كعادتنا في الاختلاف، اختلفنا حول فوز الشاعرة الأمريكية لويز غلوك بجائزة نوبل للآداب، البعض تصور أن الجائزة هي مؤامرة إمبريالية، فيما امتلأت صفحات الفيسبوك بالسخرية من الجائزة وأصحابها.
منذ انطلاقتها الأولى عام 1901 منحت نوبل للآداب إلى أنواع من الأدباء، البعض استحقها عن جدارة ، والبعض لم تصلنا أعماله فاعتقدنا أنه كاتب مغمور، وأن هناك مؤامرة تقودها الماسونية، مثلما توهم جنابي قبل خمسة أعوام عندما منحت الجائزة للبيلاروسية سفيتلانا أليكسييفيتش، في ذلك الوقت ضربت كفا بكف وتساءلت مع نفسي: لماذا يتآمر الإمبرياليون في السويد فيمنحون الجائزة لامرأة تكتب قصصًا صحفية عن الماضي؟، وزادت شكوكي بنوايا الأخوة في ستوكهولم حين خرجت علينا الفائزة لتقول إنها لم تتوقع الفوز ولهذا لابد من أن تشكر السويد على هذا الخبر الرائع، لكن شكوكي تبخرت عندما حصلت على كتبها فقرأتها بمتعة ودهشة، خصوصا روايتها "ليس للحرب وجه أنثوي" عن ضحايا الحروب من النساء، تحفة أدبية مثل تلك التحف التي صدرت عن مآسي الحروب، التي عرفناها من خلال "صوت الرجل". فنحن جميعًا أسرى تصوُّرات "الرجال" وأحاسيسهم عن الحرب، أمَّا النساء فلطالما كان هناك إصرار على أن يلذن بالصمت، من يتذكر نساء الموصل اليوم؟، أو مآسي الإيزيديات؟، أو يستمع لنواح أمهات شهداء احتجاجات تشرين؟!.
الأخبار الواردة من نوبل هذا العام تقول بأن الجائزة منحت لأربع نساء في الآداب والفيزياء ، والكيمياء التي حجزت كاملة لاثنتين من النسوة تمكنتا من استخدام تقنية تساهم في إيجاد علاجات جديدة للسرطان، وقد تجعل حلم علاج الأمراض الوراثية يتحقق عما قريب.
أما أخبار بلاد صواريخ "الكاتيوشا" فلا تزال بعض الأحزاب تعترض على إقرار قانون العنف ضد المرأة، فمثل هذه القوانين في نظر نوابنا "المتقين" تريد أن تخرب مجتماعتنا المسلمة.. أما خراب المجتمع وتعيين حميد القدو صاحب " الدشداشة " الشهيرة سفيرًا للعراق في موريتانيا فهو تقديرًا وأمتنان"للمناضل" وعد القدو الذي يتحكم في مصائر أناس أبرياء ويسرق الدولة في وضح النهار، لكنه في الوقت نفسه يتباهى بجنسيته الألمانية وبالأموال التي حولها إلى عائلته لتسيير أمورها التجارية.
كل يوم يتحول المواطن العراقي إلى مجرد مستمع ، والأهم مطلوب منه أن يهتف لفلان، أو ينشغل بمعركة تقاسم المناصب ، فبعد معلقات شعرية ترفض المحاصصة ، اكتشفنا أن مشكلة البلاد مرتبطة باصرار البعض على ان يبقى الحال على ما هو عليه ، وعلى المتضرر الشعب ان يضرب رأسه في اقرب جدار .
ألا تعتقدون مثل جنابي ، أن القائمين على جائزة نوبل تأمروا على هذا الشعب ، الذي كان ينتظر ان تمنح الجائزة الى ابراهيم الجعفري الذي اخترع للبشرية لغة جديدة .