بالأمس أفرح منتخبنا الوطني بكرة القدم وأسعد الجماهير المحتشدة في ساحات الشرف والعز والتي واصلت هتافاتها وتشجيعها للعراق وفريقه في صراعه في تصفيات كأس العالم وآسيا 2022 والتي قدم فيها مستوى مميزا أعجب المتابعين وخبراء اللعبة.
وعلى الرغم من نقل مباريات المنتخب الى الملاعب الأردنية وحرمان الفريق من ميزة اللعب على ارضه وامام جمهوره، الا ان لاعبينا قدموا صورة رائعة ومستوى متميزا اثار اعجاب المراقبين.
لقد كان انتصار مبدعي العراق في الميدان الكروي انتصارا للانتفاضة الجماهيرية التي يعيشها العراقيون منذ أربعة أسابيع وقدم فيها مئات الشهداء وآلاف الجرحى من اجل تغيير الواقع العراقي المر الذي يعيشه الوطن ويعاني منه الشعب، ورغم المناشدات والمطالبات الا ان مسؤولي الحكومة وقادة الدولة لم يفكروا بآلام الوطن ومواطنيه ولم يستمعوا لمطالبه واحتياجاته.
ان الانتصار الرياضي يزرع الامل في قلوب الجماهير ويفتح كوة من السعادة لغد مشرق ومزدهر. لقد تحولت ساحة التحرير وكل سوح الوطن التي تشرفت بتواجد المتظاهرين السلميين واحتضنت شبيبة العراق وابنائه، وسادها شعار واحد هو "بالروح بالدم نفديك يا عراق"، وبهذا اسكتوا تلك الأصوات التي حاولت تشويه صورة التظاهرات، ولكي يبرروا تصرفاتهم العدوانية وسلوكهم المشين تجاه ابطال التظاهرات الذي التزموا خطا واضحا وموقفا صريحاً وسلوكا حضارياً.
لقد قدم لاعبونا مستوى فنيا جميلا وعطاء متوازنا ومارسوا ضغطاً كبيرا على لاعبي الفريق الإيراني وأدوا أداءً تكتيكياً عالياً أفقد الفريق الإيراني الكثير من ميزاته في الميدان.
لقد كسبنا جولتنا مع منافس آسيوي كبير ويمتلك في الساحة الآسيوية بطولات وأمجاد وعلينا ان نستثمر هذا الانتصار الكبير للمرحلة المقبلة في مباراتنا امام منتخب البحرين، الذي كان لهم شرف الفوز على الفريق الإيراني ايضاً، الا انهم كبوا امام هونغ كونغ وخسروا نقطتين ثمينتين.
المطلوب اليوم هو شد العزيمة وتجاوز الماضي والتحضير للقاء القادم امام البحرين، وعلينا ان لا نضيع الفرصة وان نرتقي بمستوانا ونشد من عزمنا لإكمال المشوار في مجموعتنا الآسيوية وان نتصدرها بكفاءة واقتدار ونعيد للكرة العراقية سمعتها وسطوتها.
تحية للمبدعين جميعا لاعبين وطاقما فنيا واداريا وطبيا. والى انتصارات قادمة لشد العزم مع الشباب الثائر.