على الرغم من المشاركة الجيدة للنساء، كمرشحات في انتخابات مجالس المحافظات، الان تلك المشاركة وعلى الرغم من أهميتها لأحداث تغيير في نسب وجود النساء بمراكز صنع القرار، فأن احتمال وصولهن الى تلك المراكز تبقى ضعيفة في حال اقتصار الوضع بالنسبة للمرأة العراقية على الترشيح والسعي وراء الفوز.
ان واقع المرأة في المجتمع بحاجة الى من يعمل لتعزيز حضور المرأة كشريك في صناعة القرار وبمناصب تتناسب وامكانياتها، عبر وضع البرامج التي تصب بمصلحة النساء والعمل بكل جدية وإخلاص على متابعة تنفيذها، خاصة تلك التي تتعلق بالقوانين التي تجيز التعنيف والقتل وحرمان النساء من حقوقهن الانسانية.
فعلى الرغم من وجود قانون يفرض اشد العقوبات على جرائم القتل، هناك يوميا الكثير من النساء في المجتمع يواجهن التعنيف والقتل ويتم اطلاق سراح القاتل بعد تبرير الجريمة بـ”قتلت بدافع الشرف”.
لم تقتصر تحديات المرأة على هذا الجانب، هناك مقطورة طويلة تجرها قاطرة من التحجيم والتهميش حتى في مراكز صنع القرار.
وهنا اود القول ان النساء المرشحات لانتخابات مجالس المحافظات اصطدمن بالكثير من التحديات لمواجهة سلوكيات التحجيم ومواجهة السلطة الذكورية.
فقد اعتادت النساء في المناصب السياسية على اقتصار تواجدها في زاوية الجانب الشكلي لا اكثر رغما عنها، وذلك لإرضاء المجتمع الدولي وعكس الصورة الايجابية بأن الحكومة تولي أهمية لتواجد المرأة في كافة ميادين العمل.
وباعتراف بعض النائبات فأنهن مقيدات بقرارات رؤساء الكتل النيابية، الذين هم في الغالب ممثلون عن أحزاب تشوب سمعتها الكثير من صفقات الفساد ونهج المحاصصة الطائفي والعمل باتجاه تحقيق المصالح الشخصية الضيقة بعيدا عن المصلحة العامة للبلاد.
لكننا نلمس ان المرأة العراقية اثبتت كفاءتها في كافة ميادين العمل بل وفي اشد ظروف العمل قساوة، فعلى الرغم من التحديات البيئية هناك فلاحات وهن يواصلن عملهن بجهود كبيرة، ورغم مافرضته ظروف الحياة الصعبة على البعض من النساء اتجهن للعمل كسائقات أجرة ووجدنا النجارة وعاملة الطابوق وغيرها من المهن التي كان يعتقد الرجال انها محصورة بهم.
هناك تقبل مجتمعي لمشاركة المرأة كمرشحة وناخبة في انتخابات مجالس المحافظات، الا ان الخذلان الذي أصاب النساء المواطنات بعد تمثيل عدد كبير من النساء في البرلمان واقتصار تواجدهن دون فعل أو مكسب واضح يذكر لصالح المرأة، بات سيد الموقف الذي خلق السؤال المجتمعي ماذا قدمت المرأة المسؤولة للمرأة في المجتمع؟ بل ووصل الحال الى إشاعة فكرة ان المرأة عدوة المرأة فبات المجتمع حبيساً للثقافات الخاطئة، ومع ضبابية الواقع السياسي والمعطيات تبقى المرأة العراقية جديرة بأن تنال استحقاقها المشروع لضمان نجاح العملية السياسية وبرامج التنمية والتقدم في العراق.
طريق الشعب