زيارة مسعود البارزاني لبغداد - غموض… تعتيم… جحود !
بقلم : احسان جواد كاظم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

تابعنا بامتعاض زيارة رئيس اقليم كردستان العراق السابق و (الفعلي إلى الأبد ) السيد مسعود البارزاني لبغداد بعد سبع سنوات من الجفاء، إثر فشل استفتاء الانفصال 2017، ولقاءاته المستعجلة بكل الاطراف السياسية المتنفذة والتي لها اليد الطولى في الحكم والسلطة حتى مع التي نعتته بأبشع النعوت وقصفت أربيل عاصمة الإقليم ومقره في سرة رش،تبليغ رسالة التهديد الأمريكية، ولم يكلف نفسه زيارة أي جهة من القوى الديمقراطية وبالخصوص الحزب الشيوعي العراقي الذين قاتل رفاقه - من كل الطيف العراقي - النظام البائد معه كتفاً إلى كتف، ودائماً كانوا مع معاناة الشعب الكردي من جور الدكتاتوريات، قولاً وفعلاً. وكانوا أصدق حلفاءه وتحملوا تقلبات مزاجاته ونتائج تغير رياح  أشرعته !

ولا أظن أنه وضعهم والقوى الديمقراطية بالصورة, على الأقل, ولو حتى بشكل غير مباشر.

تجاهل هذا التاريخ المشترك والتنكر لذكرى ثورة 14 تموز 1958 المجيدة بإلغاء العطلة هو قطع مع كل ما هو وطني وديمقراطي، لإرضاء حلفاءه والالتحاق بركبهم وتشبث بالمحاصصة.

قد لا يعير سيادته لهذه القوى اهمية لانها خارج السلطة، لكونها معارضة مبدئية وثابتة لنهج المحاصصة الذي ينغمس به ويمارسه بشغف حد استنساخه في حكومة ودوائر الإقليم… ولكنها تبقى أحزاباً وقوى لها برامجها و نضالاتها وتضحياتها، ولها رصيدها الشعبي.

في حقيقة الأمر أن ذلك ليس بالجديد لديه ولكن الأمر اختلف مع ما حملته زيارته الأخيرة من أهمية خاصة لكل العراقيين، لما تضمنته رسالة التهديد الأمريكية التي قيل عنها انها صارمة وحازمة لمعاقبة أحزاب السلطة الحاكمة… وبحكم التجربة فإن تنفيذ التهديد أمريكياً، قد يزيح هماً من هموم العراقيين لكنه، بنفس الوقت، سيكون فادحاً للشعب العراقي وقواه الوطنية والديمقراطية من جانبٍ آخر وله عواقب مؤلمة... ولنا في تجربة الحصار الدولي الجائر بعد حرب الكويت، عِبرة ! تضرر منه شعبنا ولم يُنجه من مخالب وأنياب الدكتاتور والذي كان من مخرجاته السنوات الواحدة والعشرين العجاف التي تلته.

لهذا فإنه جاء لإبلاغ أطراف السلطة المتحاصصة بالخطر الداهم والقرار الذي أُقر ممن جاء بهم للسلطة والذي ضاق ذرعاً من  تنكرهم لمعروفه…

 وسيادته، في حقيقة الأمر، جاء منقذاً لهم، محذراُ من خطط الأمريكان لترتيب الأمور بما يروق لهم, هذه المرة, وتنصيب من هو قادر على تحقيق أهدافهم في المنطقة، بيد أن ذلك قد لا يتوافق، كلياً، مع طموحاته كشريك أصيل وضلع ثالث في مثلث المحاصصة … فما توفره المحاصصة من منافع وامتيازات أجزل وأكبر من حكومة ينصّبها الأمريكان، لأنها ستفرض، بالتأكيد، منطق الدولة والقانون والخروج من فوضى دولة اللا قانون الحالية وتعدد الرؤوس التي تستفيد منها كل الجهات المشاركة، حالياً، في التحاصص.

الزيارة كشفت من جانب آخر، أن ثلاثي المحاصصة أكثر تماسكاً مما يبدو عليه وان حديث المصالح أعلى من زعيق خلافهم الذي تسوقه وسائل إعلامهم !

قد يقول قائلهم إن الادعاء عن هدف زيارة البارزاني إلى العاصمة هو إبلاغ رسالة بمضمون تهديدي، مجرد تخمينات وتوقعات وهلاوس، وان ما جرى محادثات بشأن الخلافات والمشاكل العالقة بين المركز والاقليم. وهنا لا بد وان نقف ونمحص الأمور : فالرجل برغم وزنه السياسي فإن كبرياءه الذي منعته من زيارة العاصمة لسنين طويلة قد تلاشت فجأة وبسرعة، وهذا يعني وجود ما يستدعي التحرك العاجل. إضافة أنه لا يحمل  صفة رسمية تؤهله للتفاوض رغم الوشائج والروابط الشخصية القديمة التي تربطه بأحزاب السلطة الإسلامية، لا سيما وان رئيس الإقليم رسمياً السيد نيجيرفان البارزاني ابن أخيه يقوم بزيارات مكوكية للعاصمة ويلتقي بقادة الإطار التنسيقي الشيعي الحاكم.

يمكن الاستنتاج، أن الزيارة لم تكن لترميم العلاقات وإعادة المياه إلى مجاريها، رغم مظاهر الاستقبال والاحتفاء، لأنها خاطفة، ولا يُعقل أن تحل الإشكالات والخلافات المستعصية هكذا بسرعة بعد سنين من الصراعات.

وإذا كانت توقعات وتخمينات المراقبين السياسيين، غير صحيحة ومجانبة للحقيقة، كما يمكن أن يدّعوا، فإن ذلك بسبب حجبهم الحقائق عن الشعب وغياب الشفافية وعدم مكاشفة الشعب بما يُطبخ، ذلك كله يفتح أبواب التأويل والتخمين والتكهن، على مصراعيها !

وما على الناس، عندها، الا الضحك هستيرياً مما يدور او البكاء غيظاً مما يجري !!!

  كتب بتأريخ :  الخميس 18-07-2024     عدد القراء :  126       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced