لماذا انتخب اليسار في انتخابات البرلمان الأوربي؟ *
بقلم : رشيد غويلب
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

ربما تكون هذه المساهمة موجهة لقراء العربية من أبناء الجاليات في بلدان الاتحاد الأوربي، التي ستشهد في أيام 6 -9 حزيران المقبل، بدء عمليات الاقتراع تباعا.

وبالتأكيد فان الهدف هو تحشيد الناخبين لصالح الأحزاب المشاركة والداعمة لكتلة اليسار في البرلمان الأوربي سواء تلك التي تعمل في إطار في حزب اليسار الاوربي ام تشارك بقوائم منفصلة، فالمشتركات بين هذه القوى كثيرة وتشكل المنطلقات الأساسية لقوى اليسار الجذري في اوربا، وهي أحزاب شيوعية، وأحزاب يسار، او أوساط من اليسار الأخضر في تحالفات تقدمية.

أولويات اليسار

يمكن تكثيف أولويات قوى اليسار الانتخابية العامة، وبعيدا عن التباينات الموضوعية في التفاصيل بين هذا البلد او ذاك، وكذلك التباينات في الرؤى التفصيليه لأحزاب ومنظمات اليسار الجذري: تكلفة المعيشة والسكن، وأزمة المناخ، والحقوق المدنية والتنوع، الثقافي والسلام والديمقراطية، والخدمات العامة والحقوق الاجتماعية.

1 - ملف اللاجئين

تتميز القوى الممثلة في كتلة اليسار او التي تدعمها برؤية أممية تضامنية مع اللاجئين، وتنطلق هذه الرؤيا من ان هذه المشكلة مرتبطة بطبيعة الصراعات الجارية في العالم، فما دامت الحروب مستمرة، وسياسات الحصار الاقتصادي، وانتشار الجوع في بلدان جنوب العالم نتيجة لاستغلال خيراته من قبل المراكز الرأسمالية العالمية، ومازال خطر كارثة المناخ في تزايد، وهو امر لا يمكن فصله عن عدم العدالة في توزيع الثروة العالمية ونمط الحياة الرأسمالية، واستمرارها في الاستغلال البشع للموارد الطبيعة، لتحقيق الأرباح الهائلة، على حساب مستقبل البشرية، فان عمليات تدفق اللاجئين ستستمر باتجاه بلدان الاتحاد الأوربي. وبهذا الخصوص ترى قوى اليسار، أنه ليس اللاجئون هم الذين يهددون ازدهار البلدان الاوربية، بل الأثرياء الذين يخفون ثرواتهم في الملاذات الضريبية. وتريد قوى اليسار انهاء عمليات الموت على حدود الاتحاد الأوروبي وعمليات غرق الباحثين عن الحماية في بحار العالم، والالتزام بإنقاذ ضحايا الغرق التي ينص عليها قانون الانقاذ البحري العالمي، وتنظيمه بشكل علني وموثوق. وان الفوضى على الحدود هي فشل سياسي. وهناك حاجة إلى إجراءات لجوء موثوقة ومتوافقة مع القانون الدولي وحقوق الإنسان. ويجب توزيع التكاليف بشكل عادل داخل الاتحاد الأوروبي. ويجب ان تحصل البلديات التي تقبل اللاجئين على أموال إضافية. وفي هذا الموقف تتميز قوى اليسار بموقف واضح وصريح في التضامن مع الضحايا وحمايتهم، على عكس الأحزاب الليبرالية والشعبوية، التي تتبنى باسم الواقعية سياسات اليمين المحافظ واليمين المتطرف العنصرية تجاه اللاجئين، في عملية خاسرة لاستعادة الناخبين الذين انفضوا عنها. ان هذه السياسة الخاطئة مثلت أحد اهم أسباب صعود اليمين المتطرف في اوربا. ويعتبرا لموقف التضامني مع المهاجرين واللاجئين أحد ملفات مواجهة اليمين المتطرف و النازيين والفاشيين الجدد، بمعنى آخر عندما نصوت لقوى اليسار كأجانب، فأننا نمارس حقنا في الدفاع عن أنفسنا ومستقبل أطفالنا، في مواجهة خطر الفاشية المتصاعد.

وفي المانيا أدى الانشقاق الذي حدث في حزب اليسار، وتأسيس حزب جديد باسم "تحالف سارا فاكنكنشخت"، نسبة للقيادة اليسارية السابقة التي تزعمت الانشقاق، الى خلط الأوراق وتشويش الرؤيا فالحزب الجديد، حزب شعبوي، لا يطلق على نفسه صفة اليسار، ولكن يمكن توصيفه بـ "اليسار القومي": يقترب من مواقف اليمين المتطرف في تعامله مع ملف الهجرة واللجوء، ويتبنى سياسات اقتصادية يمينية محافظة "أولوية الاقتصاد الألماني"، ولا تترد زعيمته في قبول التعاون مع شخصيات يمنية متطرفة في هذه القضية او تلك. وينتقد الحزب مؤسسة الحكم الرأسمالية من منطلقات قومية اجتماعية، كما يفعل اليمين المتطرف، ولا يعيير اهتماما بالصراع الاجتماعي مع اليمين بشأن التنوع الاجتماعي والثقافي، وحقوق الأقليات الثقافية المجتمعية، ويتخذ بحقها مواقف محافظة. ويأتي تأسيس الحزب في مرحلة يعاني منها اليسار من حالة تراجع عامة في عموم اوربا، لذا يشكل ظهوره كفصيل جديد فرصة للناقمين المحبطين، ولكني اعتقد ان خطابه السياسي سيكون بعد حين مكشوفا لليساريين الذين اندفعوا في تياره.

2 – الحرب والسلام

التباين بين قوى اليسار الاوربي عموما بشأن الحرب في أوكرانيا وغزة يمتد أيضا إلى داخل كتلة اليسار في البرلمان الأوربي، وحتى داخل قوى اليسار الجذري. والجدل سيظل مفتوحا حول أسباب الحرب في أوكرانيا وغزة، وأهمية الأسباب المنفردة. وربما سيكون من الصعب الاتفاق على كل التفاصيل. ولكن الممكن هو الاتفاق على أن هذه الحروب يجب أن تنتهي. وأن الحرب لا يمكن أن تنتهي إلا إذا دخلت الأطراف المتصارعة في مفاوضات مع بعضها البعض بحيث يتم احترام القانون الدولي وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها وسيادة البلدان.

لكن الاتحاد الأوربي يفرض على الدول الأعضاء فيه ا، استثمار المزيد من الأموال في إعادة التسلح. وسرعان ما خصصت حكومات الاتحاد مئات مليارات اليورو للجيوش وعسكرة الحياة. والنتيجة بالنسبة للبعض: أرباح إضافية في صناعة الأسلحة، وتضاعفت قيمة الأسهم عشرة أضعاف. مقابل تخفيض المعاشات التقاعدية، وفقر الأطفال، ونقص الرعاية، ونقص المساكن. ميزانية التسليح آخذة في التزايد، وتم إلغاء الرعاية الأساسية للأطفال. والآن هناك حديث عن استخدام الأسلحة النووية والقوات البرية. والتصعيد مستمر، والموت مستمر. ومن يعتمد على التصعيد يخاطر بحرب عالمية. ويريد اليسار حظر الحرب كوسيلة لحل الصراعات السياسية. فبدلاً من تسليم المزيد من الأسلحة، هناك حاجة إلى مفاوضات لوقف إطلاق النار والسلام. يريد اليسار حظر الأسلحة النووية. وعندما يزعم ممثلو لوبي الصناعات العسكرية أن علينا الاختيار بين "البنادق أو الزبدة"، فإننا نقول: "الزبدة للجميع"! أوقفوا التسلح وحروب الإبادة الجماعية.

لذا فإن الحفاظ على السلام يمثل ملفا محوريا، ويتعين على الأوروبيين أن يدركوا أن قارتهم، في ظل المشاكل التي لم تحل بعد والتي خلفتها الحرب الباردة، أصبحت في مركز السياسة العالمية. وإن تجنب الكارثة، يفرض توقف دوامة العنف والتصعيد في أوكرانيا وغزة. ورفض منطق الكتل العسكرية التي تهدد بعضها البعض بالإبادة النووية.

لا تحتاج أوربا إلى أسلحة جديدة، بل إلى سلام يقوم على نبذ العنف. وقوى اليسار الأوربي تدعو إلى أن تتولى أوروبا مسؤولية أمنها بنفسها، ليس من خلال تسليح حلف الناتو أو بناء جيش أوروبي، بل من خلال إقامة علاقات سلمية ومفيدة وقائمة على التضامن مع كافة مناطق العالم. ويسعى اليسار إلى تحول أوربا التدريجي إلى قارة خالية من كابوس الأسلحة النووية. ويطالب الاتحاد الأوروبي بالتوقيع على معاهدة الأمم المتحدة بشأن حظر الأسلحة النووية، التي صادقت عليها أكثر من 60 دولة، وهي بمثابة قانون دولي.

3 - أجور ورواتب تضمن حياة كريمة

أرباح الشركات ترتفع لتعانق السماء، لكن الرواتب والأجور ليس كذلك. في حين ترتفع بشكل انفجاري تكاليف الإيجار والغذاء والبنزين والكهرباء والتدفئة. وبالنسبة لكثير من الناس، لا يغطي دخلهم احتياجاتهم الأساسية حتى نهاية الشهر. ويعمل أكثر من 100 مليون شخص في أوروبا بأجور منخفضة، مقارنة باجور الحد الأدنى بلدانهم.  في ألمانيا، على سبيل المثال لا الحصر، يملك واحد من كل ستة عمال يوم عمل كامل، وفي ألمانيا الشرقية السابقة تصبح النسبة واحد من ثلاثة. تستفيد الشركات من انخفاض الأجور في دول الاتحاد الأوروبي الأخرى لتحقيق الارباح. ويطالب الاتحاد الأوروبي بعدم دفع أجور الافقار، وبأن تتم حماية جميع العاملين، بموجب اتفاقيات جماعية التي تقر بمشاركة النقابات. في ألمانيا لا تصل النسبة إلى النصف. لكن الحكومة الألمانية لا تفعل شيئا. وفي ألمانيا، يجب أن يكون الحد الأدنى القانوني للأجور أكثر من 14,14 يورو في الساعة. ويطالب حزب اليسار الألماني ي برفع الحد الأدنى الى 15 يورو.  يتزايد ضغط العمل ويتزايد عدد ساعات العمل الإضافي غير مدفوع الأجر. ويناضل اليسار من أجل عمل يتناسب مع الحياة: 4 أيام عمل في الأسبوع أو حوالي 30 ساعة: بأجر كامل وتعيين المزيد من العاملين.

4 – القضاء على الفقر

يواجه أكثر من 120 مليون شخص خطر الفقر، أي واحد من كل أربعة أطفال في أوروبا. وليس للفقر نفس الوجه في كل مكان: المتقاعدون يجمعون الزجاجات الفارغة ليحصلوا على مبالغ لا تذكر. ولا تستطيع العائلات تحمل تكاليف التمتع بالإجازات. ويجلس الأطفال في المدرسة دون تناول وجبة إفطار. وآخرون يعيشون في الشوارع. ويعمل الكثير من الفقراء بأجور زهيدة في البلدان الأكثر ثراء، كمساعدين في مواسم الحصاد أو في الرعاية على مدار 24 ساعة. ان الفقر يعني دائما فشل الحكومات. ويتعين على الاتحاد الأوروبي أن يضمن إنشاء شبكة اجتماعية آمنة في كافة البلدان: فلابد أن توفر المزايا الاجتماعية والحد الأدنى القانوني للأجور الحماية من الفقر. لذلك يطالب حزب اليسار الالماني بمعاش تقاعدي ومعونة اجتماعية لا تقل عن 1200 يورو! الضمان الاجتماعي شرط أساسي لحياة كريمة. وإذا تم تحميل الشركات والأغنياء المسؤولية، فسيكون الأمر قابلا  للتحقيق.  يناضل اليسار في سبيل أجور ومعاشات تقاعدية كافية لحياة كريمة، لا يحتاج العاملون فيها الى المعونة الاجتماعية. لأن الخدمات العامة مجانية. ولأن السكن والطاقة ميسورة التكلفة.

5 – صحة الانسان ليست سلعة

في بلد الاقتصاد الأقوى في اوربا، (المانيا)، يفرض على مرضى السرطان الانتظار لتحديد موعد اجراء العملية. وفي قسم الطوارئ. يعمل طاقم التمريض بما يفوق طاقتهم ويغادرون المهنة منهكين. والفقراء يعانون أكثر من الأمراض المزمنة ويموتون في وقت مبكر. وهذا صحيح أيضا في أوروبا. لذلك تناضل قوى اليسار من أجل رعاية أفضل للجميع، بغض النظر عن الدخل. ويريد اليسار التوفيق بين الرعاية الصحية والصالح العام والاحتياجات، ولا ينبغي لهما أن يصبحا تحت رحمة قواعد المنافسة الأوروبية. ولا ينبغي السماح للمستشفيات ودور رعاية المسنين بتوزيع الأرباح على المساهمين. يجب أن تستثمر هذه الأموال مرة أخرى في قطاع الصحة والرعاية. ويتعين على الاتحاد الأوروبي أن يوفر الأموال ويدعم البلديات في إعادة المستشفيات المخصخصة إلى الملكية العامة.

6 – تقوية ما يعزز وحدة الناس والمجتمع

, عدد التلاميذ في صفوف المدرسة كبير جدًا. وفي حال مرض المعلم تلغى الحصص. ومن الصعب الحصول على مكان لأطفالك في الحضانة. والمعلمون يعملون إلى حد الاجهاد. وعندما تضيق شقة السكن بالعائلة، لا تتوفر شقق أكبر بأسعار معقولة. وفي كثير من المناطق السكنية تبدو المطالبة بوسائل نقل وقطارات محلية، وحتى مكتبة المدينة ومركز ثقافة قاعلة امر مثالي.  ان توفر خدمات عامة جيدة هو أساس وحدة الناس والمجتمع معًا. وفي الجانب الآخر هناك الذين يستطيعون إرسال أطفالهم إلى المدارس الخاصة وشراء شقة سكنية. وضغط الاتحاد الأوروبي ويفرض الخصخصة وترك الخدمات العامة فريسة للسوق. وتركت هذه السياسة بصمتها في كل مكان في الاتحاد الأوروبي وفي الحياة اليومية: فالقطاع الخاص مكلف. ويريد اليسار التركيز استبعاد الخصخصة والتوجه نحو الربح من معاهدات الاتحاد الأوروبي. ويناضل من أجل توفير خدمات عامة جيدة بعدد كاف من العاملين، والحصول على مساكن كافية وبأسعار معقولة. وتعليم وتربية بدون رسوم. وصحة ورعاية منظمة وعامة وليست الربحية.

7 – ثروة في مصلحة الجميع

يمتلك أغنى 1في المائة من السكان قرابة نصف ثروة أوروبا. كورونا والحرب والأزمات تعني أموالاً أقل ومزيداً من المخاوف لكثير من الناس. لقد نمت ثروات الأغنياء بشكل ملحوظ. لماذا؟ لأن العديد من البلدان خفضت الضرائب على الأغنياء. ولأن الإيجارات وأسعار الكهرباء والغذاء ارتفعت، والحكومات تستثمر مبالغ ضخمة في التسلح. وهذا يجعل المالكين والمساهمين في الشركات أكثر ثراءً. اما إذا أعيد فرض ضريبة الثروة، س

يصبح عدد التلاميذ في الصفوف المدرسية اقل، وتصبح وسائل النقل العام أرخص، وسيكون هناك المزيد من الأماكن في دور الحضانة.

إن عدم المساواة بين الأعلى والأسفل آخذ في التزايد. كما أن عدم المساواة بين دول الاتحاد الأوروبي آخذ في التزايد ايضا. وهذا أمر سيئ بالنسبة للناس، وسيئ للتماسك في الاتحاد الأوروبي، وسيئ للديمقراطية. يريد اليسار زيادة الضرائب على أرباح الشركات وعلى الثروات، وعلى ارث الأكثر ثراءً في كل مكان في الاتحاد الأوروبي.

8 –مجانية النقل العام بدلا من الطائرات الخاصة

يعمل اليسار للوصول الى وسائل نقل محلية متطورة ومجانية للجميع: وهذا أمر جيد لنا ولمدننا وللمناخ. ويريد اليسار توسيع وسائل النقل العام في كل مكان في الاتحاد الأوروبي وجعلها مجانية. وهناك حاجة إلى استثمار مليارات الدولارات في المزيد من الخطوط، وإمكانية الوصول، وتوفير المزيد من الحافلات، وتحسين الاتصالات في المناطق الريفية، وتحسين ظروف عمل المواطنين. عندها ستكون وسائل النقل العام بديلاً حقيقياً للسيارات الخاصة، وتتحقق سهولة التنقل للجميع. وبواسطة السكك الحديدية التي تعمل بشكل جيد، يمكن تقريب أوروبا من بعضها البعض وتوسيع طرق الوصول الى العمل. يريد اليسار أن يجعل السكك الحديدية أهم وسيلة نقل في أوروبا: بتوفر شبكات سكك حديدية أفضل وعربات حديثة، وقطارات ليلية مريحة. وكل هذا بأسعار معقولة. عندها يصبح القطار بديلاً حقيقياً للطيران. إن حماية المناخ المتلازمة مع العدالة الاجتماعية ً تعني وقف تجاوزات الأثرياء: يريد اليسار حظر استخدام الطائرات الخاصة واليخوت الضخمة في الاتحاد الأوروبي! وإلغاء الإعفاء الضريبي على بنزين الطائرات.

9 – حد أعلى للأرباح، وإغلاق الملاذات الضريبية

قامت شركات شل وليدل وآلدي وغيرها من الشركات برفع الأسعار خلال الحرب وأزمة الطاقة. لقد أصبح الغذاء أكثر تكلفة بمقدار الثلث، والطاقة بمقدار النصف. وتم احتواء الأسعار المفرطة بأموال الضرائب. وما زال دافعو الضرائب يعانون البرد. التضخم ليس من قوى الطبيعة، وانما فعل بشري. وارتفاع الأسعار يعني، ان علينا أن ندفع المزيد، في حين تحقق الشركات أرباحًا هائلة.  يريد اليسار إيقاف استغلال الأزمات. وهذا أمر ممكن: إذا تم فرض ضريبة على الأرباح الفائضة والمُبالغ فيها، فلن تعود هناك أي حوافز لزيادة الأسعار. ويدعو اليسار إلى فرض ضريبة على الأرباح الفائضة والارباح الإضافية بنسبة 90 في المائة في الاتحاد الأوروبي. ويجب عدم ترك تحديد أسعار الكهرباء والغاز للسوق. يريد اليسار أسعارًا متدرجة اجتماعيًا.

تدفع شركات عالمية كبيرة ما متوسطه 19 في المائة تقريبًا من الضرائب في الاتحاد الأوروبي، في حين يدفع الخباز المجاور نسبة تقترب من 30 في المائة. يريد اليسار وضع حد للملاذات الضريبية وعمليات التهرب الضريبي، التي تؤدي الى خسارة الاتحاد الأوروبي 835 مليار يورو سنويا. ويريد اليسار حد أدني موحد، لا يمكن خفضه للضرائب المفروضة على الشركات الكبيرة في أوروبا.

10 - حماية المناخ، وليس أرباح الشركات

تهدد كارثة المناخ استمرار عيش أطفالنا على هذا الكوكب. وكلما كان الناس أكثر ثراء، كلما زاد انبعاث ثاني أكسيد الكربون. 100 شركة تتسبب في الكمية الأكبر من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وتفشل الحكومات في التعامل مع الأسباب الكبرى لتغير المناخ. تتلقى الشركات تمويلًا حكوميًا حتى تتمكن من تحويل إنتاجها الى انتاج صديقً للمناخ. في حين تستمر الأرباح، وارباح اصحاب الأسهم في الذهاب إلى الجيوب الخاصة. لقد أثرت أسعار الناتجة عن تكاليف مواجهة انبعاث ثاني أكسيد الكربون بشكل خاص على الذين بالكاد يتمكنون من تلبية احتياجاتهم الأساسية، اما بالنسبة لفاحشي الثراء، فان ارتفاع الأسعار يعد تغييرًا بسيطًا.

يطالب اليسار بـ: توجهات واضحة للشركات وبدائل حقيقية للناس. ويناضل اليسار من أجل تحقيق تحول في الطاقة، ومنتجي طاقة غير ربحيين وأسعار متدرجة اجتماعيًا. من أجل إعادة هيكلة الاقتصاد بشكل صديق للمناخ، مما يخلق وظائف آمنة بأجور جيدة. ومن أجل التخفيف من تكلفة مواجهة الانبعاث، او ما تسمى (أسعار ثاني أكسيد الكربون)، يدعو اليسار إلى توفير أموال المناخ الاجتماعي التي تدعم بشكل خاص ذوي الدخل المنخفض والمتوسط..

وفي الختام لا بد من كلمة لأبناء الجاليات المبهورين بتطور الحياة الأوربية، مقارنة بالخراب والاستبداد السائد في بلدانهم الاصلية. ان هذه المقارنة خاطئة، فهناك أكثر من 200 سنة من التطور بين اوربا وبلداننا الاصلية، كما ان رفاهية المراكز الرأسمالية، في جانب كبير منها مرتبطة اقتصاديا باستغلال خيرات بلداننا وعموم بلدان جنوب العالم.

*- اعتمدت في اعداد هذه المادة على ورقة انتخابية لحزب اليسار الألماني بعنوان "عشرة أسباب لانتخاب حزب اليسار"

طريق الشعب

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 04-06-2024     عدد القراء :  270       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced