ربما لا تعرف ملايين الفتيات الصغيرات بوجود يوم عالمي لهن، في خضم الكثير من المناسبات الدولية التي خصصت للدفاع عن حقوق المرأة، وهي المناسبات التي تتوقف العبرة من وجودها على تطبيق ما يتخذ فيها من قرارات لرفع الحيف عن النساء في ارجاء العالم، حيث تبقى هذه الأيام بلا معنى بدون ذلك.
جاء الاعتراف بيوم 11 تشرين الاول من كل عام، يوماً للطفلة والفتاة الصغيرة، بهدف إذكاء التفكير بالمتطلبات الأساسية لحماية حقوق الفتيات وتوفير الفرص لتحسين حياتهن، وزيادة الوعي بالكثير من قضاياهن وحقوقهن مثل الحق في التعليم، والتغذية، والرعاية القانونية، والرعاية الصحية، والحماية من التمييز والعنف، ومنع التزويج القسري والمبكر.
وترتبط حلول بعض المشاكل المعقدة مع بعضها وتتداخل احياناً، فمثلاً يساعد تعليم الفتيات على تقليل معدل زواج الأطفال وتحسين التنمية الاقتصادية وتطوير اليد العاملة من خلال مساعدة الفتيات المتعلمات في الحصول على وظائف وعمل لائق. وتحتاج هذه الحلول لإجراءات عاجلة، تبعث الأمل في النفوس وتنبع من رؤية الفتيات الصغيرات أنفسهن للمستقبل.
ويكتسب هذا اليوم أهمية ايضاً في سياق الجهود لتقليل حرمان الفتيات من حقوقهن ومن حق اختيار مستقبلهن، وفي مساعدتهن لمواجهة تحديات أزمة المناخ العالمية والصراعات والفقر ومخاطر ضياع المكتسبات التي تحققت بشق الأنفس في مجال حقوق الإنسان والتشريعات. ومن أجل تحقيق ذلك تحتاج الفتيات لدعم المناصرين والمدافعين الذين يستمعون لأحتياجاتهن ويستجيبون لها، وبتوفيرالدعم والموارد والفرص، فإمكانات وطاقات أكثر من 1.1 مليار فتاة في العالم لا حدود لها، ويكون التأثير أكثر فعالية واستدامة، وبالتالي تصبح الأسر والمجتمعات والاقتصاديات أقوى.
لقد أظهرت الظروف الاخيرة على مستوى البلدان التي تواجه خطر الحروب مثل العراق وفلسطين وسوريا واليمن ولبنان والسودان، قدرة الفتيات على الصمود في مواجهة الأزمات وثقتهم بالمستقبل، رغم العنف والتحرش والاستغلال والإساءة ضد النساء والفتيات داخل الأسرة وخارجها، والذي اصبح للأسف أمرًا طبيعيًا في العراق، وغالبًا ما يكون الأقارب الذكور هم الجناة، مما يتوجب معه القيام بإجراءات تهدف الى توفير بيئة تتسم بحماية واحترام جميع الفتيات.
كما اصبح مهما الاستماع لأصوات الفتيات الصغيرات، والحاجة إلى التصدي للتحديات التي تواجههن وتأمين حقوق الإنسان المكفولة لهن، والحق في التمتع بحياة آمنة والحصول على التعليم والصحة، فإن الفتيات لديهن القدرة على تغيير العالم، وتمكينهن اليوم يجعلهن غداً عاملات وأمهات وموجهات ورئيسات أسر، وقياديات مجتمعياً وسياسياً. إنهن الشريكات في حل مشاكل تغير المناخ والصراع السياسي والنمو الاقتصادي والوقاية من الأمراض وبناء السلام وتحقيق اهداف التنمية المستدامة.
طريق الشعب