تعيش الدولة ازمة مالية خانقة وصلت بها الى عدم مقدرتها على صرف رواتب موظفيها و الى اجراءات و نقاشات لتقنين صرف الرواتب الى مرة كل شهرين و الى تخفيضها بإسم (الإدخار) مثلاً، التي اثارت و تثير غضب اوساط واسعة بسبب التأثيرات السيئة لهذه الإجراءات المالية القاسية على حياتهم . . ثم لجوئها الى القروض الداخلية، و الخارجية بفوائدها المنهكة و اجراءاتها المعقدة و غير المضمونة، التي تهدد الاجيال الجديدة بتحميلها اعباء القروض في بلد من اثرى بلدان العالم.
و فيما يسعى رئيس الوزراء الكاظمي الى محاولات اقناع الدول و الهيئات العالمية بالتمويل و الإستثمار في البلاد المفلسة، و تتواصل اعمال انواع الميليشيات و الجماعات الإرهابية باشاعة اجواء الرعب و الإرهاب في محاولة لإعاقة اعمال الاستثمار تلك، التي تسعى لها حكومة البلاد بالتعاون مع الدول الصناعية و انواع الشركات العملاقة الدولية، الضرورية لبناء البلاد و اعادة اعمارها و تشغيل ابنائها و خاصة الشابات و الشباب العاطلين عن العمل . .
تعبّر اوساط اجتماعية متزايدة عن تساؤلاتها عن عدم مبادرة المرجعيات و الاوقاف الدينية و خاصة الكبرى منها، شيعية و سنيّة، لماذا لاتُبادر الى دعم الدولة مالياً لإنقاذ الشعب العراقي بمكوناته من مخاطر الدمار القريب القادم بسبب الفاقة و الإفلاس و تحطّم مئات آلاف العوائل، التي زاد منها وباء كورونا و قصور الخدمات الصحية و العلاجية، وسط اوضاع مالية دولية قلقة بسبب الوباء و الانخفاض الهائل لأسعار النفط، في دولة قادها حكّامها بغبائهم و بابعادهم لكفاءات البلاد . . الى ان تكون دولة ريعية تابعة، خاضعة لأنواع مضاربات الإبتزاز و عصابات الفساد و الإرهاب.
و يستند كثيرون بتساؤلاتهم تلك الى ان المليارات الفلكية من الدولارات (عيناً و نقداً) العائدة للمرجعيات و للاوقاف الشيعية و السنية، هي التي تشكّل (بيت مال المسلمين) المكوّن من ضرائب الزكاة و الخمس و انواع الإيرادات و التبرعات الدورية و الإرث، و من دول العالم المختلفة، التي تشكّل اموالاً هائلة تُصرف شرعاً على الأمة في النكبات، لإنقاذ ارواح ملايينها من الفقر و البطالة و الخوف و المرض و الخنوع . . خاصة و ان القوى الاسلاموية هي الحاكمة و ليس غيرها، و هي المسؤولة مسؤولية هائلة بطغيانها و دولتها العميقة و ميليشياتها المنفلتة، و انفرادها بالحكم (المؤسساتي) و تكريسه لها و لأهدافها (المقدسة) . . . هي المسؤولة عما جرى و يجري من نكبات متواصلة في البلاد طيلة سبعة عشر عاماً، بعد سقوط الصنم بالاحتلال الامريكي . .
من جهة اخرى، تعبّر اوساط أخرى عن قلقها من ان يقوم ابناء حرام بسرقة اموال المرجعيات و الاوقاف او مصادرة اقسام هامة منها لتمويل جماعاتهم المسلحة و اسلحتهم و مؤسساتهم الخاصة . .
في ظروف الإفلاس و الظروف الارهابية و الدموية التي تعيش فيها البلاد و المنطقة و صراع انواع المشاريع الدولية و الإقليمية التي اتخذت من بلادنا مسرحاً لأعمالها الإرهابية و العسكرية . .
و يذكّرون بما عمله الدكتاتور صدام في الثمانينات باستحواذه بالقوة على اقسام هامة من تلك الاموال حينها، بلافتة دعم حروبه المجنونة . . و يذكّرون بالصراعات العنيفة التي دارت بين ميليشيات و فصائل (شيعية) للاستحواذ على و تقسيم اموال و عوائد المراقد الشيعية المقدسة بينها، و التي تهدد بالاندلاع مجدداً بشعارات الولائية و من الأحق بتلك الاموال ؟؟؟ في ظروف تُداس فيها للاسف اهم القيَم الدينية و الإنسانية بالعنف و الخداع . .