طالب البابا فرنسيس، السبت 9 حزيران 2018، شركات النفط والغاز الكبيرة احترام اتفاقية باريس للمناخ والتي جرى التوقيع عليها في عام 2015 من أجل حماية الفقراء من تداعيات الاحتباس الحراري، وذلك خلال لقائه مع عدد من المسؤولين من شركات النفط والغاز الكبرى مثل اكسون موبيل، وبريتش بتروليوم، ورويال داتش شل،واكينور النرويجية الحكومية.
وفي الاجتماع في الفاتيكان قال البابا "من المقلق بعد سنتين ونصف سنة من التوقيع على الاتفاقية، لا تزال نسبة انبعاثات ثاني اكسيد الكربون والغازات المسببة للدفيئة "عالية جدا". كما شدد على أن "الحضارة تتطلب طاقة لكن استخدام الطاقة يجب أن لا يدمر الحضارة."
واضاف أمام مؤتمر بعنوان "الطاقة والاهتمام البيئي المشترك"، إن ما يقلق أكثر هو مواصلة البحث عن احتياطي وقود احفوري جديد في وقت تدعو اتفاقية باريس بشكل واضح لإبقاء معظم الوقود الاحفوري تحت الارض".
وتم تبني اتفاقية باريس في كانون الاول 2015 من جانب 196 دولة وافقت على حصر ارتفاع حرارة الارض دون درجتين مئويتين مقارنة مع ما كانت عليه قبل الثورة الصناعية.
وطالما اعتبر البابا فرنسيس التغير المناخي أحد أهم مواضيع بابويته، ففي عام 2015 كانت رسالته العامة المكرسة للبيئة والاحتباس الحراري ووصف ذلك "بأحد التحديات الرئيسية التي تواجه الانسانية في يومنا الحالي". ودعا البابا المسؤولين إلى وقف عمليات التنقيب إذ سيكون للتغير المناخي تداعيات غير متكافئة على الفقراء.
وقال "إن تداعيات التغير المناخي غير موزعة بشكل متساوي. الفقراء هم من يدفع الثمن الاكبر من الخراب الذي يسببه الاحتباس الحراري، مع اضطرابات متزايدة في قطاع الزراعة وانعدام الامن المائي والتعرض لظواهر جوية قاسية". واضاف "كثيرون من القادرين على الاقل على تحمل ذلك اجبروا على مغادرة منازلهم والهجرة إلى اماكن اخرى قد تكون أو لا تكون مرحبة بهم."
غير انه مع اعلان الرئيس دونالد ترامب انسحاب اميركا من اتفاقية باريس، اعلنت اكسون موبيل وشركات الطاقة الأخرى عن خطط لزيادة انتاجها النفطي في الولايات المتحدة وبدء عشرات المشاريع في أنحاء العالم.
وكان البابا قد قال قبل فترة في رسالة "أن تدهور البيئة العالمي هو "نتيجة مأساوية لممارسات الكائن البشري غير الخاضعة للرقابة."
وأضاف "ان الاستغلال المفرط للطبيعة، يعرض الانسان الارض للتدمير ويعرض نفسه لان يكون بدوره ضحية هذا التدهور."
واكد البابا فرنسيس ان "تدمير البيئة البشرية هو امر بغاية الخطورة. وان الحياة الانسانية بذاتها هي عطية يجب حمايتها من اشكال التردي المتعددة."
وقال البابا في رسالته إن أي جريمة ضد الطبيعة هي جريمة ضد أنفسنا،وان إلحاق الضرر بسلامة الارض والمساهمة في التغير المناخي وفي تجريد الارض من غاباتها الطبيعية هي جرائم وخطايا.
وقدم البابا فرنسيسبعض الارشادات قبل فترة للناس للمساهمة بحماية البيئة كان منها:
التقليل من استخدام وسائل التدفئة.
تجنّب استعمال المواد البلاستيكية والورقية.
تقليص استهلاك المياه والعناية بها.
إعادة تدوير وفرز النفايات.
تقنية استهلاك المواد الغذائية.
الاهتمام وحماية كافة المخلوقات الحية.
تخفيض استخدام الوقود في وسائل النقل واستعمال العامة منها.
الحفاظ على الغابات، والاكثار من زراعة الأشجار.
التقليل من تبذير الطاقة.
وكان الرئيس الأمريكي قد سحب الولايات المتحدة الامريكية من اتفاق باريس للمناخ في بداية هذا العام مما سبب ردود فعل كبيرة من معظم دول العالم الموقعة على الاتفاق.
وغادر الرئيس ترامب اجتماعات مجموعة الدول الصناعية السبعة التي انعقدت في كندا هذا السبت 9 حزيران قبل ساعات من انعقاد جلساتها حول تغيير المناخ والبيئة.
- نحن هنا نحث جميع رجال الدين وممثلي الأديان المختلفة ورؤساء دول العالم ان يحذوا حذو البابا فرنسيس في الدفاع عن الطبيعة والمناخ والحفاظ على كوكبنا الجميل للأجيال القادمة.
"نحن نعيش في عالم خطير، فالإنسان حكم الطبيعة قبل أن يتعلم كيف يحكم نفسه." (ألبرت شفايتزر).
10 حزيران 2018
*كُتب المقال بالاستعانة بمصادر مختلفة.