خطر التنمر المدرسي على الفتيات
بقلم : انتصار الميالي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

جلست أزهار صامتة وفي عينيها حزن وقلق، تمسك بحافتي الكرسي محاولة السيطرة على غضبها وحبس صوتها، كانت تصرخ من الداخل، ورغبتها بالبكاء كبيرة، لم تكن تستطيع الكلام، إلى أن قالت أمها، ابنتي شاطرة وذكية لكنها تعاني من التنمر؟!

تشهد البيئة المدرسية خلال السنوات الاخيرة، عدة ظواهر ومشکلات تربوية واجتماعية خطيرة ومؤثرة في البناء الأمني والنفسي والاجتماعي المدرسي، منها انتشار ظاهرة التنمر - سواء كانت سلوكاً لفظياً أو جسدياً أو اجتماعيا - في العديد من المدارس الابتدائية والثانوية والجامعات، ويتعرض لها العديد من التلاميذ وخصوصاً الفتيات منذ بداية دخولهن المدرسة الابتدائية وصولًا إلى الجامعة، وتظهر حدتها خلال النشاطات المدرسية وفترة الامتحانات وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيما تترك المفردات التي تستخدم للتنمر أضراراً نفسية سلبية سواء على المدى القصير أو الطويل.

المُتنمر يتعمد إلحاق الأذى نتيجة غياب المسؤولية وانعدام الوعي لديه، ويشعر بمتعة كبيرة عند إيذاء الآخرين ومشاهدتهم يتألمون ويتوسلون، ويجد البعض أن جزءاً من أسباب التنمّر يتعلق بسلوك بعض العاملين والموظفين كالمعلمين والوسط الذي يحدث فيه.

التنّمر ظاهرة خطيرة يعاني ضحاياها من زيادة القلق، والاكتئاب، والأرق، واليقظة المتزايدة، والخوف المستمر والحساسية الحادة تجاه الشعور بالتنمر أو رؤية الآخرين يتعرضون له. وتشكل خطراً مضاعفاً إذا تنّمر معلم على تلاميذه، لأنه يتسبب في آثار سلبية شديدة على هؤلاء التلاميذ تصل إلى الانتحار أحيانا، وتزداد قسوة تلك التأثيرات كلما كان هؤلاء التلاميذ أصغر سناً.

يعد التنمر مشكلة تربوية ونفسية واجتماعية. وبالتالي تلعب المدرسة دورًا أساسيًا في مكافحته، وحماية الأطفال من التعرض له بشتى الوسائل. وتحتاج المعالجة إلى زيادة الوعي من قبل الأساتذة وأولياء الأمور والمنظمات والمجتمع، وتعاون الجميع على تهذيب السلوكيات السلبية ومنها التنمر، كما يتطلب الاهتمام الجيد بصقل مهارات المعلمين وتدريبهم، ودور الإشراف التربوي في تفعيل لوائح الانضباط المدرسي، والاستعانة بالمختصين الاجتماعيين والنفسيين، فالمتابعة المستمرة والتواصل مهم مع الأسرة، وإجراء التدخل اللازم لمعالجة الأساليب التربوية والمشاكل الأسرية وتحديد ما إذا كان فيها ما يمكن أن يكون شعلة، يولد منها لهيب التنمر، فالعمل التكاملي يعزز دور المدرسة والمعلم في معالجة المتنّمر وضحايا التنّمر.

طريق الشعب

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 19-03-2025     عدد القراء :  93       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced