من (معطيات) زمكنة الأزمة : تعزيزات عسكرية أمريكية إلى منطقة الخليج حاملة طائرات حديثة من طراز U.S.S لنكولن وقاذفات B52العملاقة وأضافة 1800 من المارينز المدربين جيداً في مستنقعات فيتنام ، ومن مديات ما ظهرت على ساحة الجيوبولتيك السياسية :أستعمال ترامب ثلاثة خيارات لمواجهة أيران { الأول العسكري والتصعيد السياسي والحصار الأقتصادي } ، في الأتفاق النووي نصّ على أستخدام ( المعرفة النووية السلمية ) وهي قضية واضحة وشفافة وتعتبر حق من حقوق الأمم الصاعدة التي تبحث عن الأصلاح والبناء كما هو اليوم عند الأمارات والسعودية والتي وصلت لمراحل متقدمة بدون أعتراض من أي أحد ، وتعتبر ورقة رابحة لدى أيران ، وهناك أنقسام واضح بين حلفاء أمريكا بشأن كيفية التعامل مع هذه الأزمة ، ظهور دخان الأزمة قبل أشتعالها من حلفاء أمريكا المدللين أسرائيل والسعودية والأمارات المعادين لأيران أصلاً وعندما أشتدّ وطيس الأزمة أخذت جانب الصمت وعدم المبالات !!! ، تراجع بوادر التوتر ، وتضارب التصريحات الرسمية حول الرغبة بالحوار ، واشنطن لا تطلب تغيير النظام في أيران بل ( وقف التجارب النووية ) ، وهنا يجب أن لا ننسى الحضور العسكري والسياسي القوي الروسي لآدارة الرئيس الروسي بوتين ، اضافة إلى الصعود الكاسح للأقتصاد الصيني وتجارتها الواسعة والتي سوف تحتاج إلى المضايق وبحار آمنة حينها ربما تدخل إلى الخطوط الحمر ليس بالضرورة أن تقاتل بل تظهر تأثيراتها في العلاقات التجارية والدبلوماسية مع دول المنطقة وقد تصطف لجانب دول الحرب ، ومن المعطيات المتوقعة أرتفاع أسعار النفط بنسبة 2% ما يساوي : 2-62دولار.
من خلال هذه المعطيات السياسية والأعلامية تبرز( ثلاث) سيناريوهات متوقعة في ظل التهديدات المتصاعدة بين الطرفين :
الأول-/أن طهران تمتلك ماكنة وترسانة عسكرية متميّزة كماً ونوعاً ، وبرنامج للصواريخ البلاستية وهي واحدة من أكبر ترسانات الصواريخ البلاستية في الشرق الأوسط بعيدة المديات ربما تصل ل2000 كم أي أبعد من أسرائيل 1200 كم ، وإلى كافة قواعد أمريكا في المنطقة ، وتمتلك أيران 24 جامعة لتدريس وتدريب في العلوم العسكرية وتقنياتها الحديثة ، مع جغرافية واسعة وسكان يقارب 90 مليون نسمة ، وتأييد شعبي مؤدلج دينياً تتصل بمشيمة ولاية الفقيه لديها خيارات مفتوحة في : خروقات بعض بنود الأتفاق النووي : في زيادة حجم تخصيب اليورانيوم ورفع نسبة التخصيب .
الثاني: الأنسحاب من الأتفاق والعودة إلى العمل النووي الواسع في ظل نصب عشرات الآلاف من أجهزة الطرد المركزي مع أستئناف العمل في مفاعل ( آراك ) النووي .
الثالث : الأنسحاب من ميثاق ( الأنتشار النووي ) الذي تكمن خطورته السماح بتطوير قنبلة نووية ، ومن أبرز هذه المعطيات { أستراتيجية طهران : لا حرب --- ولا تفاوض مع المقاومة والصبر والصمود بوجه الأمبريالية الأمريكية المتغطرسة عدوة الشعوب } وتكتيكاتها مبنية على أبقاء فوبيا أيران كقوة ضاربة مع تفادي الوقوع في شراك الحرب وهي العوامل الرئيسة في صمود أيران على مدى 40 عاماً حسب أعتقادي .
- أذرع أيران في المنطقة وهو الواقع الذي يفرض نفسه في الخارطة الأقليمية .
ومسارات هذا الموضوع الشائك يقودنا إلى ( أسباب ) ظهور الأزمة بين الطرفين :
-فوبيا وقوع هجوم أيراني في الشرق الأوسط .
- ربما التأريخ يعيد نفسه في أستعمال الأدارة الأمريكية نفس النموذ ج الأستخباراتي الخاطيء الذي أستعمله الأبن بوش في حربه على العراق .
- أمتناع أيران أمتثالها لبعض الألتزامات الواردة بالأتفاق النووي لعام 2015 بين أيران والقوى العالمية الست ( أمريكا ، روسيا ، الصين ، فرنسا ، ألمانيا بريطانيا ) لكبح الطموحات النووية الأيرانية مقابل تخفيف العقوبات الأقتصادية .
- تصنيف الحرس الثوري الأيراني تنظيماً أرهابياً مما أثارحفيظة أصحاب القرار السياسي الديني الراديكالي والذي زاد في الطين بلة فرض عقوبات ثقيلة في وقف صادرات النفط الأيراني
- ثم تهديدات ترامب لا يبدو عليها الجدية فهو هدد مرارا وتكراراً وبقوة مهوسة كوريا الشمالية وسوريا وأفغانستان وداعش في العراق ولكنها تبخرت حيث لا تزال داعش تلعب ورقة حرب العصابات ، والتطور النووي في كوريا الشمالية تراوح مكانها .
- أضافة إلى القلق السياسي الذي تعيشه المنطقة في تصعيد عسكري وسياسي وخطابي متشنج من الحرس الثوري الأيراني وحركات جهادية للحوثيين بتصعيد أستهداف مناطق حدودية سعودية بطائرات مسيّرة كل هذا شارك في تصعيد الأزمة والتواجد العسكري لكلا الطرفين .
- أن السلم العالمي مهدد طالما واشنطن تنفرد بالقرارات السياسية ، وأن واشنطن حرقت القرار2231 بخروجها وتبعتها أغلب حلفائها
أخيراً/الذي نراه على الأفق القريب والبعيد أن كلا الطرفين في حالة أستعراض القوة وأبراز العضلات ويرفع من الخطاب السياسي بخطوات محسوبة مع عدم المساس بالخط الأحمر الذي هو الحرب الذي ينتظر خطأ أحد الطرفين ليشتعل عود الثقاب في برمي بارود المنطقة ، ولأن أيران تدرك جيداً قوة الأمبراطورية العسكرية الأمريكية وقدراتها الهائلة الأنتصار عليها عصياً وبشبه المستحيل ، وتدرك أمريكا قوة الترسانة العسكرتارية الأيرانية وصواريخها البلاستية وآلاف رجال الضفادع وخمس غواصات ومساحة واسعة وشعب بتعداد 90 مليون نسمة أضافة إلى كل هذا ( أذرع أيران ) في الخارج القريب بالتحديد الأقليمي وكذلك الخوف من أرتفاع أسعار النفط ، فأبرز تداعياتها المرّة هي حرب أقليمية واسعة وكبيرة ، والذي يمكن قوله { الذي يفكر بالحرب من الطرفين فهو معتوه وأحمق ، ورهانات الأعلام الغربي والعربي الذي يراهن على (الوساطة) فهو خاسر --- (فالحرب كذبة والمفاوضات كذبة كبيرة) ، ولأن التأريخ الأمريكي أعاد صفحاته ليذكرنا بأمريكا الأمس وهي تلقي بكل ثقلها في حرب خليج الخنازير ضد كوبا في أوائل الستينات من القرن الماضي التي سميّتْ ب( أزمة الصواريخ النووية ) وقد حبس العالم أنفاسهُ آنذاك مترقبا بحذرٍ شديد أندلاع حرب عالمية ثالثة تكون هذه المرّة ( نووية ) وبالتالي لم تحدث أية حرب ورجع كلٌ من كنيدي وخروشوف لتناول وجبة كافيار كما تخيّل الأعلام الحربي من أجل الطرافة .