لم يستقر العراق ولا شهد من الراحة والطمأنينة والأمان والسلام خلال حقب طويلة إلا لفترات قصيرة نسبياً، ولم يكن الشعب العراقي حرا متمتعاً بحقوقه المشروعة كي يقوم بانتخاب حكومته الوطنية بكامل اختيارات الديمقراطية، وان من حكمه ثلة مهيمنة وديكتاتورية لا وطنية ولم يتمتع بحرية تواجده واختياره وممارسته للحريات العامة والشخصية، ودفع اثماناً لا تقدر من الظلم والبطش والدكتاتورية وقدم تضحيات جسام عشرات الآلاف الضحايا ولم يبخل هذا الشعب في العطاء من اجل حريته وانعتاقه وسجل وسطر التاريخ ما آلت عليه الأوضاع المأساوية خلال 35 عاماً من الإرهاب والدكتاتورية ومن الحروب الداخلية والحروب الخارجية وما انطوت عليه تلك السنين من الالم والمآسي والفواجع وممارسة القمع للحريات والبطش بشكل سافر ضد أية معارضة حتى لو كانت لفظية!! مما أدى الى انكفاء في أكثرية المرافق الاقتصادية والخدمية وهجرة ولجوء مئات الآلاف من العراقيين لدول الجوار وباقي بلدان العالم، ومن نتائج تلك السياسة الدكتاتورية والفاشية وبسبب الحروب والحصار الاقتصادي ،خلال 35 عاماً من حكم غاشم أصبحت البلاد شبه مقسمة، وكانت آلات القمع الدموية من الامن والمخابرات والفرق الحزبية والجيش الشعبي وغيرها عبارة عن اخطبوط يمد اذرعه تقريباً في كل ناحية ومنطقة ويستطيع التوغل فيها وهكذا أصبحت البلاد عبارة عن جحيم لا يطاق وعاش المواطن في رعب مركب القمع والإرهاب والسجون والمعتقلات والاعدامات إضافة الى الحالة المعاشية السيئة وتفشي البطالة والفقر والامراض ، والحديث عن تلك الفترة المظلمة ذات شجون مما خلق حالة من النفور والرفض والمقاومة ضد النظام للتخلص من تلك العبودية المفروضة بالقوة ، وعندما سقط النظام بالاحتلال المكروه والمرفوض وطنياً استبشر الكثير من المواطنين بالخير والتفاؤل وكان الامل يحدو أكثرية العراقيين بحلول الاستقرار والامان والسلام وقيام وضع سياسي يستطيع تعويض الشعب عن كل ما جرى له من نكسات وتراجعات وخسائر بشرية ومادية ، لكن الاحتلال وما جلبه من ويلات بعد اسقاط النظام الدكتاتوري ثم مجيء حكومات المحاصصة الطائفية زاد الطين بلة، فمنذ البداية ظهرت توجهات الاحتلال بفرض مجلس الحكم بقيادة الأمريكي بريمر بدلاً من تشكيل حكومة وطنية للإنقاذ تعالج تركة الماضي المؤلم برؤيا وطنية سليمة ، وبعد مجيء حكومات المحاصصة من قبل أحزاب الإسلام السياسي صارت الساحة العراقية ساحة للتصفيات الطائفية والتدخلات الخارجية ونهب الأموال والاستيلاء على كل ما يمكن الاستيلاء عليه من ممتلكات الدولة وانتشار عمليات الخطف والاغتيال والتهجير والتفجيرات والعبوات الناسفة وعلى رأس القائمة قام البعض من القوى المذكورة من تمكين التدخل الخارجي تحت طائلة الطائفية او التوافقية السياسية من قبل دول الجوار، وخلاصة الحديث أصبحت البلاد جحيم وبخاصة للطبقات والفئات الكادحة وأصحاب الدخل الضعيف وانتشار الفقر والبطالة والهجرة والتهجير بعد انتكاسة تسليم المناطق الغربية اثناء حكومة نوري المالكي رئيس الوزراء الأسبق الى داعش الإرهاب وحدوث مجزرة سبايكر التي أعدم فيها داعش 1700 طالب عراقي التي حاولت الحكومة إخفاء تفاصيلها.. وأهالي الضحايا جعلوها قضية رأي عام وأكدت المصادر الرسمية ووسائل الاعلام بعد ذلك مجهولية مصير عدد من العائلات العراقية من عشيرة البو نمر وغيرها من عشيرة الجبور وذكر عن قتل واعدام اكثر من 500 انسان من عشيرة البو نمر في الانبار هذا الجحيم الذي تواصل على راس الكثير من المواطنين مازال مستمراً ولكن هذه المرة من قبل الميليشيات الطائفية التابعة التي تطلق الصواريخ المختلفة على المناطق الآهلة بالسكان والمنطقة الخضراء الواسعة ، جريمة الرضوانية وضحايا العائلة العراقية جراء القصف الصاروخي وغيرها من الجرائم والصواريخ على المطاعم وسط العاصمة بغداد وقرب مكتب الخطوط الجوية العراقية ومناطق الجادرية قرب مقهى الاطرقجي وغيرها من المناطق، كل ذلك يحث بحجة محاربة الاحتلال وبخاصة الأمريكي بينما الجميع يعرف ان الاتفاقية حول سحب القوات الامريكية دخلت حيز التنفيذ عام 2009 وصولاً الى الانسحاب الكامل نهاية عام 2011 ، وحسب الاتفاقية وبطلب من الحكومة العراقية بقاء المستشارين العسكرين الأمريكيين، فإلى متى بقاء استهتار هذه الميليشيات الطائفية المعروفة بالاسم والموقع والانتماء الموجهة من قبل الخارج بحق المواطنين .ان هذا الواقع المرير الذي يضيف فواجع من نوع جديد الى فاجعة المواطنين بالأوضاع السيئة التي نريد تعدادها فقد تعبنا من التكرار يجعل الاستفسار والاسئلة التي تطلق من أكثرية الشعب العراقي وبخاصة بعد ان " كشف الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول بخصوص اطلاق الصواريخ إن "الجهد الاستخباراتي هو الحاضر، لذلك اليوم العمل جار وفقا لخطة استخباراتية دقيقة توصلنا من خلالها لخيوط مهمة بخصوص إطلاق الصواريخ". ففي البدء وأول الأسئلة والاستفسارات التي تخطر على بال المواطن العراقي وغير العراقي وهو يشاهد ويسمع أصوات الصواريخ التي تنهال على المناطق السكنية والمنطقة الخضراء وغيرها وتسقط على رؤوس الأبرياء
ـــــ هل من الجائز استمرار الخطف والاغتيالات بعد مرور أكثر من 17عام على هذا الحكم الذي لم يبخل في المضي من ازمة الى ازمة ومن فجيعة الى أخرى بدون حتى الالتفات لمصائب الشعب العراقي؟
ـــــ اليس من المضحك المبكي والمسؤولين الحكام يغلقون الآذان وكأنهم لا يعرفون هؤلاء المجرمين، بينما تمتلئ الدنيا بأخبار الجرائم وإطلاق الصواريخ وعمليات الخطف والاغتيال والفساد المالي والإداري، فهل هناك سبب خفي خلف هذه اللامبالاة والسكوت؟!
ــــ هل من المعقول والى الآن عدم معرفة منشأ صناعة وإنتاج هذه الصواريخ واطلاقها وقد أصبحت مثل علمٌ فوقه نار؟
ـــــ وهل من المعقول عدم معرفة مطلقيه ومن خلفهم من القوى المتنفذة او التي لها ارتباطات خارجية يأتمرون بأوامرها وبتوجهاتها وتوجيهاتها؟
ـــــ هل هم فضائيون جاءوا من الفضاء الخارجي وغير معروفين وكأنهم اشباح مخفيين؟
ــــ هل من المعقول وهذا الكم الهائل نوعاً وكماً في المؤسسات الأمنية العلنية والسرية لم يضعوا أيديهم ليس على مطلقيها فحسب انما المسببين الرئيسين؟ ام هناك توجيهات بإخفاء الحقائق وعدم كشفها؟؟؟ __
ـــــ ما هو السبب في استمرار هذه الاوضاع الشاذة والمأساوية في البلاد التي تصيب الناس بالجزع والخوف والرعب من الحاضر والمستقبل؟
عشرات الأسئلة والاستفسارات الأخرى طرحت من قبل جميع القوى الوطنية والديمقراطية وعموم المواطنين الأبرياء الذي يرزخون تحت طائلة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية غير الجيدة وتحت طائلة تهديد الميليشيات الطائفية المسلحة لحياتهم وعائلاتهم فضلاً عن قوى الإرهاب المعروفة.. هل هناك من يستمع ويتعظ من المسؤولين إضافة الى السيد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب والمسؤولين في المحكمة الاتحادية وجميع من له مسؤولية في قمة السلطة والأجهزة الأمنية ليقولوا لنا ـــ متى ستكون نهاية المأساة؟!