إن الإنتماء الإجتماعي والعقائدي قد يساهم في التخفيف أو في حِدة الغضب لدى الأفراد , فقد يُصعِد هذا الإنتماء حدة السلوك الغضبي إذا كان المنتمي متشدداً في إيمانه , وقد يعاني الفرد من التطرف فيمنهج غضبه على أنه ضرورة حتمية للفعل الخطأ فيسلك في إيمانه الإجتماعي والعقائدي سلوكاً عدوانياً أو قد يسلك سلوكاً متسامحاً ومصلحاً ولا يجد أن التطرف في التعبير عن الغضب هو وسيلة للإصلاح بل للهدم الإجتماعي , وبهذا يعبر عن غضبه تعبيراً إيجابياً .
إن شعور الغضب هو رد فعل طبيعي لأفعال معينة ومن المنطقي أن تكون ردود الأفعال غير متساوية تجاه الفعل الواحد , ويشكل الإرث التربوي والحضاري سبباً أساسياً في مدى حدة ردود الأفعال , وقد تختلف حدة نوبات الغضب حسب المستوى العمري ايضاً , فهي تنخفض تصاعدياً وهي عند الأطفال والمراهقين أكثر حدة وتنخفض بشكل تدريجي في السنوات العمرية المتأخرة لإزدياد كمية التجارب الحياتية ونوعها , كما تتعلق نوبات الغضب بشدة إفراز الهورمونات , وكما تختلف حدة نوبات الغضب تختلف الأسباب ايضاً , فقد يرى المراهقون بأن مواضيع مثل الحرية الشخصية والبناء الذاتي المستقل هي أسباب تستحق الغضب , كما يدافع المراهق عن المظاهر الشكلية في الحياة ويعتبرها من الأساسيات , وقد يدافع البالغون عن الأسباب الجوهرية للحياة كالغذاء والتعليم والعمل , وقد يتسبب الحرمان من الأساسيات للفئات العمرية الشبابية المثقفة والواعدة في الغضب المجتمعي والذي يُعبَر عنه بالمظاهرات أو الإنتفاضات الشعبية , وقد يُعبَر عنه ايضاً بمظاهر التخريب الإجتماعي , ويعتمد هذا على نوع التربية الأُسرية وعلى نوع المصادر الثقافية كذلك نوع جماعة الأقران .
إن الغضب الإجتماعي لدى أي مجتمع قد يتساوى وقد يختلف في أساليب التعبير عن الغضب بسبب المظاهر العادية , لكنه يتساوى في حالة الغضب عن المظاهر العامة , كظاهرة الفساد الإجتماعي وإنعدام الأمان والسرقات المنظمة للثروات الإجتماعية وإنعدام الديمقراطيات , فتتساوى في هذه الحالة ردود الأفعال وأساليب التعبير عن الغضب الإجتماعي , إبتداء في التعبير اللغوي في الصحف ووسائل الإعلام وإنتهاء بالحركات الثورية المناوئة . ان توظيف الغضب الفردي الايجابي لصالح المجتمع هو وسيلة جيدة لتطوير المجتمع حيث تصبح الثقافة الفردية للفرد العادي طريقة حضارية لتطوير وتغيير الأنظمة التعليمية والصحية والعمرانية والسياسية وقد تاخذ في بداياتها طرقا سلمية وقد تتمنهج بشكل عنفي فتحرق القاعدة المادية والثقافيةويمكن للاسلوب العنفي ان ينجح في التغيير او قد يسقط في بؤرة الغوغائية واللامنهجية في الرفض