتها، والشهادة اليوم كما هو معروف (ماتوكل خبز اتريد دفعة)!.
فكرت ان تكمل دراستها لتحصل على شهادة اكبر هي الدكتوراه، حينها سيكون مجال تعيينها اكبر، ودرست وحققت ما ارادت، ولكن مر على اخذها الدكتوراه خمس سنوات ولا زالت تقف عند باب الوزارات، في حين هناك الالاف ممن حصلوا على تعيينات في وظائف مرموقة، لا يمتلكون شهادة ولا خبرة واحيانا لا يمتلكون اي شيء.
مرة اخرى نقول الشهادة متوكل خبز، فقد عملت خياطة لتساعد اهلها في مصروف البيت ثم التجأت الى التدريس الخصوصي لبعض الطالبات، تطرق ابوابهن لتعطيهن مختلف الدروس.
هذه الفتاة التقيتها في باب احدى الوزارات وحكت لي قصتها المريرة، لقد اعجبني نضالها، لم توقفها او تثنها قسوة الحياة عن هدفها النبيل، لم تكل او تمل، بل تريد ان تجد لها مكانا يليق بها لتخدم بلدها وناسها، انها تستحق كل الثناء والاعجاب.

  كتب بتأريخ :  الأحد 20-12-2009     عدد القراء :  2482       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced