قلنا مرارا وتكرارا
بقلم : جاسم الحلفي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

قلنا مرارا وتكرارا ان الحركة الاحتجاجية ستستمر وستتواصل أنشطتها المتنوعة، ما دامت الأزمات لا تجد طريقا للحل على أيدي القوى المتنفذة، التي تراهن على كسب الوقت بأمل ان تضعف عزيمة المحتجين وتتراجع همتهم وتهبط حيويتهم وينحسر زخمهم.

قلنا مرارا وتكرار ان تراجع عدد المحتجين في فعالية معينة لا يعني فشل حركة الاحتجاج، انما ذلك من طبيعة الحركة. فهي كأي نشاط أنساني لا تسير في وتيرة واحدة، بل تصعد الوتيرة وتهبط لكنها لن تتوقف ما دامت الأسباب التي دفعت الى التظاهر باقية من دون معالجة.

قلنا مرارا وتكرارا ان حركة الاحتجاج تمتلك وعيا عميقا باسباب الازمة، المتمثلة بأزمة بناء النظام السياسي المصمم والمشيد على أساس الطائفية السياسية، وبما وضع له من قوانين وآليات تؤبد سيطرة المتنفذين على مقدرات البلد، وما اسفر عنه ذلك من نتائج وخيمة، بينها الإرهاب والفساد.

قلنا مرارا وتكرارا أن حركات الاحتجاج لا تنحصر في ساحة التحرير ومراكز المحافظات فقط، ولا ينحصر توقيتها في ساعات محددة أيام الجمع، بل تمتد لتشمل كل التظاهرات والانشطة المطلبية التي تشهدها مدن البلاد يومياً، وبالأخص تظاهرات العمال والفلاحين والموظفين.. وأخيراً، احتجاجات الطلبة في هذه الشريحة الحيوية والواعية.

قلنا مرارا وتكرارا انه ليست هناك معركة بين القوى المدنية والدين، وانما هو تصاعد الوعي والتمييز بين من يستغل الدين ويتاجر به ويجعل منه ستارا لفساده ونهبه للمال العام، وبين المؤمنين الحقيقيين الذين يتوجب احترام مقدساتهم وطقوسهم. وجلّ هؤلاء يقفون بقوة ضد من يستغل الدين للأثراء الشخصي على حساب المال العام.

قلنا مرارا وتكرارا ان ساحة الاحتجاج ليست ملكا لطرف معين او لون محدد، انما هي ساحة مفتوحة لكل عراقي، مدنيا كان ام اسلاميا، يجد ان التغيير ممكن عبر مماسة حق التظاهر والاحتجاج والتعبير. وهذا حق مضمون دستوريا لكل مواطن، بل هو احد واجبات المواطنة، واحد اركان دور المواطن في الوقوف امام الخراب.

قلنا مرارا وتكرار ان ساحة الاحتجاج ليست ساحة معركة، او مكانا للتنابز بين القوى الاسلامية والقوى المدنية، انما هي ساحة صراع حقيقية ومواجهة شديدة بين جبهتين تضم الاولى الحريصين على المال العام، من كل القوى والاتجاهات، مدنية واسلامية، بينما تتمترس في مقابلهم طغمة الفساد واتباعها والمنتفعين منها.

قلنا مرارا وتكرارا ان من واجبات حركة الاحتجاج العمل بكل همة لادامة زخم الاحتجاج وتصعيده، وهذا يتطلب استقطاب اوسع اوساط المواطنين. فالاصلاح والتغيير لا يخص فئة دون سواها بل يخص كل المتضررين من الفساد والارهاب والتهميش والاقصاء وكل المكافحين ضد الاستبداد والتسلط.

قلنا مرارا وتكرارا ان حركة الاحتجاج تمارس النشاط السياسي وتستخدم اساليب العمل السياسي، لكنها لا تسعى الى استلام السلطة او الاشتراك فيها شأن الاحزاب السياسية. وهي من جهة اخرى تقع ضمن مفهوم المجتمع المدني بمعناه الواسع، لكنها ليست منظمة مجتمع مدني محدودة العضوية، او شبكة منظمات مدنية لها هيئتها العامة ومجلس ادارتها الخاص.

قلنا مرارا وتكرارا ان خصائص حركة الاحتجاج وابعادها وسماتها وطبيعتها ومفهومها وبنيتها التنظيمية، تختلف كل الاختلاف عن بنى الاحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني وشبكاتها ومنتدياتها، وهي بهذا المعنى لا تعمل على وفق قاعدة الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني، بل ان لها ديناميكياتها الخاصة .

قلنا مرارا وتكرارا ان المطالبة بالتغيير والدعوة اليه، لا تعني ولوج طريق العنف، فحركتنا الاحتجاجية ابعد ما تكون عن العنف، وهي في العراق الذي استنزفه العنف، لا يمكن ان تسمح به او تروج له، ولن تكون طرفا في إراقة المزيد من الدماء العراقية. لقد وجدت في الكفاح السلمي واللاعنفي السبيل الذي لا تحيد عنه.

قلنا مرارا وتكرارا ان لا حل ناجزا ومقنعا ومنتجا يأتي في اطار الفكر الطائفي التحاصصي، انما الحل الذي تنشده حركة الاحتجاج يكمن في إعادة بناء العملية السياسية وتحويلها من أساسها الطائفي الى أساس المواطنة، المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 02-03-2016     عدد القراء :  2211       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced