أندية عراقية عريقة في تأسيسها وانجازاتها وعطائها إلا أنها فقيرة بملاعبها ومنشآتها وواقعها حتى اليوم، ونحن نسير بخطوات سريعة نحو الاحتراف، ويسرنا اليوم أن نتحدث عن بعض الفرق الكبيرة ومنها نادي القوة الجوية الذي هو من أقدم الأندية العراقية لكنه حتى اليوم لا يمتلك ملعباً خاصاً به لكرة القدم يليق بجمهوره وبشعبيته وبتاريخه، وهذا الحال ينسحب على نادي الشرطة القوي ذي التاريخ المجيد الموازي لنادي الجوية وهو منافس عنيد وتاريخي منذ منتصف ثلاثينيات القرن العشرين، حيث يمتلك أرضاً ودائرة وملعباً بسيطاً لا يليق به ولا بجماهيره، وبقينا على موعد لبناء مدينة رياضية مصغرة ومنذ أكثر من عشر سنوات (لا أبو حسن ولا مسحاته)، وكذلك وجدنا نادي الطلبة بواقع مأساوي حيث تحولت بنايته إلى أطلال وشبح لبقايا ناد. أما فعالياته ونشاطاته (أصبحت شيئا من الماضي)، هذه نماذج لأندية كبيرة حققت البطولات وفازت بالكؤوس ودفعت نجوماً كبيرة للساحة الرياضية والمنتخبات العراقية، لكنها لم تهتم بمنشآتها وملاعبها وساحاتها وهي اليوم بلا ملاعب ولا ساحات ولا منشآت رياضية متكاملة، وكل الهيئات الإدارية المشرفة على هذه الأندية تقدم المبررات والمواعيد لإكمال بنايات وملاعب أنديتها. وهي اليوم بقايا أندية بعضها عبارة عن هياكل نسمع بها (وبجدية) عملها لكن لا نرى عملاً واضحاً وبناءً شامخاً، بل كلها مواعيد فلا أندية متكاملة ولا ملاعب حديثة ولا منشآت رياضية تسر الناظرين وتفرح العشاق.
يا سادة: يا قادة الأندية الرياضية العريقة وصاحبة التاريخ المجيد أنتم اليوم ملزمون بإنشاء وتحضير انديتكم ومنشآتكم الرياضية وتحويلها إلى قبلة للناظرين وتفرح المحبين وتغيض الحاسدين، لا أن تساهموا بتحطيم ما ورثتموه من أجيالكم السابقة التي ضحت من أجل أن تشيد صروحاً وإرثاً خالداً على بساطته، كان في حينه متميزاً ومقبولاً وجميلاً بجهود بعض الخيرين والشرفاء.
أحبتي يا قادة الأندية الرياضية أنتم مدعوون للمساهمة والمشاركة في إنشاء أنديتكم الرياضية وملاعبها وقاعاتها وملاعب تدريبات فرقكم لأننا نحضر لمشروع الاحتراف الرياضي، وهذا يتطلب منكم أن توفروا الأموال الكثيرة والقادرة على إعداد انديتكم الرياضية وملاعبها ومنشآتها لأنها مسؤوليتكم الأولى، ومن لا يستطيع تحقيق هكذا نشاط ولا يستطيع توفير أموال فعليه أن يرحل ويترك الساحة لغيره، لأن أندية اليوم بحاجة إلى أموال كبيرة وأراض واسعة ومنشآت رياضية وملاعب ونواد متمكنة، كل هذه الأمور بحاجة إلى قدرات مالية وامكانيات عالية وقروض كثيرة واستثمارات هائلة ولا مكان لأندية فقيرة وضعيفة إلا في مجال الهواة ورعاية الرياضة المدرسية، بل يتوجب على قادة الأندية أن تضع البرامج والخطط لتطوير الأندية الرياضية وفق فلسفتها الجديدة والتي تدعو إلى الاحترافية والعمل المنظم للنهوض بالواقع الرياضي.
طريق الشعب