نقاش مع رئيس الوزراء (كل شيء من اجل المعركة)
بقلم : جاسم الحلفي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

أكثر الشعارات مداهنة هو شعار ( كل شيء من اجل المعركة)، فهو شعار تعبوي في ظاهره لكنه قمعي في جوهره، وقد رفعته الأنظمة العربية إبان حربها مع إسرائيل. والحقيقة الأكيدة التي تبينت في النهاية هي حرمان الشعوب من حقوقها وسلبها حرياتها العامة والخاصة. فلا نصر تمكنت الأنظمة الفاسدة المذكورة من تحقيقه، ولا مشاركة سياسية تضمن للمواطن دورا حقيقيا فيها قد اعتمدتها، بل انها احتكرت السلطة عبر قمع الشعوب وتجويعها وإذلالها، وتركها فريسة للتخلف والامية والفقر والأمراض.

كما انها سلبت الشعوب حقها في تقرير مستقبلها، بل ولم تسمح لها بالمشاركة الفعلية في المعركة ضد إسرائيل. ذلك انها أرست مفهوما خاطئا لهذه المشاركة بحصرها اياها في الجانب العسكري البحت، وفقا لنموذج الحرب التي خاضتها هي وحصدت فيها الهزيمة. وتجاهلت (او لم تدرك) أهمية الجوانب الأخرى للمعركة، كالبناء الاقتصادي وتأمين العيش الكريم للناس وحفظ حقوقهم، وملاحقة التطور التكنولوجي، ومحو الامية ونشر التعليم، والاهتمام بالصحة والسكن اللائق والبناء والتعمير، وإقامة الأنظمة الديمقراطية، وفسح المجال للمعارضة كي تؤشر مكامن الخلل في الأوضاع وتطرح بدائل لمعالجتها.

فكل مواطن في نظر هذه الأنظمة المستبدة يشكل خطرا على النظام ان لم يذعن لسياساته ويصبح برغيا في ماكنته، واذا لم يسمح له بمسخ إنسانيته وجعله تابعا ذليلا له، يسيره وفق مشيئته. وهكذا حتى اصبح العالم العربي في آخر الركب الحضاري، وتكونت فيه بيئة صالحة للتطرف والإرهاب. وبفضل هذا إلى جانب أمور أخرى، وجدت التنظيمات المتطرفة مرتعا خصبا لنشاطها، ومجالا رحبا لتجنيد الشباب وربطهم بالتنظيمات الإرهابية، ومنها تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش) وليدة تنظيم القاعدة الإرهابي.

لقد حمل خطاب رئيس الوزراء يوم ٢٠ أيار الماضي روح الخطاب القوماني ذاته، والخشية ان يترسخ نهجا رغم ان الأيام اثبتت فشله. فالحرب على الإرهاب والقضاء على داعش والانتصار على التطرف .. هذا كله لا يمكن تحقيقه عبر المجابهة العسكرية وحدها، رغم الأهمية الاستثنائية لذلك في هذه المرحلة. وانما تتطلب المعركة جملة من الإجراءات السياسية والاقتصادية والفكرية والثقافية.

وتجدر الإشارة هنا إلى انغمار العراقيين في مهمات الحرب ضد داعش على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، وإحرازهم نجاحا ملموسا على تويتر.

سيادة الرئيس، اذا كان لا بد من شعار (كل شيء من اجل المعركة)، فلنوسع مفهوم المعركة، ولنشمل به الفساد ايضا!

  كتب بتأريخ :  الخميس 09-06-2016     عدد القراء :  3351       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced