إن النظام التركي العدواني قبل مجيء أردوغان وحزبه حزب العدالة والتنمية واثناء حكمه دأب على السياسة العدوانية والتدخل في الشؤون الداخلية تحت طائلة من الحجج والاكاذيب، فبالإضافة الى وجود قواعد عسكرية تحتوي على آلاف الجنود والأسلحة والمعدات العسكرية تقوم الطائرات الحربية بين فينة وأخرى بقصف القرى والمناطق الآهلة بالسكان كما تقصف البساتين والحقول والمواشي وتمتد الاضرار لتشمل العديد من القرى التي يهرب ساكنيها من القصف والعمليات العسكرية وتبقى الحجة الأبدية لحكام انقرة " محاربة الإرهاب الذي تصوره في حزب العمال بكاكا " وهذا ادعاء كاذب وخبيث في الوقت نفسه وهذه الحجة يسوقها حكام طهران في كل قصف مدفعي لمناطق الإقليم باتهام المعارضة الكردية المسلحة بينما في اخر الامر ان القصف يصيب مناطق داخل أراضي الإقليم وتلاحق الرعاة الرحل ثم تلحق الاضرار البشرية جراء القصف المدفعي وهذا ما حدث بعد الهجوم الجوي التركي الأخير حيث ذكرت مصادر في كردستان العراق" الى قصف مدفعي إيراني وأوضحت المصادر ان ثلاث مناطق تابعة للناحية شهدت تحليقا للطائرات الإيرانية، أعقبه بساعات قصف من قبل مدفعية الجيش الإيراني"، ان العدوانية التركية المستمرة هدفها اخضاع القرار العراقي لتوجهات النظام السياسية ومصالحها الاستعلائية الهادفة للهيمنة والتوسع وبمجرد متابعة الاعلام العسكرية التي يشنها حكام تركيا على سورية والعراق وليبيا يثبت مدى عدوانية العقلية الرجعية والعنصرية الشوفينية التي تحاول ان تلبس ثوب الدين الإسلامي وتصطف مع الحركات الدينية المتطرفة المعادية للفكر التقدمي واخذ في هذا المضمار اوردغان وحزبه حزب العدالة والتنمية الإسلامي مهمة العودة الى العقلية الطورانية التي تؤمن بإمكانية عودة الدولة العثمانية الجديدة وفق تصورات توسعيه والاحتكام للقوة العسكرية الغاشمة التي نمت وتطورت تحت جناح حلف الناتو العدواني وبمباركة الإدارة الامريكية والعسكرية الامريكية التي تصمت كصمت القبور عن ما تقوم به حكومة اوردغان من اعمال عسكرية استفزازية وتوسعه في عدة مناطق في مقدمتها العراق وسوريا وفي البلقان وجزيرة قبرص الجانب التركي وليبيا وتدخلاتها العسكرية والسياسية في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى التي لا تقل خطورة عن التدخلات والتوسع الإيراني وايضاً بحجة الإسلام البائسة ، ولا نعود لذكر المسلسل التركي واعتداءاته وتدخلاته في الشؤون الداخلية للعراق لان المسلسل معروف ومسجل منذ الاتفاقيات التي ابرمها مع النظام الدكتاتوري الذي سمح بدخول القوات العسكرية الى استغلال الأراضي العراقية بحجة الحجة الجاهلة محاربة بك ك ثم إقامة قاعدة عسكرية في الإقليم بالقرب من زاخو وحسب تأكيد الكثير من المسؤولين في الإقليم وجود اكبر قاعدة عسكرية تضم اكثر من( 1500) عسكري ، كما أشار علي ورهان عضو الاتحاد الوطني في دهوك في يوم 20 / 6 / 2020 " إن تركيا تمتلك 21 قاعدة عسكرية غير رسمية داخل إقليم كردستان" وكشف في حديثه (ل بغداد اليوم) أن "“تلك القوات موزعة على محافظتي دهوك واربيل، وفي مناطق مختلفة، وتضم مختلف الأسلحة وتصلها الإمدادات والغذاء عن طريق الطيران"، هذه القواعد والقصف بالطائرات والمدفعية هي لتسهيل العمليات العسكرية العدوانية على القرى والارياف في كردستان العراق والقرى الكردية، وخلال سنين ما بعد سقوط النظام وتحرر الإقليم من الاضطهاد والتعسف بقت القوات العسكرية التركية في مواصلة عدوانها على الأراضي العراقية ثم اخذت توسع انتشارها وإقامة قواعد أخرى وعلى الرغم من رفض العراق والرفض الدولي للعدوانية التركية والمطالبة باحترام سيادة واستقلال البلاد فقد بقت الاعتداءات العسكرية المسلحة واستمرار القصف المدفعي كما استأنفت بشكل دوري قصف الطائرات الحربية وآخرها وباعتقادنا ليس اخيرها اختراق ( 18 ) طائرة حربية تركية للأجواء العراقية وصولاً للشرقاط وسط استنكار العراق والمحافل الدولية وجامعة الدول العربية وأشار الناطق الرسمي باسم القائد العام للقوات العراقية المسلحة العميد يحيى رسول عن اختراق الطائرات التركية ان " " القصف التركي تصرف استفزازي وانتهاك للسيادة ندعو إلى عدم تكراره"، واضاف مستنكراً "اننا لن نسمح بأن يكون العراق مناطق للاعتداءات" وعلى الرغم من ادعاءات بانتصار ( وتدمير مواقعه حسب الروايات من قبل المسؤولين زيف الادعاءات الاتراك فان الواقع ينفي حيث اكد ( كاوه شيخ موس ) القيادي في حزب العمال الكردستاني ب ك ك " إن "قوة من الكوماندوز التركي حاولت تنفيذ عملية إنزال جوي في منطقة حفتانيين، وتصدت، لهم عناصر حزب العمال الكردستاني بهجمات موجعة ما أدى إلى إفشال الإنزال، ومقتل أكثر من 20 جنديا تركي من القوة وإصابة العشرات" ان تاريخ العمليات العسكرية التركية معروفة بالوحشية داخل تركيا وخارجها وما نتج عنها من مآسي وكوارث ومئات الآلاف من القتلى والمصابين والمهجرين وخراب ودمار في أكثرية المناطق الكردستانية في تركيا وسوريا ثم في العراق، بينما الطغمة التركية تحتفل بدماء الكرد والترك والعرب وغيرهم ولا تبالي بأرواح المواطنين ولا تكترث للفواجع والمخاطر التي تهدد ليس تركيا فحسب بل جميع شعوب دول المحيطة ودول المنطقة المتضررة اساساً من السياسة الطورانية التوسعية العدوانية وتهديداتها بضم أراضي جديدة ومناطق معروفة وهي تدعي زوراً وبهتاناً انها تركية بالأصل مثل الموصل ومناطق في سوريا ــــ الى متى السكوت عن اوردغان وحزبه حزب العدالة والتنمية الذي يحمل في جوهره نهج وايديولوجية الاخوان المسلمين؟ ــــ الى متى السكوت عن الاعتداءات المسلحة على إقليم كردستان العراق؟ ــــ كيف ترضى الحكومة العراقية والقوى الوطنية عن وجود قواعد عسكرية مفروضة بالقوة المسلحة؟ ــــ كيف يمكن ان يفسر قطع وحجب الأنهر والجداول التي تصب في العراق من قبل إيران وبناء السدود الكبيرة في تركيا لحجب مياه دجلة والفرات التي ستكون وبالاً على المناطق الزراعية في العراق فضلا عن مياه الشرب؟ هناك عشرات الاستفسارات والاسئلة حول نوع العلاقة بهاتين الدولتين اللتين لا تتركا اية سانحة حتى تتدخلان في الشؤون الداخلية العراقية. ان الاعتداءات المستمرة والأخيرة بالذات ومقدار خرق 18 طائرة حربية للأجواء العراقية التي تعتبر اعتداء سافر على دولة لها كيانها الدولي في الأمم المتحدة وعضويتها في الجامعة العربية والمعترف بها من أكثرية دول العالم، وجرت ادانات من قبل الكثير من الدول وفي مقدمتها الجامعة العربية ممثلة بأمينها العام أبو الغيظ كما "نددت وزارة الخارجية الإماراتية، الأربعاء، بالتدخلات العسكرية التركية والإيرانية في الأراضي العراقية مؤكدة أن "ذلك يشكل انتهاكا للسيادة العراقية" ولم تقتصر على الدول فحسب بل الإدانات جاءت من جميع القوى الوطنية والديمقراطية والخيرة في العراق والمنطقة والعالم وبهذا الصدد أدان الحزب الشيوعي العراقي واكد ان هذا الاعتداء " هو عدوان سافر مدان ومستنكر، وخرق فظ للسيادة، وتدخل شائن في الشؤون الداخلية لبلدنا، وضرب بعرض الحائط لعلاقات حسن الجوار والقانون الدولي" وتابع الحزب الإدانة مؤكداً" اتخاذ الخطوات الكفيلة بضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات الوقحة مستقبلا، واللجوء الى مختلف الطرق السياسية والدبلوماسية والاقتصادية لتحقيق ذلك، ولإجبار تركيا ايضا على سحب قواتها من أراضينا"
من هذا المنطلق الوطني الحريص على سيادة واستقلال العراق ليس من قبل الولايات المتحدة الامريكية بل من إيران وتركيا واي دولة تريد النيل من سيادته والتدخل في شؤونه الداخلية، ان موقفنا الوطني يتطلب الموقف الموحد لجميع القوى الوطنية والديمقراطية والمستقلة لإدانة الاعتداءات التركية العدوانية وفضح ممارستها الفضة بحق القوميات المتواجدة في تركيا والكف من تدخلات حكومة اوردغان والقوى الطورانية في شؤون الدول الأخرى وفي مقدمتها العر اق.