معاً ضد إنتهاك حقوق المرأة والطفل
بقلم : انتصار الميالي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

يعد انتهاك الرجال لحقوق المرأة من أعمال العنف الأكثر انتشارا ومأساوية. فسلوك الرجل العنيف اتجاه المرأة يفرض نفسَه كواحد من أسوأ ثقافات العنف التي تسود مجتمعاتِنا، سواء في الحياة المنزلية أم في الحياة السياسية. وللأسف الشديد قام بعض الرجال داخل المؤسسة التشريعية بالحطِّ من قيمة النساء وإبعادهن والسيطرة عليهن واضطهادهن، ووصل بهم الأمر لتحطيم حقوقهن القانونية في الأحوال الشخصية، من خلال طرحهم تعديلات مهينة ومبهمة للقانون. فرغم نضالات المرأة العراقية ودفاعها عن قضاياها المشروعة والتأكيد على هويتها الخاصة ونيل الاعتراف بها، فإن هناك الكثير من أشكال التمييز أو الإقصاء في حقِّ النساء، وبدرجة لا يمكن لأحد انكارها.

لقد أثبتت الأحداث التاريخية والمعاصرة، بأن النساء أهل لمشاركة الرجال في كل المواقع وحتى في النزاعات والمفاوضات، وهّن بهذا معنيَّات بالسلم والحرب، التي يشعلها الرجال وتعاني من ويلاتها النساء أبشع المعاناة، ولهذا تلعن المرأة الحرب وتحتج ضدها وترفع صوت مظلوميتها عالياً. كما كانت للمرأة القدرة على المساهمة في صنع الخطط والاستراتيجيات الوطنية وحتى التطوع لتنفيذها وتعميم المعرفة بها، ولهذا فأن من حقها أن تأخذ مكانتها في المجتمع كاملاً، وأن ترفض الخضوعَ لسلطة الرجال، وتناضل لحماية مكتسباتها وحقوقها وبدورها في صناعة القرار.

النساء في الواقع قادرات، ولا يمكن للاختلاف البيولوجي أن يلتبس بأفكار اجتماعية مقولَبة جامدة، فطلب المساواة والعدل بين الرجال والنساء لا يجوز أن يقوم على اللا تمايز، بل أصبح ضرورياً للمرأة أن تحرِّر نفسها من عنف الرجال، خصوصا عندما يتحول الكثير منهم إلى عدو شرس يبيح امتهان كرامة المرأة وينتهك انسانيتها، ويتمادى باتجاه تضليل وتجييش المجتمع ضدها، فقط لكونها تطالب بحقوقها، كما يجري هذه الأيام مع المدافعات عن قانون الاحوال الشخصية، والرافضات تعديله.

وكما نتحدث عن المرأة علينا ان نتحدث عن الطفل ومصلحته الفضلى والتي نصت عليها اتفاقية حقوق الطفل واتفاقية سيداو، وهي اتفاقيات صادق عليها العراق ومن واجبه الالتزام بها. فالطفل يواجه عنفاً مركباً يخلِّف في نفسه تداعيات خطيرة تَسِمُم حياتَه الوجدانية والنفسانية.

والطفل كائن ذو حاجات ودوافع ورغبات، فهو يحتاج لكي يبني شخصيتَه، إلى مواجهة سلطة الراشدين الذين يصدُّونه ويتعاملون معه بإهانة، تجعله يشعر بالإذلال من الطرفين، كونه ضحية علاقة زوجية فاشلة ليس له ذنب فيها، وإن إحدى كبرى المهمات المنوطة بنا كمدافعين عن حقوق الانسان وبالأجيال القادمة هي استئصال العنف الموجه ضد النساء والأطفال. وهو تحدٍّ حقيقي، رِهانُه حاسمٌ لمستقبل البشرية نفسه.

طريق الشعب

  كتب بتأريخ :  الخميس 03-10-2024     عدد القراء :  207       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced