الصحوة الاسلامية من صدام حسين الى علي اكبر ولايتي !
بقلم : احسان جواد كاظم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

رائد الصحوة الاسلامية الحقيقي في العراق متأثراً بالثورة الاسلامية في ايران عام 1979 ومن موقع النديّة لنظامها الجديد, كان صدام حسين على سن ورمح وليس غيره...ركب موجتها ولم تكونا يداه قد جفتا بعد من دماء الشيوعيين.

فقد بدأت تحولاته بعد اجتياحه للاراضي الايرانية واعلانه الحرب ضدها عام 1980 وتضمينه لكل بيانات القتال الحربية وخطاباته الرسمية بالآيات القرآنية والاحاديث النبوية لتبرير حربه المقدسة, ثم تعمقّت صحوته بعد الهزائم المتتالية على الجبهة, فنشر شجرة عائلته الهاشمية ثم قام بزياراته المكوكية لأضرحة ( اجداده ) من أئمة آل البيت والتي توّجها بكتابة القرآن بدمه, لا ندري هل لأضفاء القدسية على القرآن ام على نفسه ؟!

وكان من ابرز التجليات الصحووية للرئيس الضرورة عند احتلاله للكويت كانت - " كتب كلمتي الله واكبر على العلم العراقي والدموع تنهمر من عينيه " على حد قول مذيع التليفزيون العراقي آنذاك, في لحظة صرع إلهامي انتابته بعد صحوته الاسلامية على العناد من الخميني, ثم تبعها بحملته الايمانية التي استعرت , في فترة صفاءه مع بلد الثورة, والمتجسدة بقرارات تضيّق على الحريات العامة في مدن البلاد وتقريب رجال الدين وهستيريا بناء الجوامع وفتحها للشعب الذي كان يئن من عسف نظامه وظلم الحصار الدولي, باحثاً عن ملاذ.

وبينما استبق المقبور صدام حسين  صحوته بقتل الشيوعيين فالسيد علي اكبر ولايتي مستشار قائد الثورة يريد مواصلة صحوته بمحق الشيوعيين والليبراليين ومنعهم من تسلم السلطة في العراق وبالضد من كل ما يتعلق بالعملية الديمقراطية التي يعيش اتباعه في كنفهها اسعد ايامهم.

لم يرشدنا مستشار المرشد, كيف يعيد الصحوة الاسلامية في العراق وهي قائمة فيه, والعراقي يعيشها كل يوم في حله وترحاله ويحس بأنفاس عرّابيها على رقبته من خلف الياقة, ويلعن, كل لحظة, سلسفيل الذي جاء بها الى بلاده.

ماذا يريد السيد ولايتي اكثر من هكذا صحوة في مدن العراق ؟ فالسواد سائد وصور قادته مرفوعة في ساحات الوطن, والابداع الفني معطل, وتطلعات الشباب مقموعة, وحقوق المرأة مهضومة, وسرقات زهاده تجري على قدم وساق وعينك عينك, امام أعين اطفال العشوائيات الجوعى, وبوقاحة قرصان... واحكام " نكاح القاصرات " سارية, بدون قانون ولا محكمة, على صغيراته, كما " افتخاذ الرضيعة " من وحي مؤلف سيده " تحرير الوسيلة ".

عبيده يسمعون ما يهرف به من تهديدات ضد ابناء شعبهم ويجلسون صامتين في خنوع الذليل... ولا تهتز لهم قصبة عندما يسمعون بمسؤول ايراني آخر يفتخر بأنهم هم الايرانيون من اعدموا المقبور بأدواتهم المحلية ثم يردد بغباء مطبق عن قرب قيام امبراطوريتهم التي ستبتلع العراق وهم صامتون صمت قبور وادي السلام, او مشاركتهم في الترديد كما الببغاء عن ملاحم قاسم سليماني الحربية في انهاء داعش بينما الآلاف من ابنائنا شهداء الجيش والحشد والمتطوعين الآخرين قد سقطوا زلقاً على طرقات الفلوجة والانبار والموصل.

ألم يصله النبأ بأن اربعة عشر عاماً من صحوة احزاب اتباعه الاسلامية قد تكللت بتراكضها الى تبديل اسمائهم الصحووية المباركة بأخرى مدنية ملعونة تسمى بها الشيوعيون والليبراليون ؟!

صحوته الجديدة, سياسية, جاءت لأجل الفساد واصحابه والتخلف وصنّاعه, وليس لتقويم قيم الدين التي شوهها عبيده... لتقويض الشيء الوحيد الذي يدعو للتفاؤل في العملية السياسية في بلادنا وهو مشاركة الشيوعيين والديمقراطيين فيها.. انها صحوة ترهيب ! فهل ينحاز ذوو العقل السليم في الاحزاب الاسلامية  لوطنيتهم ام لتبعيّتهم ؟!

العراقيون كما الشعب الايراني, ايها السيد ولايتي, باتوا يلعنون صحوتكم الشائهة ويطمحون الى نهضة قوامها الانسان وفكره الحر وقيمه السامية !

" أفَه يا گـاعنة الوكحة !

أفَه يا گـاع !

ينبت بيــچ للواوي عنب

يا طيبة !

... ويعرّس عليـچ الذيب " ؟!!!.............( من قصيدة حچام البُريس لمظفر النواب )

  كتب بتأريخ :  السبت 24-02-2018     عدد القراء :  1830       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced