جميلة وظريفة وممتعة الديمقراطية العراقيّة، خصوصًا حين يخوض سدنتها نقاشًا بيزنطينيًا حول من قام بالتغيير، يلحقه نقاش سنسكريتي عن شكل ولون هذا التغيير الذي اخبرنا "العلامة" عزت الشابندر بأنه من قاد التغيير، ففي تغريدة كوميدية على موقعه في تويتر كتب الشابندر:
" أن الولايات المتحدة لم يكن لها فضل على العراق في إسقاط صدام ، اُخاطب غير المطّلعين والجَهَلَة، وأيضا مرتزقة السفارات والسفلة الذين يمُّنون بفضل أمريكا على المعارضة عودتها".
منذ أن ظهر عزت الشابندر من على شاشة التلفزيون ونحن منشغلون بقضيتين، الأولى أن نثبت للعالم أنّ الإمبريالية تمنع الحكومات العراقية من جمع القمامة من الشوارع، وتوزيع الحصة التموينية على الفقراء، وتطوير التعليم. والثانية هي أين نضع عزت الشابندر؟ ولماذا رفضت أمريكا أن يجلس على كرسي رئاسة الوزراء برغم شعبيته الكاسحة وخروج الجماهير تهتف بحياته ، في الوقت نفسه تتمدد مأساة المواطن العراقي ليضعوه في نهاية الأمر في مقايضة ساذجة: العودة إلى حكومة التوازن الطائفي، أو الذهاب إلى كواتم الصوت والخطف، وفي الفضائيات يخرج علينا كل دقيقة "كسينجر" من عينة عزت الشابندر ليشير بإبصبعه إلى أن الحل معه وحده.
سيقول البعض يارجل تدّعي اليسار وحين تضرب مثلًا تذهب باتجاه مُنظّر الإمبريالية العالمية، ولكن ياسادة العالم يتغير من حولنا ونحن "محلّك سر".
في كل مرة تضعنا أحزاب السلطة أمام خيارين لا ثالث لهما، إما التسبيح بحمد الوضع السياسي ، أو وضعنا في خانة أعوان ترامب!!، ربما يقول البعض: يا رجل هل أنت سعيد بما تفعله أميركا؟.. ياسادة أنا ومعي ملايين العراقيين لم نطالب الأميركان بغزو بلادنا، ولم نرحب بهم.. الذين ملأت الفرحة وجوههم هم الذين استقبلوا جورج بوش بالأحضان والابتسامات، ومنحوا رامسفيلد سيفًا ذهبيًا.. عندما اقرأ بيانات بعض النواب وهي تطالب بقطع رقبة ترامب، أتذكر لافتة رفعها أحد المتظاهرين في واحدة من جُمع الاحتجاجات ، فقد اكتشف الرجل أن أميركا خدعته بمشروعها الديمقراطي حين سلمت البلاد لأناس يتحسسون سلاحهم كلما سمعوا كلمة ثقافة فكتب ثلاث كلمات اختصر فيها كل معاناته وكانت: "طاح حظك أمريكا".
اليوم أردد مع المتظاهر المسكين "طاح حظك أمريكا" ثانيًا وثالثًا ورابعًا وإلى ما لانهاية لأنها سلمت البلاد إلى سياسيين البعض منهم يمزج الكوميديا بالسياسة، وآخرون حفروا أسماءهم بحروف من نور في سجل التصريحات الغريبة والمثيرة، يحتاج المرء ليكون ساذجًا تمامًا وربما غبيًا لأقصى درجة ليصدق "الأسطوانة المشروخة" التي يرددها البعض عن طرد الأميركان من العراق، فالناس تدرك جيدًا أن معظم ساستنا لا ينامون قبل أن يطمئنوا على رضا السفير الأميركي.. ولهذا أخشى أن يتوقف مجلس النواب الحكومة عن إنتاج حلقات البرنامج المثير "عزت شو".