نساء يشهدن امام الله والعالم...
بقلم : ماجدة الجبوري
العودة الى صفحة المقالات

شهادات إدانة دامغة لجرائم نظام صدام البشعة بحق الشيوعيين والديمقراطيين العراقيين

ساعة الحقيقة أمام العدالة


شعور غريب ينتابك وانت تجلس فوق وتحت في القاعة ترى علي كيمياوي وشلته الاجرامية، أو وانت تتسلق درجا يفضي بك الى قاعة لمشاهدة محاكمة اعتى طغاة على وجه الارض، من ازلام النظام البائد، شعور يوصف بمزيج من القوة وشيء من الرعب. ليس خوفا بل يخيل اليك ان ملابسهم تقطر دما، هي دماء لاشقاء وشقيقات، احبة وجيران، شابات وشباب، قطفت زهرة شبابهم قبل الاوان، على يد مجرمين ليس لسبب سوى انهم معارضين للنظام بالكلمة والرأي.
رؤية هؤلاء  تصيبك  بالتقزز وانت ترى من كان اياما وسنينا مسؤولا عن قتل وسلب كل ما هو جميل في حياتك وحياة الاخرين، بدءا من التفنن في التعذيب اللامنتهي، من ملاحقة واستهداف، اغتيالات وتغييب، وابادة قرى كاملة مع ناسها، فاصطبغت جدران الزنزانات بدماء الابرياء، نساءا ورجالا، شيوعيات وشيوعيين، اسلاميات واسلاميين، وحتى من لم يعارض النظام اصلا، ذهب في الرجلين.
البطلة ام نصير وزوجها الشهيد...
عام 1980، سمعت من شقيقي انور الذي كان مختفيا ومطاردا من قبل النظام والذي استشهد فيما بعد، بمقاومة الرفيق (ابو نصير) الذي كان يشغل عضو محلية بابل. كان مطلوبا للسلطة حينها ايضا ومختفيا عن اعينها في منطقة (الكفل) التابعة لمحافظة النجف، كنت استمع باعجاب لمقاومة الشهيد ابو نصير لازلام النظام، عندما اكتشفوا مخبئه في احد بيادر الحنطة او الشعير، كان مسلحا، لم يستسلم، قاومهم، وقتل النقيب المجرم "مسلم" على ما اذكر، الذي كان مسؤولا عن تعذيبي لايام طويلة، اتذكره جيدا حينها كان يضع على كتفية  عباءة (مكصبة الجوانب ) يوجه الاسئلة واثنين من جلاديه يضربونني بمختلف الأدوات التعذيبية.
أم نصير كوثر حمزة زوجة الشهيد، ام لاربعة اطفال حين اعتقلت في عام 1979 من قبل مديرية امن بابل وهي مشهود لها أنها من اكثر مديريات الامن وحشية وبربرية في تعذيب المعتقلات والمعتقلين، ومن بينها نشر اجساد المعتقلين لساعات فوق الحبال او لاسلاك وفي حرالصيف القائظ كما ينشر الغسيل!!.
ام نصير كانت في شهرها الاخير، طفلة تتحرك في رحمها، هذا لم يثني الجلاوزة من اغتصابها وتعذيبها بوحشية، ثم صب مادة التيزاب الحارقة على جسدها من قبل اثنين من الضباط تعرفهما وتتذكرهما جيدا هما( صلاح وابو رائد) ، التيزاب الذي صب على جسدها حرق صدرها، وبطنها، وافخاذها،وقتلت الطفلة البريئة في بطنها، بقيت ام نصير تعاني تشوها  لايستطيع أي انسان تحمل النظر اليه، ومعاناة وجرحا من الصعب شفائه.
ام نصير خرجت على فضائية ( الحرة- عراق ) قبل فترة وتحدثت بكل شجاعة وجرأة عما جرى لها، ومدة مكوثها في مديرية امن الحلة، وفيما بعد في الامن العامة في بغداد وهي تحت التعذيب.ام نصير من المأمل ان  تخرج مرة اخرى، هذه المرة مشتكية على النظام في المحكمة الجنائية العليا، باكثر من شكوى بينها تعذيبها واغتصابها، وصب مادة التيزاب عليها، وقتل طفلتها في بطنها، وقتل زوجها.
شذى والعائلة وضيوفهم ..
اما شذى والتي ذهبت للمرة الثانية للمحكمة وتاجيل قضيتها. اخيرا ظهرت على شاشة التلفاز وهي تحكي قصتها: اعتقلت عام 1981 مع والدتها، وشقيقاتها الخمسة، معظمهن اطفال، واثنين من اشقائها، اضافة الى اثنين من الرفاق كانوا ضيوفا عند العائلة.
شذى تتذكر وتقص طريقة تعذيب العائلة خاصة والدتها، حين كانوا يعذبونها امام اولادها في معتقل الفضيلية. لم تتحمل ضربات السياط ووسائل التعذيب الاخرى، وظروف المعتقل الذي طال مع ابنائها ، توفيت الوالدة بعد خروجها من المعتقل بفترة قصيرة.
والد شذى اعتقل في عام 1980 واعدم في عام 1981، مع كوكبة من رفاقه، في حين اختفى شقيقها الاخرعام 1993، في اقبية مخابرات النظام ولم يعثروا على جثته، فقط ورقة مثل عشرات الالاف من الاوراق التي تسلم للاهل دلالة على اعدام واخفاء ابنائهم.
المشتكية الاخرى هي "سلام" ، قضيتها تتعلق بوالدها الذي نفذ فيه حكم الاعدام عام 1970وهي لازالت جنينا في بطن امها عمرها ستة اشهر، سمعت عنه ورات صوره التي تحتفظ بها الوالدة.
تحدثت سلام عن والدتها ومعاناتها واستدعاءات الاجهزة الامنية لها وارهابها، توفيت هي الاخرى كمدا وحسرة على الزوج والحبيب، الذي فقدته وهي لازالت عروسا، لتعيش سلام يتيمة الاب والام.
ام هشام هي الاخرى جاءت لتشتكي نظام المجازر: اعتقل زوجها الشيوعي هاشم عودة "ابو هشام" عام 1980 كان سائق شفل، لم تعلم باعتقاله ولكنها تاكدت من خلال اعتقال شقيقه بعد ثلاثة اشهر، في مديرية الامن العامة، والذي اعدم عام 1982. في عام 1984حين كانت تنوي استخراج وثائق لاولادها اخبروها مع مجموعة من النساء بان يحصلن على شهادة وفاة، ولم ياكدوا لهن اعدام ازواجهن.
ام هشام تروي قصتها مع النظام قائلة: لم اسلم من استدعاءات الاجهزة الامنية المستمرة، حتى مرة واجهت الضابط المحقق معي وقلت له هل تخبر زوجتك بكل ماتفعل؟ واين تذهب، وهل مطلعة على كل امورك الخاصة.
وتضيف ام هشام لم استكن او اقف عند حد معين، بل راجعت معظم الدوائر سائلة عن زوجي، الى ان علمت بانهم قتلوه، تكفيت الشر وركنت في بيتي لتربية اولادي وتوفير لقمة العيش، لكن اكثر معاناتي هي كيفية الحصول على هويات للاطفال، وتضيف هذا ماكانت تعاني منه جميع النساء ممن اعتقل ازواجهن، والخوف من طرق ابواب مديريات الامن لانها السبيل الوحيد لذلك.
الدكتور حسان عاكف ومحمد جاسم اللبان يشهدون ...
هنا لابد ان اشير الى شهادة الدكتور حسان عاكف الذي سرد حكايته قائلا: اعتقلت عام 1979، حين اشتدت الهجمة على الحزب الشيوعي العراقي والقوى الوطنية، التي طالت اكثر من سبعين الف مناضل تعرضوا للاعتقال والتعذيب، بدأت الحملة في الاطراف ثم امتدت للمدن ومنها بغداد.
واشار عاكف الى اعتقاله من المستشفى حيث كان يجري العمليات مع زملائه، وتعذيبه بقسوة ، ومن ثم اعتقال والده وشقيقه الاكبر، والاصغر، فيما نجت شقيقته رجاء من الاعتقال.
اما الاستاذ محمد جاسم اللبان" مدرس متقاعد" الذي التحق بالانصار في جبال كردستان عام 1982 بعد اختفائه من السلطة لمدة عامين، فقد اشار في شهادته الى قصف الطائرات العراقية لمقر الحزب الشيوعي هناك في يوم 5 حزيران ليلا ب39 صاروخا كيمياويا، وتساءل اللبان هل هناك حاكم في العالم يضرب ويبيد شعبه بالكيمياوي غير صدام؟.
واضاف " من تداعيات الضربة استشهد منهم وجرح البعض واصيب "150" اخرين اكثرهم بالعمى، كانوا يعالجون بطرق بدائية "بالشاي" لعدم توفر ادوية حينها، تحولت الوان بشرتهم الى السواد، مع آلام في المعدة، وكان معهم الرفيق حميد مجيد موسى.
في عام 1993 اعتقل شقيقه" كمال جاسم اللبان" مع رفاق له واعدموا وحين ابلغت الوالدة بذلك اصيبت بالشلل الرباعي، ثم توفيت بعد اسبوعين.

  كتب بتأريخ :  الأحد 24-01-2010     عدد القراء :  3342       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced