رغم تزايد الأعمال الإرهابية في الفترة الأخيرة و تنوع تفسيرات اسبابها، بين كونها من الثغرات بسبب تحريك القطعات من المحافظات الى بغداد لمنع حدوث فوضى بسبب الإحتجاجات الجارية على سلوك الحكّام ، على حد قول مسؤولين، و الذي تطوّر في احداث الى مطاردة نشطاء الإحتجاجات بتهم التخريب و بقوائم من تهم جاهزة .
و بين رؤية مسؤولين آخرين بكونها عمليات لداعش الإجرامية لتحويل الأنظار عن خساراتها المتلاحقة، و رؤيتهم بأن الحكومة بوضعها القائم قد تقوم اثرها بسحب قطعات من مواجهة داعش لحماية بغداد، بتقدير حتى قادة عسكريين من التحالف العسكري الدولي الذي يقاتل داعش.
تحقق انتصار القوات المسلحة العراقية بأصنافها و بقوات المتطوعين الشعبية باختلاف اطيافهم المذهبية و الدينية و القومية . . تحقق انتصارها على داعش الإجرامية في معقلها الهام " الفلوجة " ، مجسّدة بذلك حقيقة ان الروح الوطنية العراقية لم تمت، رغم انواع الفتن و النشاطات المحمومة المتنوعة لتمزيقها بالإرهاب و الفساد الإداري و انواع المخططات التي تشارك فيها دوائر الدول الإقليمية و القوى الدولية.
تحقق الانتصار الذي يبشّر بانتصارات متلاحقة قادمة، بيد ابناء العراق و اجهزة جيشهم و قواتهم المسلحة التي تتطوّر و تزداد كفاءة و باسناد ابنائه المتطوعين من مختلف اطيافه العراقية، التي صارت تشكّل اداة هامة في وحدة البلاد على اسس اكثر تطوراً من اجل خير ابنائه و عودة نازحيه و مشرديه من ضحايا داعش الإجرامية و ضحايا سياسات طائفية و ميليشيات وقحة منفلتة اساءت لفتوى المرجعية العليا للسيد السيستاني الداعية للجهاد الكفائي . .
و يرى خبراء و سياسيون ان " نصر الفلوجة " على داعش ، على الاسس و الادوات التي تحقق بها و التي تتواصل ـ رغم نواقص هنا و هناك لأسباب كثيرة التنوع ـ و الذي سيفتح الباب لتحقيق مصالحة وطنية شاملة على اساس التساوي و الإنتماء للهوية الوطنية الواحدة . . و بإعتماد الكفاءة و النزاهة و محاربة الفساد، و استناداً الى الحراك الجماهيري السلمي المتواصل و المطالب بـ " الخبز ، الحرية و الدولة المدنية " . .
يمكن ان تؤسس لمرحلة جديدة حقيقية للتغيير و البناء بعيداً عن المحاصصة الطائفية التي ولىّ زمانها كأداة للبناء، و لتحقيق المطالب الجماهيرية و التناغم مع التوازن الإقليمي و الدولي على اساس المنافع المتبادلة . . مرحلة تعيد للعراق دوره و هويته الهامة في المجتمع الدولي في ظروف شيوع الإرهاب و هو يحقق الانتصارات عليه في جبهته الأمامية، و لمواجهة انخفاض اسعار النفط و الضغوط المتنوعة للقروض الدولية.
ان التواصل في مؤسسات الحكم و الدولة بزخم نصر الفلوجة و بروحه هو الذي سيقطع الطريق على قطب تعاون الفاسدين و السرّاق الكبار القائم على (شيّلني و اشيّلك)، لتحقيق مصالحهم الأنانية بسرقات اكبر و للإفلات من قبضة الحساب و المحاسبة، و هو الذي سيقف سدّاً منيعاً في مواجهة و انهاء الإرهاب في البلاد، من اجل الأمان و على طريق حياة افضل . .