شباب التحرير يصيغون وطناً
بقلم : منعم جابر
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

لقد قدم شباب التحرير خلال أيام انتفاضتهم التشرينية الشجاعة دروسا وتجارب نوعية اكدوا فيها إعادة صياغة وطنهم والبدء ببنائه من جديد ضاربين به مثلا جديدا حمل عراقيتهم وتاريخهم وانجازاتهم.

فقد وجدناهم متحمسين ومندفعين وحريصين وعاملين كل شيء للوطن ومن اجله، فقد هتفوا باسم العراق فقط ولا شيء اعز من الوطن. ورفعوا علم العراق وتفاخروا به وهنا اكدوا على عراقيتهم ووطنيتهم بعيدا عن الولاءات الفرعية التي رفضها الشعب وظهرت في ساحة التحرير فكان للعمال ونقاباتهم مواقف كبيرة وللمعلمين والموظفين والأطباء والصيادلة وكل الكادر الصحي، فقد زينوا ساحة التحرير بلوازمهم الطبية وسماعاتهم وصدرياتهم البيضاء مثل قلوبهم وانسانيتهم.

هؤلاء وآخرون حولوا ساحة التحرير الى ورشة عمل وخلية نحل تعلمنا فيها أشياء غابت عنا لأزمنة طويلة افتقدناها بسبب سياسات خاطئة ومناهج منحرقة.

لقد تعلمنا في ساحة التحرير ومن ثوارها واجيالها الصاعدة العمل الدؤوب والتحدي (والتسابق نحو الاستشهاد) من اجل صناعة الحياة. تعلمنا منهم العمل الدؤوب من اجل النظافة والتعاون ورفع النفايات وإزالة مخلفاتها لإظهار الميدان ناصعا ونظيفا. وكان لواقع المطعم التركي (جبل احد كما اطلق عليه الشباب) موقف رائع وجهد متميز واصلاح كامل لتوفير الماء والكهرباء.

ففي هذه المعركة اكد الشبيبة بانه لا مستحيل امامهم، وبهذا وفروا جهدا وعملا استثنائياً. اما اعلامياً فقد حقق شباب التحرير إنجازات متميزة تحسب لهم ومنها اصدارهم جريدة تعكس نشاطهم وعملهم اطلقوا عليها اسم "التك تك" تخليدا لرجال التكتك الابطال، وكذلك انشأوا إذاعة التحرير للبث المباشر. وما زلنا في الجانب الفني حيث زرع الشباب من الجنسين إنجازات فنية طرزت كل جدران نفق التحرير الذي يربط شارع الجمهورية بشارع السعدون حيث ساهم احبتنا من الفنانين والرسامين من الهواة والمحترفين في رسم لوحات رائعة على طول الجدران تعكس فنا راقيا.

اما فتيان الـ"تك تك" فقد عكسوا بطولة واقداما ورجولة لا يضاهيها احد. أتذكر ان مجموعة طبية كانت قد حضرت الى التحرير وشاهدوا احد ابطال الـ "تك تك" وبدأوا يهتفون له: "علم والله علم.. أبو الـ"تك تك علم" وبكى هذا الشاب عند سماعه للهتاف لانه عرف دوره وقيمته في المجتمع. وكانت الـ"تك تك" اسعاف التحرير وعلامتها الفارقة.

هكذا وجدنا العراقيين صادقين مع انفسهم فلم تحصل أية حالة تحرش ببناتنا لان شبيبتنا ادركوا ان مشاركة الفتاة العراقية انتصار للثورة.

نقف امامهم باجلال وتقدير لشجاعتهم واستبسالهم ونشد على الايادي الخيرة من أبناء شعبنا والى مزيد من الانتصارات..

  كتب بتأريخ :  السبت 09-11-2019     عدد القراء :  1848       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced