على بعض مواقع التواصل الاجتماعي تجري نقاشات حامية الوطيس حول أهمية هذا الدواء وطريقة الحصول عليه من مصدره الروسي.
دعني أولا أضع أمامكم خلاصة الموضوع:
1 - يقال أن التجارب الأولية أظهرت أنه يمكن أن يقصر افيفافير Avifavir فترة الشفاء من مرض كوفيد 19 بالرغم من عدم وجود أي دراسة أو تقرير علمي أو طبي رسمي.
2 - لا تزال المرحلة الأخيرة من التجارب السريرية لافيفافير التي أجريت على 330 مريضاً جارية.
3 - وافقت وزارة الصحة الروسية في بداية حزيران وبصورة مؤقتة على استخدام الدواء كعلاج لفايروس كورونا بالرغم من عدم ظهور نتائج التجارب النهائية.
4 - الدواء افيفافير نسخة جنيسة من الدواء الياباني فافيبيرافير Favipiravir الذي طورته شركة فوجي فيلم توياما كيميكال ويتم حالياً اجراء تجارب عليه في الصين والولايات المتحدة وأمكان اخرى بمجموع 120 تجربة سريرية.
الموضوع بالتفصيل
وفقاً لما ذكره صندوق الثروة السيادية الروسي وافقت روسيا على استعمال دواء مضاد للأنفلونزا، يسمى أفيفافير، لعلاج كوفد -19 وبدأت في تسليمه إلى المستشفيات هذا الشهر.
أفيفافير نسخة من عقار آخر يدعى فافيبيرافير، وهو دواء مضاد للإنفلونزا تم تطويره في اليابان تحت اسم أفيجان Avigan وهو أيضاً قيد الدراسة حالياً في الصين والولايات المتحدة وفي دول أخرى.
ولكون فافيبيرافير أصبح جنيساً أي لا حقوق ملكية يابانية على انتاجه فان أي دولة أو شركة يمكنها إنتاجه وبأي اسم تجاري تختاره.
يُدعى ان التجارب الأولية اظهرت أن أفيفافير يمكنه تقصير فترة الشفاء للمرضى الذين يعانون من كوفيد -19 ولكنه لا يوجد إثبات على ذلك. وحسب مصادر الأخبار الروسية إن المرحلة الأخيرة من التجارب الطبية مازالت جارية باستعمال أفيفافير وتشمل 330 مريضاً فقط، ولكن الذي حصل أن وزارة الصحة الروسية وافقت على استخدام الدواء كعلاج لفيروس كورونا وهو مازال تحت التجربة.
يذكر بيان المؤسسة الروسية الممولة لانتاج الدواء ان "أفيفافير هو أول دواء لكوفيد -19 في روسيا، وقد أظهر فعالية عالية في علاج المرضى الذين يعانون من الفايروس التاجي أثناء التجارب السريرية ، حيث تلقى أفيفافير شهادة تسجيل من وزارة الصحة في الاتحاد الروسي".
ووفقاً للبيانات الواردة من روسيا ومن تجربة سريرية سابقة للعقار، فإن 65 ٪ من 40 مريضاً ثبت تخلصهم من الفايروس بعد خمسة أيام من العلاج، وهي نسبة أعلى بمرتين من المجموعة التي عولجت بطرق العلاج الاعتيادية.
مما ذكر أعلاه لا يبدو وجود أي شيء غير طبيعي حول هذا الدواء فهو عقار مازال تحت التجربة ونتائجه غير مؤكدة، ولكن ما يقلق هي العاصفة التي أثيرت حول صفقة لتجهيز العراق بمجرد 1200 علبة من الدواء تكفي لعلاج 200 مصاب.
كما ذكرت أعلاه هذا الدواء مازال تحت التجربة والنتائج الأولية تبدو إيجابية بالرغم من عدم توفر معلومات دقيقة حولها من ناحية تقصير فترة الشفاء (وليس مما يقلل من الوفيات) آخذاً بنظر الاعتبار أن نسبة الوفيات من مرض كوفيد 19 قليلة جداً ولا تزيد بالمعدل عن 2% ، هل يقلل هذا الدواء نسبة الوفيات؟ هذا غير معروف، وكل ما يقال عنه انه "يقصر فترة الشفاء". مع ذلك فان الحصول على 400 علبة لعلاج 200 مصاب بتكلفة لا تزيد عن 240 ألف دولار شيء إيجابي ويستحق شراؤها. كما ان اشتراك العراق في التجارب السريرية على الدواء الاصلي سيكون عاملاً ايجابياً ومفيداً للبلد.
اين هي المشكلة؟ ولماذا هذا اللغط بين المعنيين وغير المعنيين؟ أنا برأي أن يتم الحصول على هذه الكميات وتجربتها على المرضى العراقيين ومحاولة الحصول على كميات أخرى من الشركة اليابانية صاحبة الاكتشاف والمنتجة الأولى للدواء. وفي حالة إثبات فوائد هذا الدواء عالمياً لربما تسعى الحكومة لانتاج النسخة الجنيسة عراقياً في أي معمل يتمكن من انتاجه وبالخصوص معمل سامراء لإنتاج الأدوية.
كما يجب أن لا ننسى أهمية دواء آخر تم اثبات نجاعته في انقاذ حياة مرضى الكورونا وهو عقار ديكساميثازون Dexamethasone الذي يتميز برخص ثمنه وبتوفره على نطاق واسع والذي اثبت أنه يقلل من خطر الوفاة بنسبة الثلث للمرضى المعالجين بأجهزة التنفس الصناعي، تم اكتشاف تأثير الديكساميثازون بضمن أكبر تجربة سريرية في العالم تختبر العلاجات الحالية لمعرفة ما إذا كانت لها تأثير على الفايروس التاجي.
يقول الباحثون في جامعة اوكسفورد إنه لو تم استخدام الديكساميثازون لعلاج المرضى في المملكة المتحدة منذ بداية الوباء، لكان من الممكن إنقاذ ما يصل إلى 5000 شخص.
يستخدم الديكساميثازون كنوع من أنواع السترويد في يومنا هذا بالفعل لتقليل الالتهاب في مجموعة من الحالات الأخرى، بما في ذلك التهاب المفاصل والربو وبعض الحالات الجلدية. ويبدو أنه يساعد على إيقاف بعض الضرر الذي يمكن أن يحدث عندما يتضخم جهاز المناعة في الجسم وهو يحاول محاربة الفيروسات التاجية.