خضنا قبل أيام مباراتين وديتين مع فرق لم نألف اللعب معها، وقد كان الجمهور الرياضي حذراً من هذه الخطوة الجريئة، حيث اعتدنا في السنوات السابقة على خوض مباريات مع فرق ذات مستويات متقاربة معنا.
كان لقاؤنا الأول مع المكسيك وظهر المنتخب الوطني خائفاً ومرتبكاً وخسر بأربعة اهداف مقابل لا شيء. وبعد هذه الخسارة القاسية، طالب البعض بعدم اللعب مع هكذا فرق قوية، اما البعض الآخر وانا منهم فقد طالبت ان نستمر بملاعبة هكذا فرق قوية ومن مستويات متقدمة، لأن ذلك سيعلمنا ويمنحنا الثقة في مقارعة الكبار.
اما التجربة الثانية فقد كانت امام المنتخب الاكوادوري القوي، وقدم لاعبو المنتخب اداءً مقنعاً امامه، أقول من خلال خبرتي كلاعب كرة قدم سابق، إن مباراتهم الثانية امام الاكوادور تخلصوا من عقدة الخوف والارتباك واستطاعوا ان يفرضوا التعادل السلبي على المباراة.
وهنا أقول للمسؤولين في الاتحاد العراقي لكرة القدم: ان يستمروا في البحث عن منازلة الكبار عندها سنجد أنفسنا شيئا آخر، كما يحصل الآن مع منتخبات قطر والسعودية التي ارتفع مستواها بسبب خوضها مباريات على مستوى عال مع فرق من اوربا وامريكا الجنوبية، وابتعادهم عن خوض مباريات ودية ضعيفة المستوى لا تغني ولا تسمن من جوع.
إذا أنتم مطالبون باتخاذ قرارات شجاعة وجريئة بالابتعاد عن خوض المباريات الودية مع فرق ضعيفة لا ترفع من مستوى اللاعب العراقي، عند ذاك سنحقق المطلوب ونرتقي بأدائنا الكروي.
إن هذا العمل يجب ان يتم من خلال تخطيط مسبق وإدارة حكيمة لأن جميع دول العالم التي تقدمت في جميع ألعابها الرياضية ومنها كرة القدم، قد خططت واجتهدت واستفادت من خبرات وتجارب الآخرين من سبقوها في هذا المجال.
إن كرة القدم العراقية تراجعت كثيراً بسبب السياسة الخاطئة والتدخلات الكثيرة وعدم استقلالية الاتحاد العراقي لكرة القدم وغياب الكفاءات والأكاديميين عن الساحة الكروية، عليه أقول للجميع أن نبعد الاتحاد ودوائره عن التدخلات من كل الجهات.