مع بداية وانطلاق الدوري نجد أن الكثير من فرق الدوري العراقي قد استقرت على طواقمها التدريبية وهذا من أصول العملية التدريبية والفنية لأن جميع الفرق تستعد في مرحلة أعدادها وتحضيرها مع طواقم تدريبية لها دور في اختيار اللاعبين واعتادت على قيادتها واعتمدت عليها. وهذا يشكل جزءا مهما من العملية التدريبية ألا وهو السعي لتحقيق مبدأ (الاستقرار التدريبي) الذي يعتبر واحدا من اهم مبادئ كرة القدم الحديثة. وهذا ما تعلمناه ممن سبقنا في دراسة كرة القدم والتعرف على مبادئها الأساسية. إلا أن هذا الحال أي الاستقرار التدريبي لا زال عندنا متأثراً بالمزاج والعلاقات والاستحسان والرضى. بينما في العالم المتقدم نجد أن اختيار المدربين العاملين وطواقمهم التدريبية تكون من ذوي الاختصاص بكرة القدم والعاملين فيها والعارفين بأسرارها.
عند ذاك يكون الاختيار دقيقاً وناجحاً ويستمر طويلاً وتكون مهمة اختيار المدرب وطاقمه التدريبي مهمة شاقة وتحتاج إلى تحضيرات واستعدادات كبيرة وبمواصفات خاصة تأخذ بنظر الاعتبار مستوى الفريق وطموحاته وامكانياته المالية وتطلعاته وهذا ما لا نجده في دوريينا وفرقنا حيث نجد ان فرقنا لا تختار عن علمية وقدرات المدرب وامكانياته لأنها لا تجد في قاموسها دور للمختصين والعارفين بأسرار اللعبة، فلهذا نجد ان لا لجنة فنية ولا مختصين ولا أكاديميين يضطلعون بهذه المسؤولية وان من يتقدم لهذا المجال هو مسؤول النادي والمتنفذون فيه. وبسبب هذا الاختيار نجد أن الفشل هو رفيق أغلب الاختيارات، وهذا يتسبب في صعوبة اختيار كفاءات تدريبية قادرة على قيادة الفرق وتحقيق النجاح. وهذا الحال يحصل في كل موسم حيث يبدأ مسلسل الإقالات والاستقالات بعد بداية الموسم ومع اول مبارياته وهذا ما يحصل اليوم، وعلى الرغم من دخولنا إلى عالم الاحتراف لكن الموجة هذه الأيام تؤثر فينا ونتأثر بها وخاصة الفرق الكبيرة لأنها تبحث عن الفوز فقط ولا شيء غير الفوز. إضافة إلى تدخل جماهير الفرق ومشجعيها على الخط بالدفاع عن هذا وتسمية ذاك وعندها نجد ان الموجة تسبب غرق البعض ونجاة آخرين، وهذه الموجة تسبب أخطاء كثيرة وكبيرة لأنها ستكون سبباً أساسياً في تدهور الفرق وفشلها لان المدرب الجديد لا يتحمل مسؤولية الفشل والاخفاق وحسب الاتفاق. لهذا أقول لقادة الأندية المتواجدة في دوري نجوم الكرة العراقية عليكم بالتأني والصبر على مدربي فرقكم وعلى فرقكم ولاعبيكم لأنهم في المرحلة الأولى من الدوري وأمامهم خطوات كبيرة وعمل شاق واهداف يسعون لتحقيقيها. وهنا يحق لنا ان نتساءل ان المدربين العاملين مع هذه الفرق جميعهم يسعون لتحقيق أحسن النتائج وهذا هدفهم الأساسي فلنعطيهم الفرصة الكافية والكاملة وليتجاوزوا نصف الموسم او يكملوه حتى النهاية وعند ذاك تجرون عمليات التغيير والتبديل في حالة استنجادكم بعملية الإقالة لهذا المدرب او ذاك فإنكم تقترفون خطأ كبيراً ومنهجاً خاطئاً. لان العملية التدريبية يجب ان تأخذ وقتها المناسب والكافي لأنها تحتاج إلى هضم للاعبين واستيعاب المدرب وطاقمه التدريبي لمستوى لاعبيه وامكانياتهم وقابلياتهم.
وهنا ادعو إدارات الأندية الرياضية إلى ضرورة تشكيل لجنة فنية من المختصين واللاعبين السابقين وبعض الأكاديميين لغرض اختيار وتسمية المدرب قبل بداية الموسم ومن خلال السيرة الشخصية لهذا المدرب او ذاك وابعاد الصدفة والاستحسان والرضى عن هذا المدرب او ذاك في عملية الاختيار وان تعطي هذه اللجنة وحسب صلاحياتها الفترة الكافية للمدرب المختار وفي الأقل هو تحديد موسم واحد على الأقل لتجريبه. وهنا نحقق فوائد لكرة القدم وللنادي.. ولنا عودة.
طريق الشعب