خلال يومي 27ـ 28 مايس المنصرم، عقد في براتسلافا عاصمة سلوفاكيا الملتقى الفكري اليساري الثاني تحت عنوان (مئوية ثورة اكتوبرـ لكي يستعيد اليسار دوره) ، تواصلا مع الملتقى الفكري الاول الذي عقد في اواخر مايس 2016 في كوبنهاكن بذات التوجهات، واشرف على تنظيم اللقائين "لجنة مبادرة" من ناشطين يساريين عراقيين وسوريين.
ساهم في الملتقى من سوريا ممثل عن كل من: الحزب الشيوعي السوري الموحد، وتيار طريق التغيير السلمي في سورية، وحزب الارادة الشعبية في سورية، وناشط يساري مستقل. ومن العراق شارك ثلاثة رفاق من الحزب الشيوعي العراقي، ورفيق رابع اعتذر عن الحضور وارسل مداخلة مكتوبة، كما عرضت في الملتقى مداخلة اعدها عضو في اللجنة المركزية لحزب العمل الشيوعي في سوريا. وحضر الملتقى عدد من المهتمين الذين ساهموا بملاحظاتهم الجدية لاثراء الحوار.
بعد كلمة الترحيب، افتُتح الملتقى بكلمة رئيس الحزب الشيوعي السلوفاكي يوزيف هردليتشكا عبر فيها عن تضامن الحزب الشيوعي السلوفاكي مع كفاح الشعوب وخصوصا في العالم العربي والشرق الاوسط، في مواجهتها لتحديات الارهاب والنزعات الطائفية والعرقية، ورفضها للتدخلات الامريكية والاوربية بشكل مباشر في تأجيج وادامة هذه الصراعات، كما تحدث عن دور الحزب التاريخي في ترسيخ قيم السلام والتقدم الاجتماعي والدفاع عن مصالح الكادحين والشغيلة .
كما قدم الدكتور بيتير دينوش عضو الاكاديمية العلمية السلوفاكية محاضرة بعنوان "ثورة اكتوبر ومستقبل اليسار"، تناول فيها ولادة التجربة واسباب الانهيار، اشار فيها الى ان الاشتراكية نشأت في بلدان لا توجد فيها شروط البناء الاشتراكي، هذا السبب ادى الى التضحية بالبلدان التي تتوفر فيها هذه الشروط وهي بلدان اوربا الغربية، علاوة على تغليب مصالح الدولة السوفيتية على مصالح الطبقة العاملة في البلدان الاخرى.
وصدر عن الملتقى بلاغ صحفي في 28/5/2017، تضمن التأكيد بانعقاد الملتقى القادم في شهر ايار/ مايو 2018، بضمانات تمثيل متنوع، وبمساهمات نوعية، على نحو يدعى للمشاركة فيه طيف اوسع من الباحثين والكتاب، من اطراف اليسار العربي في المشرق والمغرب، مع اقتراح بتحويل الملتقى الى سيمنار.
ان التحديات الكبرى التي تواجه الاحزاب الشيوعية وقوى اليسار والديمقراطية عموما، تستدعي عملا نشيطا ومتواصلا، يعتمد البحث الفكري المعمق، والقراءة النقدية الجريئة لتجاربنا الملموسة في ضوء متطلبات الواقع وآفاق المستقبل.