ahmedlada@gmx.net
فيما يتصاعد التوتر و تتصاعد التهديدات الاميركية ـ الإيرانية باعلان الحرب و قطع مضيق هرمز و تهديد تجهيزات الطاقة في العالم و (مطالبات) الدول الصناعية بضمان أمن و سلامة المضيق بتكثيف تواجدها العسكري فيه، التي وصلت الى اسقاط ايران طائرة استطلاع اميركية دون طيار ، و ادخلت التهديدات في مرحلة اعلى من الخطورة.
و يرى مراقبون و محللون بأن الصدام المسلح قد يكون مخططاً له فعلاً و يتهيأ مناخه من الاطراف المعنية . . دولية و إقليمية، و في مقدمتها من جهات حاكمة اميركية و اسرائيلية و حلفائهما من جهة، و جهات حاكمة ايرانية و حلفائها من جهة اخرى.
في احداث و تطورات يظهر فيها دور واضح لإدارة نيتانياهو في الإعداد لها و لإمرار مشروع (صفقة القرن) على حساب الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني و شعوب المنطقة، اضافة لحسابات ضيّقة خاصة بما يتعلق بتشكيل حكومة إسرائيل الجديدة بزعامته، و لتحالف نيتانياهو فوق العادة مع الرئيس الاميركي ترامب، في وقت يتهيّئان فيه لدورة جديدة من الانتخابات، التي قد تتطلب اشعال حرب هائلة تحقق اعلى الارباح للمجمعات العسكرية المتنفذة، و ادخال بلديهما في دوامتها لإعلان حالة طوارئ و الاستمرار في دست الحكم.
اضافة الى جهات حاكمة ايرانية متطرفة تتمنى ان تشتعل الحرب باستدراج الاميركان لها لتحويل المنطقة الى لهيب اعلى مما يجري لتحقيق اهداف (تصدير الثورة) من جهة، و اثر تدهور الاقتصاد و التدهور المريع لقيمة التومان ، بعد ان صار سعر الدولار الأميركي يساوي 17000 تومان . . لإدخال المنطقة في مرحلة لاغالب ولامغلوب فيها الاّ المزيد المريع من دماء ابناء دول المنطقة بإسم الرايات الدينية و الطائفية المنتظرة.
في وقت يزداد فيه حزب اردوغان الحاكم خسارة و ابتعاداً عن حقوق و حياة شعوب تركيا، و يوجّه كل طاقاته لتصريف ازماته الى خارج تركيا، حيث تزداد الهجمات العسكرية للقوات التركية عنفاً في سوريا و بالأخص في روجافا و في كردستان العراق مخلّفة قتلى و جرحى من المدنيين المسالمين، و يزداد الدور العسكري التركي في ليبيا و قبرص و سواحلها الغنية بالغاز، و تزداد تهديداتها لمصر و دورها الامني في البانيا، الذي قد يزداد عنفاً في البحر المتوسط، مستغلة الاوضاع الشديدة التوتر و التحشيدات المهددة في الخليج للحصول على مغانم و على اسواق جديدة . . باسم (الاخوان المسلمين) و (اعادة مجد الخلافة العثمانية).
فيما كل ذلك يجري و (الدولة) العراقية تكتفي بإعلان موقفها الرافض لزج البلاد في حرب متوقعة في محادثات متنوعة . . فعلى الرغم من تحقيق حكومة السيد عبد المهدي انفراجاً في علاقات العراق الخارجية و البدء بالتفاهم مع حكومة اقليم كردستان، الاّ ان انجازاتها و وفق تقريرها هي جاءت دون مستوى الطموح المنتظر بكثير، خاصة ما يتعلق بمحاربة الفساد، وتوفير الخدمات العامة، ومعالجة البطالة ونسب الفقر، وتحسين التعليم والنظام الصحي، واعادة الاعمار في المناطق المحررة من داعش وعودة النازحين، الى جانب عدم تجاوز الاستعصاء تماما في استكمال تشكيل الحكومة، و عدم مغادرة نهج المحاصصة وان اختلفت بعض آلياته. اضافة الى استمرار هشاشة الوضع الأمني في العديد من المناطق، والانتشار المقلق للسلاح وعدم السيطرة عليه، مع الاشارة الى بعض التحسن في الكهرباء، وفق برلمانيين و مراقبين مستقلين حريصين على البلاد.
و يرى كثيرون بأن السعي الفعلي لايقاف الحرب او لإبعاد البلاد عنها، لايتم بالشعارات و التصريحات و اعلان المواقف فقط، بقدر مايتطلب اجراءات فعلية لبناء و تقوية الدولة و خاصة بالبدء الفوري بمحاربة الفساد و تقديم حيتانه للعدالة و ايقافهم على الأقل عند حدّ عدم تشكيلهم المخاطر الهائلة سواء بسرقة قوت الشعب او باضعاف قدراته الدفاعية، و بالتالي بزجّ البلاد في اتون حرب يجري الاعداد لها و قد تندلع فعلاً، كما سيأتي . (يتبع)
30 / 6 / 2019 ، مهند البراك