العالم المتحضر يجد في الرياضة أهميتها وضرورتها للتلاميذ في المدارس لغرض بث النشاط والحيوية في أجسامهم، وهنا يصبح درس الرياضة فاعلاً وباعثاً على الحيوية والنشاط.
فقد عشنا سنوات ذهبية، أيام انتعاش الرياضة في المدارس وتحولها إلى تقاليد يمارسها الطلبة وعلاقات إنسانية بكل معنى الكلمة، حيث قدم لنا معلمو ومدرسو التربية الرياضية مثالاً ونموذجاً بالالتزام والضبط وحسن الأداء، وتعلمنا منهم كل الصفات الجميلة التي زرعوها فينا.
لكن هذا الحال تغير اليوم فلا نجد الا ما ندر معلماً للرياضة يقدم نموذجاً مشجعاً لطلابه ولم يعد بمقدورهم صناعة البطل الرياضي، فالعاملون في هذه المهنة نجدهم متفرغين لشؤونهم الخاصة او يتبرعون بحصصهم التدريسية الرياضية لصالح مدرسي العلوم او الرياضيات وغيرها واهمال درس الرياضة كلياً.
كما أن المحاصصة التي اعتمدتها الكتل السياسية في اختيار غير المتخصصين وغير القادرين على قيادة المؤسسة الرياضية المدرسية، هذا القطاع المهم والحيوي الذي أراه يشكل النواة الأساسية لرياضة عراقية متطورة وقد تشرفنا في العقود السابقة لتمثيلها أحسن تمثيل.
أحبتي في وزارة التربية أنتم الجهة القيادية لتربية المجتمع والارتقاء به علمياً وبدنياً، وأن مسؤوليتكم في هذه المرحلة تقوم على اعداد الطلبة بشكل صحيح، فلا تهملوا الرياضة المدرسية والنشاطات اللاصفية وساهموا في تطوير قدرات معلمي ومدرسي التربية الرياضية مهنياً، خدمة للرياضة والرياضيين، وان الحكمة التي تعلمناها يوم كنا طلبة هي “العقل السليم في الجسم السليم”.
وبمناسبة بدء العام الدراسي الجديد أجد من اللازم إعطاء أهمية خاصة للرياضة المدرسية والاهتمام بدرس التربية الرياضية واعتباره من الدروس المهمة والاساسية وعدم التساهل مع الطلبة في التغيب عن هذا الدرس، وكذلك ضرورة المشاركة في الفعاليات الرياضية المدرسية وتقديم المكافآت والجوائز لمعلمي ومدرسي الرياضة على نتائج فرقهم في المسابقات المدرسية.
طريق الشعب