نقلت لنا وسائل التواصل الاجتماعي صورة النائب عن التيار الصدري في البرلمان العراقي حاكم الزاملي, وكأنه في ساحة حرب, وهو يوجه كلاشينكوفه مباشرة للكاميرا, مما حدا بأحد المواطنين بالتعليق عليها غامزاً :" منو صوّرها ؟ العدو ؟!!
يبدو ان هذا النائب الذي انكر ارتقاء شهداء بعد هجوم مبيّت لأصحاب القبعات الزرق التابعة لسرايا السلام ميليشيا قائد التيار الصدري مقتدى الصدر الذي ينتمي اليه النائب المذكور, على ساحة اعتصام منتفضي النجف في ساحة الصدرين, قبل ايام, ووصفها بأنها مجرد تمثيل هوليودي, يرى الامور بعيون ذاته.
فقد دأب الصدريون على فبركة افلام مضحكة لتبرير فعلتهم الغادرة, تذكرنا بكوميديا بوليود الهندية وليس حتى هوليود الامريكية ولكنها غارقة في البلادة وعدم الاقناع, لأنهم كرروها لأكثر من مرة وفي مواقع تمثيل مختلفة, مما يؤشر الى عدم وجود مخرج حاذق...
وعلى طريقة " رماني بداءه منسلاً "... فقد نشروا فيديوهات عن اكتشافهم لكميات من علب البيرة وقناني العرق في خيم المعتصمين في ساحة الصدرين في مدينة النجف, وهو امر غير مقبول في مدينة مقدسة كالنجف.
لكن, من جانب آخر, فأن ما هو متعارف عليه بين مواطني النجف والعراقيين عموماً ان ما من قنينة كحول يمكن ان تعبر من نقاط التفتيش الامنية الى داخل المدينة المقدسة, ما لم تكن مهربة بسيارات المسؤولين المظللة او بجكسارات حماياتهم وميليشياتهم المعفية من التفتيش.
كما فاتهم, لسوء الحظ, اضافة اكسسواراً بسيطاً كان سيعطي للصورة واقعيتها الكاملة, وهم المعروفون وغيرهم من منتسبي الاحزاب الاسلامية في صولاتهم وجولاتهم في معاقرة شرب الخمور وتعاطي المخدرات وتهريبها, الا وهو صورة المزّة المرافقة لمثل هكذا جلسات شرب, من جاجيك ولبلبي وباقلاء وحمص بطحينة وغيرها من المقبلات التي لايستغني عنها كل صاحب ميز عراقي.
وبهذا انكشفت لعبتهم وسوء تدبيرهم في شيطنة المتظاهرين وتبرير جرائم قتلهم لهم.
صورة اخرى جرى تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي, تشبه سابقتها, تظهر كومة من قناني المشروبات الكجولية وعلب البيرة, لكن هذه المرة, وضع الى جانبها سيف وخنجر, على اعتبارها مصادرة من خيم المعتصمين كدليل على عدم سلميتهم, اضافة الى عدم احترامهم لتقاليد المدينة المقدسة.
لكن صورة التقطتها عدسة موبايل متظاهر مجهول, بالصدفة, فضحت كل ترتيباتهم... فقد كشفت عائدية هذا السيف لاحد المهاجمين الذي كان يتمختر به في الساحة مهدداً به المعتصمين.
في حقيقة الامر ان لجوئهم وقنوات الميليشيات الحزبية الاسلامية الى هذه الاساليب الخبيثة في تشويه الانتفاضة, ليست جديدة عليهم بل هي ممارسة يومية عندهم, تعبر عن افلاس سياسي وفكري, بحيث اصبحوا يستجدون تعاطف المواطن البسيط بأساليب الخداع هذه التي قد تكون قد نجحت في اوقات سابقة ولكنها اليوم وبعد انتفاضة تشرين/ اكتوبر المجيدة 2019, بالخصوص, لم تعد تنطلي على احد بل انها اصبحت وبالاً عليهم وتأتي بنتائج عكسية تتمثل بنفور شعبي عام من هذه الاساليب البعيدة عن النزاهة والملتوية, وهو ما خبرهم الشعب طوال 17 سنة من حكمهم, واصبحت ادعاءات القدسية والفضيلة لاتصمد امام حجم الكوارث التي اوقعها الاسلام السياسي بالعراقيين.