لا يصح وضع الكل في سلة واحدة
بقلم : محمد عبد الرحمن
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

بوعي او من دون وعي يعلن البعض رفضه للأحزاب والحياة الحزبية، ويردد ذلك للاسف البعض من المنتفضين.

بادئ ذي بدء تتوجب الاشارة الى ان الديمقراطية بكل اهميتها وضرورتها، لا يمكن تصور تطبيقها من دون وجود أحزاب بالمعنى السليم العلمي المتعارف عليه، احزاب واضحة الأهداف والبرامج، تتبع الآليات الديمقراطية في حياتها الداخلية وفي انتخاب قياداتها، وتعبر عن مصالح طبقات وفئات معينة. وهذا غير متوفر في بلدنا الا قليلا وبنطاق محدود.

من جانب آخر تتوجب الإشارة الى ان البعض يرفض الأحزاب انطلاقا من موقف أيدولوجي مسبق، وهو لا يقصد بذلك الا الأحزاب الوطنية والثورية العاملة على تنوير الناس بحقوقهم وسبل انتزاعها، وعلى تبيان مصالحهم وتشخيص من يتقاطع مع تلك المصالح ويقف بالضد منها، وعلى تعرية الاستغلال والطغيان وجذورهما وتوضيح سبل مكافحتهما والعبور مع الإنسان، كقيمة مجتمعية عليا، الى عالم آخر يؤمّن للإنسان الحرية الحقة.

وفِي هذا أيضا محاولة مقصودة ومفضوحة للتعمية على حقيقة الصراع الدائر في المجتمع. وهو صراع مصالح، وفِي نهاية المطاف تعبير عن صراع طبقي-اجتماعي. وهناك من يسعى الى التضليل وإضفاء صفات مختلفة على هذا الصراع لا تعبر عن حقيقة ما يدور ويجري.

وهذا ليس جديدا في تجارب العالم اوفي تجربة بلادنا. فالطبقات والفئات المستغلة (بكسر الغين) هي موضوعيا رافضة للأحزاب الوطنية والثورية، من دون ان تتوقف لحظة واحدة عن الدعاية لمواقفها سواء في السياسة او الاقتصاد وغيرهما، وعبر مختلف الاشكال وبضمنها المنظمة، بل وتلجأ أحيانا وحسب حاجتها الى توظيف الدين لمصالحها الخاصة، وتسخير وسائل الاعلام ومنابره المختلفة للتغطية على حقيقة ما تقوم به من نهب واستغلال، وحتى لا تتورع عن استخدام العنف والقمع الوحشي حين يتعلق الامر بحماية مصالحها ونفوذها وسلطتها.

ان في شعار"كلا للأحزاب" خلطا للأوراق والقاءً لمسؤولية ما جرى ويجري على عاتق الجميع، وهذا فيه خطأ كبير وتضليل قد يصل من طرف البعض الى درجة التعمد، ولأسباب مختلفة منها مسعى البروز الشخصي تلبية لحاجات وتطلعات"الأنا" المتضخمة عند البعض المحدود.

ولا يمكن بالطبع الا الاتفاق مع الشعارات التي ترفض أحزاب المحاصصة والفساد، التي تحكمت بالقرار العراقي خلال الـ ١٦ عاما الماضية، والتي تتحمل المسؤولية الأولى والكبرى عما حصل ويحصل في بلدنا، وحق عليها ان تغادر المسرح السياسي. اما من يخرجها من هذا المسرح فهو الجماهير الرافضة والمنتفضة الآن، التي يفترض ان لا تعيد انتخابها من جديد تحت اَي عنوان او ظرف.

ان البعض يروّج عن عمد وسوء قصد لشعار "كلا للأحزاب"، وهو لا يريد من ذلك الا حرمان الانتفاضة من الداعمين الحقيقيين لها، الثابتين في مواقفهم والذين لا مصلحة لهم الا في انتصار الانتفاضة وبلوغها أهدافها، اسوة بالأغلبية الساحقة من أبناء شعبنا.

  كتب بتأريخ :  الأحد 08-12-2019     عدد القراء :  1779       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced