جميع الذين عاصروا او يتذكروا خير الله طلفاح خال صدام حسين ووالد زوجته وملاحقة الفتيات والنساء السافرات وصبغ سيقانهن باللون الأحمر او الأخضر او الأزرق لمجرد قصر التنورة واهانتهن بكلمات فاحشة غير أخلاقية على أساس الحفاظ على الشيم العربية والإسلامية والاخيرتين براء منهم ومن أعمالهم المخزية، ثم حملات حلاقة شعر الشباب "نمرة صفر" بسبب طوله وزجهم في المعتقلات واهانتهم وضربهم بحجة حماية التقاليد الإسلامية من الانصهار في بودقة حضارة "الغرب الكافر!!" حسب العقلية المريضة لذلك المتهور وصحبه ونظامه، وكلنا نتذكر ما بعد السقوط عام(2003) ما قام به احفاد خير الله طلفاح ونظامه من المتطرفين والميليشيات الطائفية واعوانهم بأوامر من بعض المعممين من اعمال عدوانية واجرامية بعد اسقاط النظام السابق ضد النساء والفتيات السافرات وضد صالونات الحلاقة ودور السينما والمسرح والثقافة والنوادي الاجتماعية وفرض الحجاب والجادور الإيراني ، وطوال اكثر من ( 17 ) عاما رفعت شعارات واطلقت فتاوى تكاد لا تختلف عما اطلقه تاريخياً أولئك المدعين الذين يأخذوا من الدين الاسلامي حجة للكسب المادي والمعنوي ، واليوم وبعد التجربة الغنية التي مرت خلال سنين طويلة من العداء للتقدم والحضارة والتطور في مجال حقوق الانسان نرى أن التحرك الجديد القديم في الانبار بخصوص احتساء الخمور حسب ادعاء السلطات المحلية في الانبار وقد شنت السلطات هذه حسب مراسل " ناس " حملة اعتقلت فيها اكثر من (100) شاب والحملة ما زالت مستمرة ، وأشار مراسل ناس "التهمة التي تم توجيهها للمعتقلين كانت احتساء مشروبات كحولية رغم أن مركز المحافظة يضم ( 3 ) بارات مرخّصة " وأشير ايضاً ان المحافظة اشتهرت " بتطبيق عقوبات غير مألوفة، وُصفَت بالعُرفية، كما في عقوبة حلاقة رؤوس الشباب (نمرة صفر)، او محاسبة آخرين بتهمة ارتداء بنطال (برمودا) " وأعاد ناشطون في المجال المدني للتذكير بما قامت به داعش والتنظيمات " المتطرفة " اثناء سيطرتها لسنوات على مدينة الرمادي، إضافة فقد ذكر قيام السلطات المحلية سابقاً باعتقال ناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشر منشورات لمؤازرة المظاهرات والاحتجاجات في بغداد ومدن أخرى، وذكرت وكالة ناس عن اعتقال احد الناشطين عبد الله ناظم وبعد 4 أيام أفرجت السلطات المحلية عنه وقد قال شفيق عبد الله ناظم " قيام القوات الامنية باعتقاله لمدة اربعة ايام "وهذه ليست المرة الاولى التي يتم اعتقال اخي فيها بسبب ما يتداوله من منشورات على صفحات التواصل الاجتماعي " تؤيد المظاهرات التي يشهدها العراق، ان هذه التوجهات المتطرفة لم تختصر على الانبار فحسب بل انها كانت وما زالت تمارس ضد الناشطين المدنيين تحت طائلة حجة الإساءة للدين الإسلامي وغيرها من مسوغات الاتهامات المعروفة المدونة سابقاً في أروقة التحقيقات الجنائية في العهد الملكي والأمن العام والمخابرات وغيرها خلال الحقب السابقة وبخاصة في عهد النظام السابق وان استمرارها وحشر الدين الإسلامي او اصول الشرع عبارة عن ذر الرماد في العيون لإخفاء ما يجري من خراب ودمار وتوجهات لكتم الافواه ومنعها من المعارضة والتظاهر والاحتجاجات، العداء للفكر التنويري والديمقراطي لصالح الفكر الظلامي الذي يرى في التطور حتى التكنولوجي عبارة عن عدوي تهدد وجوده وتحقق التوعية الاجتماعية في المجتمع.
2ـــــ مقولة الغرب الكافر
ان قضية الدين الإسلامي من المسلمات التي عشنا معها منذ الصغر ولهذا لا يمكن ان "يزاود " أي شخص ويضع نفسه فوق الحقيقة، ويجعل من نفسه واعظاً ومنظراً ويحاول تجاوز المقولة " كون الدين لله والوطن للجميع" وهذا ما تعلمناه في حياتنا من إيجابيات تدل على الاحترام الديني وعدم اخضاع الاخرين لرؤيا تنحصر في مفاهيم الاتهام "بالتكفير والتشريك " والخروج عن الدين الإسلامي والشريعة الإسلامية لمجرد حتى اختلاف بالرأي، ولسنا بصدد الحديث الشامل بقدر وضع النقاط على الحروف وبخاصة في موضوعة مقولة الغرب الكافر والمعني بالغرب دول اوربا وامريكا وكندا وأستراليا... الخ ، (ونحن لسنا في موقع الدفاع عن الغرب فهناك اختلافات كثيرة فكرية وسياسية لكن لقول الحقيقية) حسب اتهام منتشر على لسان العديد من المدعين المعممين والمتطرفين والجهلة (من كلا الطرفين) لكن وبعد التجربة الملموسة لمئات الآلاف لا بل الملايين من المهجرين والمهاجرين واللاجئين للدول الاوربية وغيرها فقد انتقلت هذه المقولة الى فضيحة وصارت كورقة التوت التي لا تغطي ولا تستر من العيوب، لأن الغرب الان مملوء بالجاليات الإسلامية والمسلمين الذين التجأوا اليه وسمح لهم بممارسة شرائعهم وحرية إقامة الجوامع والحسينيات وطقوس إقامة العزاء في عاشوراء واللطم وإقامة الندوات الدينية وغيرها، هؤلاء اكثرهم هرب من دياره ووطنه في البلدان العربية والمسلمة وجاء واقام واستلم نقود المساعدات وصولاً حتى منح التقاعد لكبار السن. الخ في "الغرب الكافر حسب ادعاء البعض من الدهاقنة المستفيدين !!" وهم ومنذ سنين يعيشون مع عائلاتهم بشكل مسالم ويستفيدون من تواجدهم في المساعدات المجانية والعيش والتعليم والصحة والسكن وحق الإقامة والحقوق ويمنحون حتى الجنسية ومنحوا الجوازات يتنقلون بواسطتها بكل حرية واحترام لأكثرية بلدان العالم، ويعد هؤلاء بالملايين تركوا بلدانهم للأسباب التالية..
1 ـــ الظلم والقسوة والتعسف والإرهاب والبطش البوليسي والاعتقالات الكيفية والسجن والتعذيب غير القانوني ونزعة الهيمنة على السلطة بطرق غير شرعية ولا قانونية بحجة مصلحة البلاد والشعب كذباً وخداعاً
2 ـــ حجب الحريات الشخصية والعامة، ومحاربة الراي الآخر بالإرهاب الفكري وخرق حقوق الانسان.
3 ـــ فقدان الديمقراطية الحقيقية في الحياة السياسية والاجتماعية وتحجيم دور الأحزاب ومنع المعارضة منها من العمل السياسي العلني والهيمنة على وسائل الاعلام بطرق شتى!
4 ـــ كتم الأصوات بالقوانين الجائرة وتزوير كل ما يمكن تزويره (مجلس النواب، مجالس المحافظات، المحكمة الاتحادية، البنك المركزي، المفوضية العليا للانتخابات...الخ
5 ـــ الفقر ودون الفقر وصعوبة الحياة المعيشية والبطالة وعدم وجود فرص عمل، وفقدان العدالة الاجتماعية والغلاء وارتفاع الأسعار وسوء الخدمات في كافة الميادين...الخ
6 ـــ استغلال الدين الإسلامي وشريعته حسب مفاهيم التطرف والطائفية وتفسيرات كل جماعة وفق المصالح الذاتية والخاصة، وسن القوانين على أساسها وسخرية خرقها من قبل المهيمنين على السلطة قبل الاخرين.
7 ـــ فقدان الأمان والسلم واضطرابات الأوضاع الأمنية وعدم الاستقرار، والخوف من الحاضر والمستقبل.
هذه النقاط ليست النهاية فهناك العديد من القضايا الأخرى التي دفعت الى هرب المسلمين من دولهم المسلمة "المسيحيين غير مشمولين لكنهم شملوا بالإرهاب السلفي والاصولي" واللجوء الى الغرب الكافر!! وباعتقادنا لو كانت الأوضاع مستقرة في بلدانهم وتوجد نسبة معينة من العدالة والعيش بسلام للأوضاع بشكل عام وانفراج في الأوضاع السياسة والاقتصادية وتوفير الخدمات العامة وبخاصة في مجال التربية والتعليم والصحة والقطاعات الأخرى لخف هذا التوجه بترك البلاد، أما في الغرب الكافر!! فقد منحهم الأمان والاستقرار وعدم الخوف من المستقبل ومنحت لهم وان كانت نسبية وحسب مصالح راس المال حرية الانتماء الفكري وتسهيل فرص العمل والتعليم والصحة والسكن والخدمات الأساسية ومنح المساعدات الاجتماعية، وأصبحت المقارنة من قبل الأكثرية متفاوتة في الاستنتاج والتقدير والتقييم لأنها أصبحت بجانب العيش في الغرب الكافر!! وليس في البلدان العربية والإسلامية، اما الذين ما زالوا يعتقدون بما يقال عن الغرب وهم يعيشون في كنفه فيجب ان يسألوا أنفسهم
ــــ لماذا لم يتوجهوا ان كانوا شيعة الى الجمهورية الإسلامية "إيران" ويتمتعون بمزايا التوجيهات الدينية القريبة من معتقداتهم؟، (للعلم اقساماً منهم هربوا من إيران نفسها).
ــــ ولماذا لم يتوجه السنة الى البلدان العربية والإسلامية القريبة منهم ويتمتعون بالاستقرار والعيش السليم؟ ــــ ولماذا اختاروا الغرب الكافر!! الدول الاوربية وامريكا...الخ؟
انها أسئلة مشروعة أجاب أحدهم تهرباً وكذباً وتلفيقاً قائلاً ( ـــ الله اختارنا لكي ننشر الدين الإسلامي في دول الغرب الكافر وهذا امر من الله ( الله بريء منهم) وهي حجة تلفيقيه اساسها كفر في الإسلام نفسه، اما الفتاوى بالحلال والحرام فحدث فلا حرج فالبعض يشرع ويكفر ويحلل السرقة لانهم كفار اي الشعوب في اوربا وغيرها وهم أعداء الدين... الخ من الاتهامات السيئة، ولو يجري البحث والتدقيق في أكثرية بلدانهم ووسائل العيش والمقارنة مع عيشهم وسكنهم لكان الفارق ما بين الأرض والسماء مع شديد الأسف لهذا القول وكنا نتمنى ان تكون البلدان العربية والإسلامية افضل واحسن وأسلم ولكن الواقع شيء والتمني شيء آخر، ان الذي يجري لحد هذه اللحظة من ملاحقة الأفكار الوطنية العلمانية والمدنية التي تطالب بفصل "الدين عن السياسة والدولة" تكاد تكون اعجب من الخيال ولنأخذ العراق مثالاً فكل من تتبع ويتتبع سير الأوضاع في العراق وهي تنحو من سيء الى أسوأ "ومن كل لابد " انه سيطلع بشكل ادق على ما يجري من مآسي وفواجع وتدني وفقر وبطالة وسوء الخدمات والتعيينات وسياسة المحاصصة التي ينهجها من له سلطات المسؤولية والقرار، ولهذا ما جرى ويجري في مناطق أخرى من بينها العاصمة بغداد والبصرة ونينوى سابقاً وباقي المحافظات، ما عدا مناطق الإقليم مع العلم ان هناك العديد من أصوات المعممين في الإقليم يحذون حذو من سبقهم في مضمار استغلال الدين الإسلامي ، وما يجري الآن في الانبار دليل على استمرار عقلية إلغاء الاخر بحجة التقاليد والتراث الإسلامي والأخلاق الحميدة وهذه العقلية اخذت شرعيتها من تلك المفاهيم الرجعية الظلامية البالية التي تستغل الدين الإسلامي والشريعة لفهمها الخاص ومصلحتها في الهيمنة على عقول الملايين لكي تجني من مخططاتها فوائد تعتمد على التفرقة والشقاق وهو هدف كانت ومازالت السلطة
الدينية تمارسه بهدف غلق الطريق امام فصل الدين عن السياسة والدولة.