صحفيو الموصل... حياة مهددة بالموت بسبب البحث عن "الكلمة"
نشر بواسطة: Adminstrator
الأربعاء 20-01-2010
 
   
(آكانيوز)
كشف عدد من الصحفيين في مدينة الموصل عن جوانب من معاناتهم في أداء أعمالهم داخل المدينة التي تعد أكثر مدينة عراقية مضطربة امنيا، بحسب العديد من المؤسسات التي تعنى بحماية الصحفيين.
أمير كوران، مراسل فضائية K.N.N في الموصل، ذكر لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) ان "مدينة الموصل ليست اخطر مدينة في العراق، بل في العالم بالنسبة للعمل الصحفي، والدليل على ذلك هو مقتل وإصابة عدد ملفت للنظر من زملائنا الصحفيين مع تعرض آخرين للخطف أو الى تهديدات".
وتابع يقول "انا شخصيا اعمل في الموصل منذ 2003 بعد سقوط النظام مباشرة وتعرضت للعديد من المضايقات، في 2005 تعرضت لمحاولة اغتيال في دورة (المحروق) من قبل مجموعة مسلحة وفتحوا النار على سيارتي ونجوت بأعجوبة".
ويؤكد كوران أيضا الذي عمل في القسم الكردي في العراقية نينوى "في 2004 تم اختطافي من قبل مركز شرطة الكرامة الذي ثبت فيما بعد انهم جميعا كانوا يتبعوا دولة العراق الإسلامية، وبقيت لديهم لمدة 11 يوما، ولان بعض زملائي كانوا يعرفون مكان وجودي بالاضافة الى متابعتي من قبل الحكومة المحلية آنذاك ولهذا لم يتم قتلي من قبلهم".
وعن مدى تعاون الأجهزة الأمنية مع الصحفيين يقول "لا يوجد أي تعاون بكل معنى الكلمة وهذا الكلام اقوله بناء على تجربة وكما قلت انا اعمل في الموصل منذ 2003 وكمراسل صحفي لعدة مؤسسات اعلامية".
ويمضي يقول "وبصراحة كان ضباط الفرقة الثانية الذين جلهم من الاكراد يتعاونون معنا، ولكن بعد ان تم تخفيض عددهم قل التعاون او اصبح شبه معدوما".. ويوضح القول "والدليل ان قيادة عمليات نينوى لحد الان ليس لهم ناطق اعلامي باسمهم وربما يوجد ولكن لا نعرف رقمه، ونفس شيء بالنسبة للشرطة الذي لا يتصلون بنا ولا يوفرون الحماية لنا ايضا".
وعن تأثير العمل باسم مستعار يشير كوران الى ان "العمل بشكل متخفي يخدم العمل الصحفي، لانه يخشى على حياته وتوجد عدة تجارب في هذا الموضوع".. ويتابع القول "انا شخصيا في عدة مرات عملت باسماء مستعارة لاننا قابلنا ونقابل العديد من المفارز الامنية الذين يطلبون هويات، وكنت اضطر لإعطائهم الهوية المدنية وليس هوية تشير لعملي الصحفي، لانني لم اكن واثقا هل هذه المفرزة من الشرطة فعلا ام انهم ارهابيون او متعانون مع الارهاب".
ويزيد "لقد استفدت كثيرا من العمل بشكل متخفي، ومن حق كل صحفي في الموصل ان يعمل تحت اسم مستعار وهذا مما يؤسف له".
وحول رأيه في الفريق الاعلامي الذي يمارس العمل الميداني في الموصل يقول "للاسف اقو لان اي فريق اعلامي وليس له تحفظات في تقديم الكلمة التي يريدها لا يستطيع العمل في الموصل وخاصة في مناطق معينة"، وينبغي ان يكون الفريق "يتمتع بحماية جهة ما، وهناك من يتعاون مع الجماعات المسلحة ويدعمهم اعلاميا"..  والعمل ميدانيا يعني "انك لا تعرف متى سيتم اختطافك او متى سيفتح عليك النار".
اما جلال شيخ علي، مراسل فضائية كردستان في الموصل، قال لـ (آكانيوز) "ابرز معوقات العمل الصحفي في الموصل هو الوضع الامني وصعوبة التنقل داخل المدينة، يضاف لذلك تعامل مسؤولي بعض الدوائر الحكومية كل حسب توجهاته السياسية".
وعن تعاون الاجهزة الامنية مع الصحفيين قال "كان هناك تعاون من قبل الاجهزة الامنية سابقا، لكن تغيّر ذلك في الوقت الحالي، والامثلة كثيرة، ففي الحوادث الامنية يكون التعامل قاسي نوعا ما ولا يسمحون بالتصوير الا وفق هواهم. وايضا اذا كان العمل يخدم المسؤول فانه يقوم بالواجب على اكمل وجه".
ويتابع القول "وفي حالة اذا كان العمل يخص الصحفي، كأن يقوم بأعداد تقرير خاص فان المسؤول غير مستعد لتقديم خدماته".
ويرى علي أن "التخفي والعمل باسماء مستعارة يساعد الصحفي كثيرا لان هناك مسالة عدم ثقة في الشارع مع كافة الجهات بدءا من الاقارب والاصدقاء الى ان تصل للشرطي في الشارع".
وعن رؤية فريق اعلامي يعمل ميدانيا في الموصل يشير الى "انني فقد الثقة فيه مباشرة واختلف معه في مواعيدي مستقبلا".
بدوره، قال الإعلامي اياد البناء، مدير مكتب نينوى الإقليمي لفضائية "المتحدة" التي مقرها الرئيس في لندن لـ(آكانيوز) ان "أبرز المعوقات انه الان كل الدوائر الرسمية وغير الرسمية العائدة للدولة لديهم كتب من مراجعهم بعدم مساعدة الصحفيين بدخول أي مكان او تصوير أي مكان".
ويتابع القول "وزارة الثقافة العراقية اصدرت كتابا الى كل المتاحف العائدة لها يقول اذا اراد الصحفي القيام بالتصوير سواء كان عراقيا او كان اجنبيا يجب ان يدفع مبلغا من المال للساعة التلفزيونية، والفضائية التي تصور لساعة واحدة يجب ان تدفع ربع مليون دينار، ويمكن تعميم هذا الوضع على جميع المحافظات".
ويشير ايضا الى ان عدم تعاون الدوائر مع الصحفيين يعود "لخلل كبير يتمثل في ظهور صحفيين جدد بعد 2003 الذين اصبحوا حالة طارئة على العمل الصحفي، وظهور هؤلاء كان بسبب حاجة الفضائيات والمؤسسات الاعلامية، لان الصحافيين الاكفاء، اما هم خارج العراق او يعملون مع فضائيات محترمة".
وحول تعاون الاجهزة الامنية في الموصل مع الصحفيين يبين البناء "اذا كان الصحفي يتعامل مع هذا الخط الامني ويبرز الوجه المشرق ولا يتناول الدور السلبي سترفع الدائرة الامنية هذا الصحفي الى اعلى المستويات وسيحصل على افضل الاخبار منهم".
واستدرك "ولكن اذا قام الصحفي بتصوير مداهمة او ضرب احدهم من قبل الاجهزة الامنية، فانه يكون قد حكم على نفسه بعدم تعاون المسؤولين الامنيين معه بشكل نهائي، فهم يريدون من الصحفي تصويرهم في زيارتهم للمرضى او توزيع مواد غذائية وهذا هو الصحفي المدلل لديهم، سواء كانت دائرة امنية او اية دائرة اخرى".
وبخصوص العمل تحت اسماء مستعارة يرى البناء ان "الشارع مفتوح للجميع، والصحفي معروف للجميع، وليس هناك مشكلة سواء عمل باسم صريح او مستعار".
ويصف البناء العمل الميداني في الموصل بـ "الانتحاري".. لان "الفريق الاعلامي الذي يمارس عمله الميداني في مدينة الموصل هو فريق انتحاري، ويقدم نفسه ضحية من اجل الحصول على خبر او تقرير بسيط قد يظهر او لا يظهر على الشاشة". ويختم حديثه قائلا "للعلم ان اكثر القنوات التي تعمل معظمها في الموصل فان مراسليهم يعملون في اطراف الموصل".
من جانبه، قال رعد الجماس مراسل فضائية السومرية في الموصل لـ(آكانيوز) ان "ابرز المعوقات في الموصل هي الظروف الامنية والوضع الامني بشكل خاص وهذا سبب رئيسي في اعاقة العمل الصحفي".. واضاف قائلا "الصحفي لا يستطيع ان يتنقل بحرية ويحصل على المعلومة المطلوبة من القوات الامنية او اية جهة اخرى".
واشار الى "عدم تعاون الدوائر والمؤسسات الامنية مع الاعلامي وعدم تزويده بالمعلومات التي يحتاجها، اضافة الى معوقات اخرى خارج الادارة المحلية في نينوى والتي تتعلق بعدم وجود قانون لحماية الصحفيين في نينوى او في عموم العراق".
ووصف الجماس تعاون الاجهزة الامنية مع الصحفيين بـ"النسبي نوعا ما".. واوضح يقول "في بعض الاحيان يكون هناك تعاون وتسهيل مهام الصحفي وفي احيان اخرى يتم حجب المعلومات عنه او يواجه صعوبة في الحصول على المعلومات".
واشاد الجماس بأي "فريق اعلامي يعمل بشكل ميداني في الموصل".. واكد انه ينظر له "بعين الاكبار، لان مدينة مثل الموصل التي لها ظروف استثنائية وتعتبر مدينة خطرة جدا".. معتبرا ان "أي فريق يعمل بشكل علني يعني انه يمتلك الجرأة والشجاعة في هذا المجال".
وكانت مدينة الموصل قد شهدت مقتل 13 صحفيا عراقيا منذ عام 2003 اضافة الى تعرض عدد اكبر من ذلك الى إصابات وعمليات خطف وابتزاز من قبل مجاميع مسلحة

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





المهرجان العربي والكلداني
 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced