منذ الايام الاولى لوصولي بغداد الحبيبة مسقط رأسي ومرتع طفولتي للقاء الاحبة والاصدقاء، وانجاز بعض المعاملات الرسمية والشوق يشدني الى القوش مسقط رأس والديّ واجدادي، هناك حيث الجذور الضاربة في عمق الزمن وتاريخ العائلة والاجداد وعموم الاقارب والاحبة من سكانها... خيط شوق وحزن شفيف من المشاعر والذكريات ظل يتملكني طيلة ايام مكوثي وتجوالي في المدينة وتبادل الاحاديث مع الاهل والاصدقاء ونحن نقلب الايام والسنين مستذكرين احداثا طواها الزمن وأحبة رحلوا عن عالمنا، لكنهم لايزالون معنا بعبق ذكراهم العطرة وسيرهم الانسانية التي كانت مليئة بالطيبة والعطاء وحب الناس وحب المدينة وحب العراق واهله جميعاً.
كانت زيارتي لالقوش فرصة عزيزة على قلبي لزيارة مقر الحزب هناك واللقاء برفاق اعزاء وتبادل الاحاديث واثارة الشجون مع صور شهداء الحزب من اهالي المدينة وهي تطرز جدران المقر، دموع امتزجت بغصة حزن وانا استذكر تلك الكوكبة من شهدائنا الذين خطوا بدمائهم أسمى وأنبل مثل التضحية والإنسانية التي عرفها التاريخ.
شكرا لحسن الضيافة رفاقي الأعزاء وشكرا للنقاشات البنّاءة وشكرا لحسن الاستقبال.